الأربعاء 30 يوليو 2025

تحقيقات

الولايات المتحدة تمد أغصان الزيتون لاستئناف محادثات النووي الإيراني.. وطهران تشترط

  • 11-7-2025 | 12:45

النووي الإيراني

طباعة
  • محمود غانم

تعطّلت المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، بعد الحرب التي شنّتها إسرائيل على طهران الشهر الماضي، لتدمير منشآتها النووية، وذلك بعد حصولها على مباركة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي حال مسبقًا دون تنفيذ هذه الهجمات.

وعلى إثر ذلك، أعلنت طهران تعليق المباحثات النووية مع الولايات المتحدة، إذ باتت عديمة الجدوى، بعد الهجمات الإسرائيلية.

وبعد أن وجدت إسرائيل نفسها في خضم الحرب عاجزة عن تنفيذ غرضها من وراء الحرب، والمتمثل في تدمير منشآت إيران النووية، تدخلت الولايات المتحدة في الصراع بشكل مباشر، حيث هاجمت ثلاث منشآت نووية إيرانية، تُعد نواة البرنامج النووي للبلاد.

وأكدت الولايات المتحدة وإسرائيل، أنهما نجحتا في تدمير البرنامج النووي الإيراني، في خضم الحرب التي استمرت لـ12 يومًا.

لكن إيران، من جانبها، أكّدت أن أضرار هذه الهجمات سطحية، وأن برنامجها النووي ما زال قائمًا، داعمة ما تقوله بالإشارة إلى عدم تسجيل أي تسرّب إشعاعي أو تلوّث بيئي.

وأكدت عدة تقارير استخباراتية - نشرتها وسائل إعلام عالمية - أن الهجمات الأمريكية الإسرائيلية لم تُؤدِّ سوى إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر، دون تدمير مكوناته الرئيسية.

 

مستقبل المفاوضات

بعد انتهاء الحرب في الـ24 من يونيو الماضي، أبدت الولايات المتحدة رغبتها في استئناف المفاوضات النووية مع طهران، التي ردّت بأن أبواب الدبلوماسية مفتوحة، ولكن لم تُحدّد وقتًا معينًا لبدء العملية التفاوضية من جديد.

وللمفارقة، فإن هذه المفاوضات حفتها إيجابية بخلاف ما كان متوقّعًا، إلا أن تضارب الرغبات حول مسألة تخصيب اليورانيوم، أدّى إلى الحيلولة دون إبرام اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران.

وتريد الولايات المتحدة منع طهران من تخصيب اليورانيوم ضمن أي اتفاق محتمل، في حين تؤكد طهران أن ذلك حق مكفول لها بموجب القانون الدولي.

وتعتقد الولايات المتحدة أن إتاحة تخصيب اليورانيوم سيُبقي الباب مفتوحًا أمام طهران لامتلاك سلاح نووي، وهو أمر مرفوض بالنسبة لها، وبالمقابل، تؤكّد إيران أن برنامجها النووي سلمي، وأنها لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية.

والاثنين، أكّد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنه جرى التخطيط لاستئناف المحادثات النووية مع إيران، التي تريد التفاوض، زاعمًا أن موقف طهران مختلف الآن، مما كان عليه قبل أسبوعين، في إشارة إلى رفضها استئناف المحادثات بعد وقف الحرب مع إسرائيل الشهر الماضي.

كذلك، زعم المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، والذي كان يقود المفاوضات مع طهران، أن هناك اجتماعًا وشيكًا مع الإيرانيين، وربما سيُعقد الأسبوع المقبل.

وردّت طهران على ذلك نافية صحة ما قاله ترامب وويتكوف، حيث قالت إنها "لم تتقدّم بأي طلب للتفاوض مع واشنطن" بشأن البرنامج النووي.

وعلى عكس ما قاله الرئيس الأمريكي، قالت طهران إنها تلقت رسائل خلال الفترة الماضية تشير إلى أن واشنطن ربما تكون مستعدة للعودة للمفاوضات.

وتُشكك طهران في جدوى التفاوض مع الولايات المتحدة، بعد الاعتداءات التي طالتها في حرب الـ12 يومًا، خصوصًا أن هذه الحرب تفجّرت في وقت كان من المقرر أن تُعقد فيه جولة سادسة من المفاوضات بين الجانبين.

وحتى تُستأنف المحادثات من جديد، تؤكّد طهران أن على الولايات المتحدة أن تُظهر استعدادًا حقيقيًا لاتفاق عادل.

وأدت هذه التصريحات إلى حالة غضب واسع في الداخل الإيراني، حيث اعتبروا أن استئناف المحادثات يعني القبول بالخديعة مرة أخرى.

 

هل تندلع الحرب من جديد؟

واستبعد الرئيس الأمريكي إمكانية تطوّر الأوضاع إلى شنّ هجوم عسكري على طهران، لأنها تريد التوصّل إلى الحل عبر المحادثات.

فيما يؤكد مراقبون أن استئناف الحرب من جديد يظل خيارًا قائمًا إذا استمر تعثر المفاوضات بشأن النووي الإيراني. 

وفي الـ12 من أبريل الماضي، بدأت مفاوضات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، بهدف التوصّل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، إلا أنها لم تُثمر عن شيء يُذكر.

وللمفارقة، فإن طهران كان يجمعها بالفعل اتفاق نووي مع واشنطن، إلا أن الرئيس دونالد ترامب انسحب منه في فترة ولايته الأولى، وأعاد في ذات الوقت العمل بالعقوبات المفروضة عليها.

وعلى أثر ذلك، أوقفت طهران تدريجيًا التزاماتها في الاتفاق، واتخذت سلسلة خطوات، بما فيها تخصيب اليورانيوم عالي المستوى مرة أخرى بنِسب مختلفة تصل إلى 60 بالمائة، مقتربة من نسبة 90 بالمائة المطلوبة للأسلحة النووية.

 

 

الاكثر قراءة