يمرّ مستقبل قطاع غزة في هذه الأثناء بلحظات حاسمة، وسط ترقّب الإعلان عن التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا بين حركة حماس وإسرائيل، بضمانات أمريكية باستمراره حتى يتم التوصّل إلى اتفاق دائم لإنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023.
ملامح الاتفاق
ويدور الحديث في هذه الأثناء عن مقترح مقدَّم من الولايات المتحدة يتضمّن وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، بضمانات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تضمن استمراره طوال المدة.
وبموجب المقترح، سيتم الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثة طوال مدة سريانه، حيث إنه في اليوم الأول سيُطلَق سراح ثمانية أسرى أحياء، وفي اليوم السابع تُسلَّم خمس جثامين، وفي اليوم الـ30 تُسلَّم خمس جثامين، في حين أنه في اليوم الـ50 يُطلَق سراح اثنين من الأسرى الأحياء، وفي اليوم الـ60 تُسلَّم ثماني جثامين، وذلك على أن تُجرى عمليات تبادل الأسرى من دون احتفالات أو استعراضات.
وفي اتفاق يناير، كانت حركة حماس تُقيم ما يشبه استعراضًا عسكريًا أثناء تسليم الأسرى الإسرائيليين للصليب الأحمر، ما وضع الحكومة الإسرائيلية في حرج شديد، إذ أخلّ ذلك بمزاعمها بشأن أنها قضت على قدرات المقاومين العسكرية.
وفي المقابل، سينسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مناطق في شمال غزة وفق خرائط يتم التوافق عليها، وذلك بعد الإفراج عن ثمانية أسرى، كذلك ستتم عملية انسحاب من مناطق في الجنوب في اليوم السابع حسب خرائط متفق عليها.
إنسانيًا، ينص الاقتراح على دخول المساعدات الإنسانية فورًا إلى غزة وفقًا لاتفاق الـ19 من يناير الماضي، وبكميات كافية وبمشاركة الأمم المتحدة، وعليه، سيدخل إلى القطاع يوميًا 600 شاحنة محمّلة بالمساعدات، منها 50 شاحنة محمّلة بالوقود.
وفي اليوم الـ10، ستُقدّم حماس كل المعلومات والأدلّة عن الأسرى المتبقّين وإذا كانوا أحياء أو أموات، مع تقارير طبية، وذلك مقابل تقديم إسرائيل معلومات كاملة عن الأسرى الفلسطينيين الذين اعتُقلوا من غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وقف الحرب
وستضمن الولايات المتحدة أن تُعقد مفاوضات جادة، بما يُفضي إلى وقف حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، وذلك مقابل تسليم جميع الأسرى الأحياء المتبقين لدى حماس.
وستبدأ هذه المفاوضات اعتبارًا من اليوم الذي يسري فيه اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين، والذي ستكون مدته 60 يومًا، وستركّز على تبادل من تبقّوا من الأسرى، والترتيبات الأمنية طويلة الأمد في غزة، وترتيبات "اليوم التالي"، وإعلان وقف دائم لإطلاق النار.
وحسب إعلام عبري، فإن الولايات المتحدة ستضمن استمرار وقف إطلاق النار بعد انتهاء الـ60 يومًا، ما دام هناك مفاوضات جادة ومستمرة.
موقف الأطراف
وزعمت إسرائيل أنها قبلت بمقترح وقف إطلاق النار مع حركة حماس، حسب ما نقله إعلام عبري، عقب تأكيد الرئيس الأمريكي موافقة تل أبيب على صفقة تبادل الأسرى.
وفي المقابل، أكّدت حماس أنها تجري مشاورات مع قادة الفصائل الفلسطينية بشأن العرض الذي تسلّمته من الوسطاء (مصر وقطر).
وقالت حماس إنها "ستُسلّم القرار النهائي للوسطاء بعد انتهاء المشاورات، وستُعلن ذلك بشكل رسمي"، وذلك بعد أن أكدت مصادر فلسطينية أن الحركة تتّجه نحو قبول الطرح الذي قدّمه الوسطاء، غير أن القرار النهائي لم يُتخذ بعد.
وفور رد حركة حماس، ستُعقد مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين، إمّا في القاهرة أو الدوحة، وذلك لإبرام الاتفاق الذي يضمن وقف إطلاق النار لـ60 يومًا.
وجدير بالذكر أن شهر يناير الماضي شهد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بين الجانبين، كان من المفترض أن يفضي إلى وقف حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر 2023، إلا أن إسرائيل تنصّلت منه بضوء أخضر أمريكي.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمّرة ضد قطاع غزة، خلّفت أكثر من 192 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، حسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.