بحثت وزيرة الخارجية والمغتربين الفلسطينية فارسين أغابكيان شاهين، اليوم الثلاثاء، مع عدد من نظرائها الأوروبيين، آخر التطورات السياسية والإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، وعلى رأسها الأوضاع الكارثية في قطاع غزة، وذلك على هامش مشاركتها في الاجتماع الوزاري الخامس للاتحاد الأوروبي والجوار الجنوبي المنعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن الوزيرة شاهين التقت كلًا من وزراء خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس، وليتوانيا أونا تويو، وسلوفينيا تانجا فايون، وكرواتيا جوردان غرليتش رادمان، إلى جانب نائب وزير خارجية إيرلندا توماس بيرن، حيث تم التأكيد على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي فورا، وتأمين دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتعزيز الاعتراف بدولة فلسطين.
وخلال لقائها مع وزير خارجية ليتوانيا، أكدت شاهين ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة لوقف إطلاق النار، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية، مطالبةً الاتحاد الأوروبي والدول الصديقة بالضغط على إسرائيل للإفراج عن أموال المقاصة الفلسطينية، وفرض عقوبات على المستوطنين مرتكبي الجرائم، فيما أكد الوزير الليتواني دعم بلاده للجهود الدبلوماسية، وتفاؤله بقرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وفي لقائها مع وزير خارجية إسبانيا، ثمّنت شاهين المواقف المبدئية لمدريد في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، داعية إلى فرض عقوبات على إسرائيل ومنتجات مستعمراتها، وزيادة الدعم السياسي والمالي للحكومة الفلسطينية.
بدوره، جدد ألباريس التزام إسبانيا بمناصرة الشعب الفلسطيني، داعيا وزير الخارجية الفلسطينية إلى زيارة رسمية لمدريد.
كما التقت الوزيرة شاهين وزيرة خارجية سلوفينيا، التي أكدت دعم بلادها لوقف فوري لإطلاق النار، وحل الدولتين، وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة إلى المدنيين في قطاع غزة.
من جانبها، شددت شاهين على أهمية الدور الأوروبي في وقف العدوان وتوفير الحماية الدولية، وبحث الجانبان تعزيز العلاقات الثنائية وترتيب زيارات متبادلة قريبًا.
وفي اجتماعها مع وزير خارجية كرواتيا جوردان غرليتش رادمان، شددت شاهين على ضرورة فتح مسار سياسي حقيقي يُفضي إلى إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية، والمشاركة في المؤتمر الدولي القادم لتنفيذ حل الدولتين، منوهة بخطورة الاقتطاع الإسرائيلي غير القانوني لأموال المقاصة وتأثيره على قدرة الحكومة الفلسطينية في أداء واجباتها.
بدوره، أكد الوزير الكرواتي موقف بلاده الثابت في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، ودعمها لحل الدولتين وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، مشددًا على أهمية التعاون الدولي لتحقيق العدالة والاستقرار.
والتقت الوزيرة شاهين بنائب وزير خارجية إيرلندا توماس بيرن، حيث ثمنت مواقف إيرلندا الثابتة والداعمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي، مشيرة إلى دورها الريادي في الدفاع عن القضايا الإنسانية العادلة.
وناقش الجانبان تصاعد جرائم الاحتلال والمستوطنين، وضرورة وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات لغزة، فيما أكد بيرن عمق العلاقات بين الشعبين الفلسطيني والإيرلندي، واستمرار بلاده في تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
وفي السياق، بحثت وزيرة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم، مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي ديفيد مكاليستر، ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وضمان العدالة للشعب الفلسطيني.
وتطرقت شاهين إلى الأوضاع الكارثية في قطاع غزة، موضحة حجم الدمار الهائل الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي، واستهدافه للمستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء، إلى جانب ما وصفته بآليات توزيع المساعدات "المجحفة وغير الإنسانية"، داعية إلى تدخل أوروبي عاجل لضمان إدخال المساعدات بطريقة كريمة وآمنة تراعي كرامة الإنسان الفلسطيني، مؤكدة ضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري لإنقاذ أرواح المدنيين العزل.
وأشارت شاهين إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس سياسات ترقى إلى الإبادة الجماعية، مشددة على أن إسرائيل تتصرف كدولة فوق القانون الدولي، في ظل غياب المساءلة والعقوبات.
وتناولت شاهين تصاعد اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، واستهدافهم للمقدسات الإسلامية والمسيحية، والمؤسسات التعليمية وممتلكات المواطنين، مؤكدة أن هذه الانتهاكات تجري تحت حماية جيش الاحتلال، داعية إلى فرض عقوبات دولية على إسرائيل، خاصة بسبب الانتهاكات المستمرة بحق أبناء الطائفة المسيحية، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني لا يطالب بالمستحيل، بل بحق طبيعي في السلام والحرية والكرامة، وتحقيق حل الدولتين استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية.
من جهته، أكد مكاليستر أن الاتحاد الأوروبي يعمل بشكل مكثف على إيجاد آليات فعالة لضمان وصول المساعدات الإنسانية، ووقف اعتداءات المستوطنين المتطرفين، مشددا على التزام الاتحاد بدعم حقوق الشعب الفلسطيني وفقًا للقانون الدولي.