شهد بيت ثقافة منفلوط أمسية أدبية متميزة ضمن فعاليات نادي الأدب، تم خلالها مناقشة أحد أبرز وأقدم الكتب النقدية في التراث العربي، وهو كتاب "طبقات فحول الشعراء" للمؤلف ابن سلام الجمحي ، أحد أعلام النقد والأدب في القرن الثالث الهجري، وذلك في إطار برامج وزارة الثقافة.
أقيم اللقاء تحت رعاية: الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد هنو – وزير الثقافة، اللواء خالد اللبان – رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، الكاتب محمد ناصف – نائب رئيس الهيئة، الدكتور مسعود شومان – رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية بالهيئة العامة لقصور الثقافة.
جاءت المناقشة ضمن اهتمام نادي أدب منفلوط بإحياء التراث الأدبي، وتحفيز الأعضاء والجمهور على التفاعل مع الكتب المؤسسة للفكر النقدي العربي، وفق خطة الإدارة المركزية لإقليم وسط الصعيد الثقافي برئاسة الدكتور جمال عبد الناصر ، وبتنفيذ فرع ثقافة أسيوط برئاسة خالد خليل ، و بيت ثقافة منفلوط برئاسة الشاعر بهاء توفيق ، ونادي الأدب برئاسة الأديب الدكتور يحيى القفاص.
وخلال اللقاء، قدّم الدكتور رمضان حسانين، أستاذ الأدب والنقد بجامعة الأزهر فرع أسيوط، عرضًا تحليليًا لأبرز قضايا الكتاب، وعلى رأسها قضية الانتحال إلى جانب منهج ابن سلام في ترتيب الشعراء وتقسيمهم إلى طبقات وفق التسلسل الزمني، وتقييمهم بناءً على غزارة الإنتاج، جودة الشعر، وتنوع أغراضه ، كما تناول الملاحظات النقدية التي وُجهت للكتاب.
وناقش الدكتور رمضان القيمة العلمية للكتاب، باعتباره أول محاولة منهجية لتصنيف الشعراء العرب إلى طبقات وفق معايير نقدية دقيقة، تعكس فهماً عميقاً لطبيعة الشعر العربي وظروفه التاريخية والاجتماعية.
سلطت المناقشة الضوء على شخصية ابن سلام الجمح، الذي امتاز بدقته وموضوعيته، إذ لم يكتفِ بجمع الأشعار بل عمد إلى تحليلها ومقارنة مستوياتها الشعرية، كما استعرض خلفيات الشعراء الثقافية والقبلية. وبيّن المنهج النقدي الذي اتبعه الجمحي، والذي اعتمد على الذوق، والسماع، والتواتر، والتحقق من الروايا، مشكلاً بذلك بداية راسخة للنقد الأدبي العربي.
شهد اللقاء حضور عدد من الأدباء منهم: الأديب شعبان المنفلوطي، الشاعر محمد أبو شناب
كما تخلله عرض ومناقشة لقصيدة "جَدى" للشاعرة نجلاء مختار، وقصيدة "الأتوبيس" للشاعر أحمد عبد الحميد.
واختُتمت الأمسية بتأكيد أعضاء النادي على أهمية مواصلة مناقشة كتب التراث العربي، وتعزيز التواصل مع رموز الفكر والنقد، لما لذلك من أثر بالغ في إثراء المشهد الأدبي المعاصر، وتكريس الهوية الثقافية في نفوس الأجيال الجديدة.