تنتظر معظم العائلات فصل الصيف بفارغ الصبر، حيث الإجازات والراحة النفسية والاستجمام، والذهاب إلى الشواطئ للاستمتاع بالأوقات تحت أشعة الشمس ومياه البحر، لكن مع كل هذه الأجواء المرحة، قد تحدث بعض المضايقات والمواقف المزعجة، خصوصًا للفتيات، في عدد من الشواطئ، ولذلك نستعرض في السطور التالية مع خبيرة تربوية أهم النصائح التي تساعد الأم في توعية أبنائها وحمايتهم من معاكسات الشاطئ.
ومن جهتها، قالت الدكتورة وسام منير خبير الاستشارات النفسية والتربوية، ومدرس بكلية التربية بإحدى الجامعات الخاصة، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن هناك الكثير من الخطوات الأساسية التي تحمي أبنائنا من معاكسات ومضايقات المصيف، والتي من أهمها ما يلي:

-التحدث معهم خصوصًا البنات، عن حدود الجسد، وضرورة أن يعرف الطفل أو الطفلة أن أجسامهم لها حرمة لا يجوز لأي شخص تجاوزها تحت أي ظرف، وهذا يشمل الحديث عن اللبس، واللمس، وحتى طريقة السلام والتعامل مع الآخرين.
-على كل أم الشرح لابنتها، أن هناك مناطق في الجسد لا يجب أن يلمسها أو يقترب منها أحد، مهما كانت درجة المعرفة أو القرب، وأن تشعر بالثقة الكاملة في الإبلاغ فورًا إذا حدث أي تجاوز.
-لابد من وجود رقابة واعية لا تشعرهم بالخوف، ويقظة من الأهل، خاصة عندما يكون الأبناء على الشاطئ أو في مياه البحر، لا يعني هذا تقييد حريتهم، بل التواجد القريب منهم، والملاحظة المستمرة دون إثارة القلق، فوجود ولي الأمر بالقرب من الأطفال والفتيات يقلل بشكل كبير من فرص التعرض لأي نوع من التحرش أو المضايقة.
-من المهم أن نربي أبناءنا الذكور على احترام الفتيات وعدم التعدي على خصوصيتهن، فكون البنات ترتدي ملابس البحر لا يمنح أي شخص الحق في النظر إليها نظرات غير لائقة أو التحدث معها بطريقة مسيئة.
-علينا أن نرسخ في عقول أولادنا أن الاحترام لا يتجزأ، وأن لكل إنسان حريته في المظهر ما دام في إطار القيم الدينية والأخلاقية.
-أن تعلم كل أم ابنتها انها ليست أبدًا مسؤولة عن التحرش أو المضايقات التي قد تتعرض لها، فالملابس ليست مبررًا، ولا النظرة السطحية يمكن أن تكون حجة للتجاوز، الخطأ دائمًا في سلوك الشخص المتحرش، وليس في الفتاة، لذلك، على أولياء الأمور دعم بناتهن نفسيًا، وتعزيز ثقتهن بأنفسهن، وتوعيتهن بأنهن لسن مخطئات أو مسؤولات عن تصرفات الآخرين.
-إدراك الأم أن حمايتنا لأطفالنا لا تكون فقط بالمراقبة أو المنع، بل تبدأ من التربية الواعية، والحوار الصادق، والتواجد القريب، وذلك لجعل المصيف فرصة لتقوية العلاقة بينك وبين أبنائك، وتعزيز وعيهم بحقوقهم، وحدودهم، واحترامهم للآخرين.