الأربعاء 30 يوليو 2025

سيدتي

استشارية توضح تأثير استعراض المصايف في السوشيال ميديا على المراهقين وأسرهم| خاص

  • 6-7-2025 | 09:04

استعراض المصايف

طباعة
  • فاطمة الحسيني

مع بداية موسم المصايف، تمتلئ وسائل التواصل الاجتماعي بصور الشواطئ، والفنادق الفاخرة، والمصاريف الباهظة واللحظات المثالية التي يعيشها البعض مع أسرهم أو أصدقائهم، وبينما يشارك البعض تجربته ببساطة، يتحول الأمر لدى آخرين إلى سباق للاستعراض والمزايدة، خصوصًا في أوساط الشباب والمراهقين، ولذلك نتساءل الي أي مدى يؤثر ذلك نفسياً على الأسر وأبنائهم، خاصةً من لا يستطيعون تحمل هذه الكلفة.

ومن جهتها تقول الدكتورة هبة الطماوي أخصائي الإرشاد النفسي والعلاقات الأسرية، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن ما يحدث على وسائل التواصل من استعراض لرحلات المصيف، هو في جوهره نوع من أنواع المزايدة ومحاولة التعويض، والشخص الذي يشعر بنقص معين، أو عدم الاكتفاء، يسعى إلى أن ينتمي لفئة معينة من الناس، ويستخدم الاستعراض كوسيلة للقبول أو إثبات الذات، حتى وإن لم يكن واعيًا بذلك.

وأضافت أن هذه التصرفات لا تقتصر فقط على الشباب، بل أحيانًا تكون الأسر نفسها مدفوعة بالرغبة في الظهور في صورة اجتماعية معينة، على الرغم من أن هناك عدد ليس بقليل من العائلات، يوفرن من دخلهن الشهري طوال العام، كي يخترن مكان وشاطئ نظيف، يضمن لأولادهم الراحة والاستجمام والأمان، دون تعمد للتباهي أو التفاخر، وهذا يدل على أن ليست جميع الصورة المعروضة تعني الرفاهية المطلقة أو التعالي.

وحذرت من تأثير التباهي والتفاخر على المراهقين وعائلتهم، حيث يخلق شعورًا بالدونية أو الغضب أو الإحباط، ومع كل منشور عن مصيف فاخر، تشعر بعض الأسر بالذنب أو التقصير تجاه أولادهم، خاصة لو كانت الميزانية لا تسمح بالخروج أو السفر، كما ان كثافة هذه الصور تجعل الاستعراض أمرًا ضاغطًا على من لا يستطيعون مجاراته، وتصبح حياة الآخرين وإن كانت جزءًا فقط منها مقياسًا غير عادل لحياة الأبناء أو الأسرة التي تتابع.

وأشارت الي ضرورة تربية الأمهات للأبناء وخاصة المراهقين، على عدم النظر الي حياة الاخرين وعقد المقارنات، وأن يكون الوالدين قدوة حسنة في عدم التنمر، وتجنب زرع قيم المقارنة والمنافسة، لأن هذا النمط التربوي يولد العنف اللفظي، وقلة الاحترام عند بعض الأولاد، لأنهم نشأوا في بيئة تعتمد على النقد والمقارنة والسطحية، وكذلك توعية المراهق بأن التواصل الاجتماعي لا يمثل الواقع كاملًا، وأن الكثير من الصور قد تكون مبالغ فيها، والحديث بصراحة عن الظروف المالية للأسرة، دون خجل، وبأن الحب والترابط لا يُقاس برحلات أو مصايف.

واختتمت حديثها مؤكدة على أن وسائل التواصل الاجتماعي ليست المشكلة في ذاتها، بل طريقة التعامل معها، ومدى تأثيرها على القناعة الذاتية، فلكل فرد ظروفه، والاكتفاء، والرضا، والحب داخل الأسرة، هم الثروة الحقيقية التي لا تقاس بعدد الليالي على الشاطئ أو تكلفة الرحلة، فهناك عائلات تشعر بالسعادة وراحة البال بمجرد جلوسها في منزلها.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة