قالت دانا أبو شمسية، مراسلة قناة القاهرة الإخبارية في القدس المحتلة، إن تفاصيل العملية التي وقعت قرب مستوطنة «غوش عتصيون» جنوب القدس المحتلة لا تزال غير محسومة حتى الآن، وسط تضارب في الروايات الإسرائيلية بشأن طبيعتها.
وأوضحت أبو شمسية، خلال مداخلة مع الإعلامي أحمد أبو زيد على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الروايات الأولية تضاربت حول ما إذا كانت العملية مزدوجة – تتضمن إطلاق نار وطعن – أم ناتجة عن إطلاق نار بالخطأ، وهو ما طرحته بعض المصادر الإسرائيلية، خاصةً بعد ترجيحات بأن مطلق النار على حارس الأمن الإسرائيلي قد يكون من عناصر شرطة الاحتلال أنفسهم.
وأضافت أن قناة «كان 14» الإسرائيلية أشارت إلى أن حارس الأمن – وهو من قوات حرس الحدود – قُتل جراء نيران صديقة خلال الاشتباك مع منفّذي العملية، حيث أُطلق الرصاص على المنفّذين، ما أدى إلى إصابة الحارس ووفاته لاحقًا.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، وقعت الحادثة قرب مستوطنة «غوش عتصيون» الواقعة بين بيت لحم والخليل، ووصفتها بأنها «عملية طعن» تم خلالها «تحييد» المنفّذين. وقد أُعلن لاحقًا عن استشهاد الشابين الفلسطينيين منفّذي العملية، بعد أن تُركا ينزفان على الأرض دون تقديم أي إسعافات أولية.
وأفادت إذاعة جيش الاحتلال بأن الشابين الفلسطينيين ترجّلا من مركبتهما، ووجّها طعنات إلى حارس أمن إسرائيلي، ثم استوليا على سلاحه وأطلقا النار على عدد من المتواجدين في المكان. وتشير المعطيات إلى أن بعض المستوطنين المسلّحين في المنطقة شاركوا في تبادل إطلاق النار، الأمر الذي قد يفسّر إصابة حارس الأمن برصاص أحدهم عن طريق الخطأ، وفق ما رجحته القناة 14.
وأكدت أبو شمسية أن الشرطة الإسرائيلية لا تزال منتشرة في موقع العملية، وتُجري عمليات مسح أمني للتأكد من عدم وجود منفّذين آخرين، كما حوّلت المكان إلى ثكنة عسكرية مغلقة، ومنعت حركة الفلسطينيين في المنطقة.
وفي سياق متصل، أشارت المراسلة إلى أن الرواية الإسرائيلية تربط هذا النوع من العمليات، حتى وإن صُنّفت كعمليات فردية، بما يجري في قطاع غزة من عدوان متواصل، وكذلك بالتصعيد الإسرائيلي غير المسبوق في الضفة الغربية، لا سيما في شمالها وجنوبها، في إطار ما يُوصف بمحاولات لتغيير ديموغرافي ممنهج.
ولفتت إلى تحذيرات سابقة صدرت عن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ووزير الدفاع من أن تشديد الخناق على الضفة الغربية والقدس قد يؤدي إلى تفجّر الأوضاع في الداخل المحتل، إذ تشير المعطيات إلى ازدياد ملحوظ في وتيرة العمليات ضد أهداف إسرائيلية منذ 7 أكتوبر، مع التأكيد على أن غالبية المنفّذين من سكان الضفة الغربية.