تقدم السيناتور الجمهوري تيد كروز بمشروع قانون يطالب الكونجرس الأمريكي بحظر جامعة الإخوان الإرهابية، باعتبارها منظمةً إرهابيةً أجنبيةً، وهو ما قد يؤدي إلى فرض عقوباتٍ عالميةٍ على الجماعة، بالإضافة إلى زيادة الضغط عليها.
وأكد سياسيون أن هذا القانون في حالة إقراره من الكونجرس الأمريكي، من شأنه أن يؤدي إلى تداعيات كبيرة وتقويض للجماعة على مستوى العالم، موضحين أن الجماعة تشهد الآن تساقط أوراقها تباعًا، سواء في العالم العربي أو الإسلامي أو في الغرب.
توجه عالمي لاعتبار الجماعة محظورة وإرهابية
ويقول الدكتور طارق البرديسي، خير العلاقات الدولية، إن بعض الدول الغربية تتجه بشكل متزايد نحو تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية، وهو توجه بات واضحًا في دول مثل بريطانيا، فرنسا، وألمانيا، وصولًا إلى الولايات المتحدة حيث قُدم مشروع قانون في الكونجرس لحظر الجماعة.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه من الممكن للكونجرس والإدارة الأمريكية اتخاذ خطوة حظر جماعة الإخوان، وخاصة أن هناك توجهاً عالمياً لاعتبار هذه الجماعة محظورة وإرهابية، نظرًا لممارستها لأعمال العنف، والدعوة إليه، وتبنيها لأفكار تُوصف بالمتخلفة والهدامة، مؤكدا أن هذه الأفكار تتعارض مع مفاهيم الدولة الحديثة، والمؤسسات، والدولة الوطنية، وتُعد فكرًا عابرًا للدول يحمل في طياته بذور الخراب والشر المستطير، لأنه يقوض أركان الدول ويهدم فكرة الهوية الوطنية.
وأكد البرديسي، أنه شهدنا هذا الحظر بالفعل في دول مثل الأردن، فرنسا، بريطانيا، وبالطبع في العالم العربي منذ فترة، لذلك، عندما يتقدم السيناتور الجمهوري تيد كروز بهذا المشروع في الكونجرس، يُتصور أن إقراره بحظر الإخوان كجماعة إرهابية وما يتبع ذلك من حظر لأنشطتها، سيترتب عليه تداعيات كبيرة.
وأشار إلى أن هناك نشاط واسع للجماعة في الولايات المتحدة وأوروبا، بما في ذلك مشاريع استثمارية وطبية وجمعيات للمجتمع المدني التي تعمل بتمويل من الإخوان، في حال إقرار الحظر، ستكون هناك تداعيات كبيرة وتقويض للبنية التحتية العالمية لهذه الجماعة، مؤكدا أن جماعة الإخوان كانت جماعة عالمية، ولكنها تشهد الآن تساقط أوراقها تباعًا، سواء في العالم العربي أو الإسلامي.
وتابع: "وشهدنا مؤخرًا مؤشرات على ذلك في الأردن، بريطانيا، الولايات المتحدة، وفرنسا"، مؤكدا أن العالم بأسره تنبه لخطورة هذه الأفكار المتخلفة والهدامة التي تعمل على تفتيت الوحدة الوطنية وروح الهوية للدولة الحديثة، ولمدى هذه الخطورة، حتى لو كانت بعض القوى قد أنشأتها ودعمتها لأغراض معينة في الماضي، فـ "السحر انقلب على الساحر"، وبات من كان داعمًا لها يقف الآن ضدها.
لغة المصالح
ومن جانبه، قال الدكتور مختار غباشي، الأمين العام لمركز الفارابي للدراسات، إن الإدارة الأمريكية ربما لن تقدم على خطوة حظر جماعة الإخوان، كما لم تفعل دول غربية عديدة ذلك حتى الآن، موضحًا أنه لا يزال هناك تيار واسع داخل الولايات المتحدة الأمريكية ينظر إلى هذه المسألة بمنظور مختلف.
وأكد في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه على الرغم من المحادثات المصرية المستفيضة مع الولايات المتحدة حول هذا الأمر، لم تستجب واشنطن ولا دول غربية أساسية لهذا الطلب، ويعود ذلك جزئيًا إلى أن جزءًا من أعضاء التنظيم يشغل مناصب حاكمة في بعض الدول التي تربطها علاقات قوية بالولايات المتحدة ودول العالم الغربي، لذلك، فإن إقرار حظر كهذا يتطلب حسابات معقدة لدى أمريكا والدول الغربية الرئيسية.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة تعتمد في مثل هذه القرارات على التوظيف السياسي، حيث اعتبرت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جماعة الحوثيين جماعة إرهابية في ولايته الأولى، ثم جاءت إدارة الرئيس السابق جو بايدن ورفعتهم من القائمة، ثم أعادتهم إدارته في نهاية ولايته مرة أخرى للقائمة، موضحًا أن الولايات المتحدة الآن أزالت "هيئة تحرير الشام" من قوائم الإرهاب، وهي المجموعة الحاكمة في أجزاء من سوريا، وهو ما يؤكد أن قرارات الحظر غالبًا ما تكون ذات أهداف سياسية متعددة تسعى الولايات المتحدة لتحقيقها.
وضع جماعة الإخوان المسلمين على الساحة الدولية
فيما يتعلق بوضع الجماعة على الصعيد الدولي، أكد الغباشي، أن الجماعة رغم الصعوبات التي تواجهها لها دور متنامٍ في بعض الدول، ولها وجود سياسي في دول عربية وحتى إقليمية، وضعفت بشكل كبير في دول أساسية مثل مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات وغيرهم من الدول، مؤكدا أن قوة أي حركة أو ضعفها بشكل عام يعتمدان بشكل كبير على الظروف السياسية وطبيعة المواجهة التي تتم.