الخميس 17 يوليو 2025

تحقيقات

وقف إطلاق النار في غزة.. دبلوماسيون: قريبون من اتفاق ولا ضمانة لإنهاء الحرب

  • 5-7-2025 | 14:39

غزة

طباعة
  • محمود غانم

يُترقَّب في هذه الأثناء أن يُعلِن الوسطاء التوصُّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يمتدّ لـ60 يومًا، بموجب تفاهم لم تتكشّف فحواه بشكل رسمي بعد، وسط تعهّدات من الولايات المتحدة بمواصلة المحادثات بين طرفي النزاع، بما يُفضي إلى إنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية، التي خلّفت أكثر من 192 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح.

ترقّب إعلان التهدئة

وفي مشهدٍ ضبابيّ وسياق سياسيّ متأزّم يعجز عن حلّ عُقَده، بدأت القاهرة، بصفتها أحد الوسطاء، اتصالات مكثفة بغرض التوصل إلى صيغة نهائية تحظى باتفاق كافة الأطراف بشأن وقف إطلاق النار في غزة.

وجاء ذلك بعد أن سلّمت حركة حماس ردها، الذي وُصف بـ"الإيجابي"، إلى الوسطاء، بشأن مقترح وقف إطلاق النار في غزة، وهو ما سبقه تأكيد إسرائيل موافقتها عليه.

وفي غضون ذلك، أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، نقلًا عن مصادر، بأن مصر تبدأ في إجراء اتصالات مكثفة مع مختلف الأطراف خلال الساعات المقبلة، للوصول إلى صيغة نهائية تحظى باتفاق كافة الأطراف على اتفاق وقف إطلاق النار.

وحسب المصادر، فإن مصر تُكثّف اتصالاتها وتحركاتها مع جميع الأطراف لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين.

ومن المنتظر أن تتسارع وتيرة التحركات خلال الساعات المقبلة، لحسم كافة التفاصيل المتعلقة بالاتفاق، وسط ترجيحات بالإعلان عنه رسميًّا في موعدٍ أقصاه منتصف الأسبوع الجاري.

 

إعلان قريب

اتصالًا بهذا السياق، يؤكد السفير بركات الفرا، سفير دولة فلسطين السابق لدى مصر، أن المؤشرات تُشير إلى قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، من شأنه إنقاذ الشعب الفلسطيني من الإبادة التي يتعرض لها منذ أكتوبر 2023.

وأوضح السفير الفرا، في حديثه لـ"دار الهلال"، أن الضغوط الأمريكية على رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بالإضافة إلى ما يواجهه من ضغوط داخلية في المجتمع العبري، تدفعه إلى إتمام الصفقة هذه المرة، بما يحرره من هذه الضغوط.

وأكمل قائلًا: "إن دعوات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للتوقف عن محاكمة نتنياهو، تفرض عليه التوصل إلى صفقة بشأن غزة، ويبدو أن ذلك يأتي ضمن تفاهم بينهما، يكون الضغط فيه على المحكمة مقابل إبرام الصفقة".

وفي المقابل، فإن حرب الإبادة التي يواجهها الفلسطينيون في غزة، بما تتضمنه من تدمير وتجويع وعطش، تجعلهم يتشبثون بأي بصيص أمل ينهي هذه الحرب، كما يضيف الدبلوماسي الفلسطيني.

وأشار إلى أن التحركات نحو تحقيق اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة باتت متسارعة للغاية في الساعات الأخيرة، ما يجعلنا أقرب إلى تحقيق التهدئة.

 

 

وأكد أن هذه التحركات ما كانت لتحدث لولا الضغوط الأمريكية على إسرائيل، ومع ذلك، فإن واشنطن تظل طرفًا لا يمكن الوثوق به بالنسبة للشعب الفلسطيني، إلا أن الضرورة تفرض عليه التعامل معها، في ظل غياب البدائل.

وفي سياق متصل، يلفت الفرا إلى أن الدور المصري تاريخي في ما يتعلق بالتعامل مع الأزمة الفلسطينية الراهنة، وذلك امتدادًا لدوره المستمر منذ عام 1948.

وسلّط الضوء على كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال القمة العربية التي عُقدت في بغداد في مايو الماضي، حين قال: "حتى لو نجحت إسرائيل في إبرام اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية، فإن السلام الدائم والعادل والشامل في الشرق الأوسط سيظل بعيد المنال، ما لم تُقم الدولة الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية".

وأكد أن هذه الكلمات تعكس الدور المصري في دعم الفلسطينيين، وعمق الشعور بالأزمة الراهنة، التي لم تدخر فيها مصر جهدًا لوقف الحرب.

 

مشهد معقد

ومن جانبه، يُبدي السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، تفاؤلًا بإمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حركة حماس وإسرائيل، لكنه يُشكك في استمراريته، بما يُحقّ وقفًا للحرب المتواصلة منذ نحو 22 شهرًا.

وفي حديثه لـ"دار الهلال"، أرجع السفير بيومي وجهة نظره تلك، نظرًا لأن جميع الأطراف المشتبكة تريد الاستمرار في الحرب، بداية من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي يعتقد أن مواصلتها مناجاة له من التهم المتورط فيها، وصولًا إلى الدول الغربية عمومًا، والولايات المتحدة خصوصًا، حيث إن هذه الدول ذات مزاج متقلّب، فتارة قد تطالب بوقف الحرب، وتارة أخرى قد لا تُمانع استمراريتها، انتهاء بصناعة السلاح.

وبالإضافة إلى ذلك، أشار إلى أن هناك ثقوبًا في الموقف العربي، في ظل اعتقاد بعض الدول أن حركة حماس هي من ورّطت الفلسطينيين في هذه الإبادة، بعد أن أقدمت على شن عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023.

وشدّد على ضرورة أن تصطف الدول العربية دعمًا للفلسطينيين في هذه المحنة، بغضّ الطرف عن أي خلاف، لا سيّما بأنهم الطرف المُعتدى عليه منذ عقود طويلة.

وقال إن تفاؤله بشأن إمكانية توقّف هذه الحرب، يأتي من منطلق أن إسرائيل دولة صغيرة لا تستطيع خوض حرب طويلة أو على جبهات، في ظل الأطراف الإقليمية التي تُقدّم الدعم لأهالي غزة، في إشارة إلى هجمات جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن ضد إسرائيل، وما سبق ذلك من حرب خاضها حزب الله اللبناني مع إسرائيل.

وأضاف إن صمود الشعب الفلسطيني التاريخي في وجه آلة الحرب الإسرائيلية، لهو أكبر ما يبعث على التفاؤل بوقف الحرب، فلا يزال متشبثًا بأرضه، رغم كل ما تعرّض له على مدى نحو 22 شهرًا.

ومع ذلك، شكّك الدبلوماسي السابق في إمكانية استمرار وقف إطلاق النار بعد مضي مدته المقدّرة بـ60 يومًا، في ظل تمسّك المستوى السياسي الإسرائيلي ليس فقط بمواصلة الحرب في غزة، بل كذلك فرض السيطرة على الضفة الغربية، وجعل الفلسطينيين بكاملهم دولة للإسرائيليين.

وعند لفت نظره إلى أن الولايات المتحدة تعهّدت بمواصلة التفاوض حتى وقف الحرب، قال بيومي، إن واشنطن بقيادة دونالد ترامب، لا تستطيع أن تضمن الاتفاق لـ60 ساعة، وليس 60 يومًا.

وبشأن الدور المصري، أوضح أن مصر تُقدّم، في إطار العملية التفاوضية، ما يُحقّق غرض وقف نزف الدماء الفلسطينية، وهذا واضح للعيان، لا يحتاج من يشهد له.

الاكثر قراءة