أكد "مايكل بيترسون" عضو مجلس إدارة شركة السكك الحديدية الوطنية الألمانية "دويتشه بان" (DB) للنقل لمسافات طويلة، أهمية السكك الحديدية في اختصار الوقت والمسافات بين أوروبا، قائلا "السكك الحديدية تقرب أوروبا أكثر فأكثر". تأتي تلك التصريحات عقب الإعلان عن خط سكة حديد جديد يربط بين براغ (التشيك) وبرلين (ألمانيا) وكوبنهاجن (الدانمارك) ابتداء من عام 2026.
وأضاف "بيترسون"- حسبما ذكرت شبكة "يورونيوز" الإخبارية، في نشرتها الفرنسية، اليوم /الأحد/- أن "مسافرونا في رحلات النقل الدولي لمسافات طويلة يقدرون أوقات السفر التي تزيد على أربع ساعات، ونحن نقدم خدمات إضافية جذابة لتلبية الطلب المتزايد".
وتابعت الشبكة: أن هناك تعاونا بين شركة السكك الحديدية الوطنية الألمانية "دويتشه بان" (DB) وشركة السكك الحديدية الدنماركية (DSB) وشركة السكك الحديدية التشيكية (CD)؛ لتقديم خط سكة حديد جديد يربط بين براغ وبرلين وكوبنهاجن ابتداء من عام 2026.
وأفادت الشبكة، بأن شبكة السكك الحديدية الأوروبية طويلة المدى ستشهد دفعة جديدة في عام 2026، حيث سيتمكن المسافرون من ركوب القطار من براغ إلى كوبنهاجن عبر برلين، وذلك ابتداء من شهر مايو المقبل.
وأضافت الشبكة، أن الخدمة النهارية ستعمل على مدار العام في كلا الاتجاهين، ومن المتوقع أن تستغرق سبع ساعات فقط بين كوبنهاجن وبرلين، ونحو إحدى عشرة ساعة بين كوبنهاجن وبراغ، كما سيوسع المشغلون خدمة القطار الليلي الصيفي، التي تربط حاليا هامبورغ وكوبنهاجن ببراغ.
ومن المقرر إجراء توقفات إضافية في مدن رئيسية، بما في ذلك دريسدن (ألمانيا) وهامبورغ (ألمانيا).
من جانبه.. وصف "أبوستولوس تزيتزيكوستاس" المفوض الأوروبي الجديد للنقل والسياحة المستدامة، خط "براغ- كوبنهاجن" بأنه "مثال واضح على التقدم" نحو قارة أكثر خضرة وترابطا".
بدوره.. قال عمدة برلين "كاي فيجنر"، إن "هذا الخط السككي المباشر ليس مفيدا للمسافرين فحسب، بل إنه خطوة مهمة في إزالة الكربون من قطاع النقل في أوروبا".
وتستخدم قطارات "كومفورت - جيت ComfortJet" الجديدة التابعة لشركة السكك الحديدية التشيكية هذا المسار، وتوفر مجموعة واسعة من المرافق، بما في ذلك مطعم على القطار وخدمة "واي فاي" ومخزن للدراجات ومساحة تتسع لـ 555 راكبا، كما أن القطارات فائقة السرعة مجهزة بمصاعد للكراسي المتحركة، وسينما للأطفال، ونوافذ شفافة للراديو، مما يحسن اتصال واستقبال الركاب للموجات اللاسلكية.
ويعد خط "براغ- كوبنهاجن" الأول من بين عشرة مشاريع تجريبية اختارتها المفوضية الأوروبية لتعزيز خطوط سكك حديدية جديدة عابرة للحدود وتحسين التنقل وتهدف المبادرة إلى إزالة العوائق الدائمة أمام النقل بالسكك الحديدية لمسافات طويلة، سواء كانت اختناقات في البنية التحتية أو حواجز تجارية.
ومن بين خطوط السكك الحديدية الأخرى التي دعمها الاتحاد الأوروبي مؤخرا، خط "برلين- باريس"، الذي أطلقته "دويتشه بان" والشركة الوطنية للسكك الحديدية الفرنسية (SNCF) في شهر ديسمبر الماضي، وخط "ميونيخ- ميلانو- روما" الجديد، والمقرر إطلاقه في السنوات القادمة.
وأصبح لدى المسافرين الباحثين عن بدائل للرحلات القصيرة خيارات قطارات أكثر من أي وقت مضى.
ففي شهر فبراير الماضي.. تم تمديد خط "فيلنيوس" (عاصمة ليتوانيا) و"ريغا" (عاصمة لاتفيا) ليشمل تالين (عاصمة إستونيا)، ثم في شهر يونيو الماضي، أطلقت السكك الحديدية البولندية الحكومية (PKP) خدمة صيفية جديدة بين وارسو (عاصمة بولندا) وسبليت (كرواتيا)، على ساحل البحر الأدرياتيكي الكرواتي؛ كما استأنفت خدمة "إسبريسو ريفييرا" هذا الصيف، لتربط روما (إيطاليا) بالريفييرا الفرنسية ليلا.
وفي السنوات القليلة القادمة، من المتوقع أن تستمر خطوط السكك الحديدية في التوسع حيث تخطط شركة "دريم ستار لاينز" الناشئة لربط 100 مدينة أوروبية بقطارات النوم، واعدة بأسعار أقل من تكلفة الإقامة الفندقية.
وتعد هذه الخطوط جزءا من نهضة أوسع للسكك الحديدية الأوروبية، حيث تشهد القطارات الليلية على وجه الخصوص انتعاشا بعد عقود من التراجع.
وفي حين أن هذا النمط من النقل الصديق للبيئة يثير حماسا متزايدا، لا تزال طموحات أوروبا في مجال السفر بالسكك الحديدية عبر الحدود تواجه عقبات. ولا تزال أنظمة التذاكر المجزأة، واختلافات البنية التحتية، وبطء الموافقة على المسارات الجديدة تعيق التقدم. علاوة على ذلك، لا يزال المسافرون يجدون صعوبة في العثور على منصات حجز موحدة أو تحديثات آنية عندما تشمل رحلاتهم شركات سكك حديدية وطنية متعددة.
يذكر أن قطارات "كومفورت- جيت" هي قطارات ركاب عالية السرعة تم تطويرها بواسطة شركتي "Siemens Mobility" و"Škoda Transportation" لصالح شركة السكك الحديدية التشيكية وتعمل هذه القطارات بسرعة تصل إلى 230 كم/ساعة وتهدف إلى استبدال القطارات الأقدم في خدمات "EuroCity" الدولية وخدمات "InterCity" المحلية في جمهورية التشيك.