نظمت إدارة تدريب أفراد المجتمع بجامعة قناة السويس، برنامجا تدريبيا متميزا بعنوان "التأهيل النفسي والاجتماعي للمدمنين" وذلك بمقر قاعة إدارة تدريب أفراد المجتمع.
وذكرت جامعه قناة السويس - في بيان اليوم السبت - أن مدرس التمريض النفسي والصحة العقلية بكلية التمريض الدكتور محمود عبد المجيد أحمد علي، قدم البرنامج التدريبي، والذي تناول من خلال محاضرته المفصلة تعريف الإدمان كحالة مرضية تؤثر على الدماغ وتفقد الشخص القدرة على التحكم في تعاطي المواد المخدرة رغم أضرارها الجسيمة، مشددًا على أن العلاج الطبي وحده غير كاف وأن التأهيل النفسي والاجتماعي يمثل عنصرًا محوريا في رحلة التعافي.
وسلط البرنامج الضوء على أهمية التأهيل في معالجة الجوانب النفسية والاجتماعية للمريض، مثل تعديل السلوك ودعم الصحة النفسية، والتعامل مع الاضطرابات المصاحبة إلى جانب إعادة دمجه في المجتمع وتمكينه من استعادة دوره داخل الأسرة وسوق العمل.. كما تم التطرق إلى دور التأهيل في منع الانتكاسة من خلال تعزيز مهارات التكيف مع الضغوط وتحسين العلاقات الاجتماعية وبناء الثقة بالنفس وتوفير الدعم المستمر عبر المراكز المجتمعية ومجموعات الدعم إلى جانب دعم الاستقلالية الاقتصادية من خلال برامج التدريب المهني والوظيفي.
وتناول الدكتور محمود عبد المجيد، مكونات برنامج التأهيل، بدءا من الجلسات النفسية الفردية والجماعية والعلاج السلوكي المعرفي وصولا إلى معالجة الصدمات النفسية السابقة، مؤكدا أهمية الدعم الأسري في إعادة بناء الثقة من خلال الجلسات العائلية والتثقيف حول كيفية التعامل مع المتعافي.
كما تناول المحاضر الأنشطة الاجتماعية والمجتمعية كأداة فعالة في تعزيز ثقة المتعافي بنفسه، مثل المشاركة في الأنشطة التطوعية وبرامج التدريب المهني، بالإضافة إلى ضرورة المتابعة والرعاية اللاحقة عبر الزيارات الدورية ومجموعات الدعم.
وأكد البرنامج على الدور الحيوي الذي يلعبه المجتمع في دعم المتعافين من خلال توفير فرص العمل وتمكينهم اقتصاديا ونبذ الوصمة الاجتماعية وتشجيع ثقافة التطوع في مراكز التأهيل.. واختتمت الفعاليات بعدد من التوصيات المهمة أبرزها نشر الوعي المجتمعي حول الإدمان وتعزيز برامج التأهيل النفسي وتشجيع المتعافين على مشاركة تجاربهم إلى جانب أهمية التكامل بين الأسرة والمدرسة والإعلام في دعم المتعافي.
واختتم البرنامج بالتأكيد على أن التأهيل النفسي والاجتماعي ليس رفاهية، بل هو ضرورة إنسانية وصحية ومجتمعية تتطلب تعاون الجميع لإنجاح مسيرة التعافي ودمج المتعافين في المجتمع من جديد عبر الدعم والقبول والاحتواء.