قال العميد الركن فواز عرب، رئيس مركز الفيحاء للدراسات الاستراتيجية، إن سلاح حزب الله لم يعد له مبرر استراتيجي في لبنان، معتبرًا أن نظرية «توازن الردع» التي كان الحزب يتذرع بها قد فشلت، بعدما عجز عن حماية نفسه، فكيف له أن يحمي لبنان، على حد تعبيره.
وفي مداخلة مع الإعلامية هاجر جلال، في برنامج «منتصف النهار» على قناة القاهرة الإخبارية، أوضح العميد فواز أن حزب الله لم يتدخل حتى خلال تصاعد التوتر الإيراني–الأميركي، رغم كونه أحد أذرع طهران في المنطقة، ما يؤكد بحسبه أن السلاح لم يعد موجَّهًا لمواجهة إسرائيل، بل قد يكون موجَّهًا إلى الداخل اللبناني لضمان استمرار السيطرة على مفاصل الدولة.
وأكد أن الرد اللبناني على الورقة الأميركية، الذي سُلِّم إلى المبعوث توماس براك، تضمَّن أفكارًا لحل شامل، وردت في وثيقة من سبع صفحات، تشمل الالتزام بحصر السلاح في يد الدولة اللبنانية، من دون تحديد جدول زمني واضح لنزع سلاح الحزب، بل تُرك هذا البند لمفاوضات وآلية تنفيذ لاحقة.
وفيما يتعلق بموقف حزب الله، قال فواز عرب إن قيادة الحزب ربطت النقاش في «الاستراتيجية الدفاعية» بتحقيق شروط مسبقة، كوقف العدوان الإسرائيلي، وإعادة الإعمار، والإفراج عن الأسرى، ما يجعل مناقشة ملف السلاح مؤجَّلة وغير مضمونة.
وأشار إلى أن حزب الله جزء من الحكومة اللبنانية، وقد وافق من خلال وزرائه على البيان الوزاري الذي ينص على حصر السلاح بيد الدولة، ومع ذلك لم يلتزم الحزب بهذا البند، مضيفًا: «السؤال الجوهري اليوم هو: هل قرار نزع السلاح بيد حزب الله أم بيد إيران؟».
وختم فواز عرب بالتأكيد على أن السلاح الذي يمتلكه الحزب هو سلاح استراتيجي إيراني، وأن «كبار القادة في الحزب يعلمون أن قرار التصرف به ليس لبنانيًا»، مستشهدًا بتصريح سابق للأمين العام الراحل لحزب الله، الذي قال فيه: «سلاحنا هو سلاح إيراني».