أكد وزير المالية الأيرلندي باسكال دونوهو، أن الوضع المالي لبلاده "جيد"، معربًا عن ثقته بقدرة البلاد على مواجهة تحدي الرسوم الجمركية الأمريكية ، إلا أن دونوهو حذر من أن الوضع الذي تواجهه أيرلندا حاليًا قد يكون له "للأسف" تأثير كبير على النمو وخلق فرص العمل، إلا أن المفاوضات جارية على المستوى الأوروبي لمحاولة تجنب ذلك .
وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على الواردات من الاتحاد الأوروبي اعتبارًا من الأول من أغسطس ،مشيرا إلى إمكانية التوصل إلى اتفاقية تجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة .
وقال ترامب "لقد كان الاتحاد الأوروبي قاسيا، والآن أصبحوا لطفاء للغاية. إنهم يريدون إبرام صفقة، وستكون مختلفة تمامًا عن الصفقة التي أبرمناها لسنوات " .
ومن جانبه، يتوجه ماروش شيفتشوفيتش، المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي، إلى واشنطن لإجراء مناقشات حول الرسوم الجمركية كما أورد موقع "يوراكتيف" euractiv الإخباري الفرنسي.
وفي حديثه لبرنامج "مورنينج أيرلند" على قناة "أر تي إي" RTÉ، قال دونوهو إن بلاده تواجه تحديات، لكنه أضاف أنه "واثق من أننا، بفضل القرارات التي اتخذناها، والعمل الجاد لشعب أيرلندا، والخيارات الإضافية التي يمكننا اتخاذها، سنرتقي إلى مستوى هذه اللحظة ونتجاوزها ".
وأوضح الوزير أنه في حين أن هناك توقعات بفرض رسوم جمركية بنسبة 10%، إلا أنه يجري العمل أيضًا على توقعات بفرض رسوم جمركية بنسبة 30%، مضيفًا أن الأمر "ليس بهذه البساطة، كما لو كان هناك استقراء بسيط" للأرقام المذكورة سابقًا .
ومع ذلك، أكد على أهمية أن نكون صادقين في أن التأثير على خلق فرص العمل ومستويات التوظيف في الاقتصاد سيكون أسوأ. وقال "هذا تحدٍّ كبير، ونحن بحاجة إلى لحظة إدراك لذلك، لكننا واجهنا تحديات من قبل، وسنتجاوز هذا التحدي أيضًا " .
وأضاف الوزير دونوهو إنه سيتعين خفض مستوى نمو الإنفاق الجاري في الاقتصاد، موضحًا أن الإنفاق الجاري الذي تراوح بين 8% و9% كان يحدث عندما كان معدل التضخم يتراوح بين 5% و10%.
وتابع قائلا إنه في حين أن تكلفة المعيشة "لا تزال صعبة للغاية على الكثيرين" في الوقت الحالي، فإن معدل ارتفاع الأسعار "حوالي 2%، وليس 5% أو 10%".
وأشار دونوهو إلى أن وكالة تنمية أيرلندا (IDA Ireland) شهدت أداءً "قويًا للغاية" في النصف الأول من هذا العام، وأن حجم الاستثمارات والوظائف في الاقتصاد لا يزال "إيجابيًا للغاية".
ومع ذلك، قال إنه لاحظ من خلال تواصله مع كبار أصحاب العمل والمستثمرين في أيرلندا "توقفهم" عن اتخاذ القرارات.
وأضاف "هذا لا يعني أن القرارات لن تُتخذ أو أنها لن تكون في صالحنا في المستقبل".
لكن من المفهوم، مع مستوى الشكوك الاقتصادية السائدة، أن أصحاب العمل يتوخون الحذر في قراراتهم، ولذلك فيرى الوزير أن السياسة الاقتصادية الجيدة، والاستثمار، هما أفضل سبيل لتخفيف حالة الشكوك التي يشعر بها الآخرون.
وأكد الوزير أن التوقعات، باستثناء تأثير الرسوم الجمركية بنسبة 30%، لا تزال تظهر مستوىً مرتفعًا من نمو التوظيف في الاقتصاد. وأضاف أنها تظهر أيضًا نموًا في عدد الوظائف المستحدثة، وإن كان بوتيرة أبطأ.
وأضاف "لكننا نواجه تحديًا، بسبب الشكوك التجارية، ولذلك فإن المفاوضات، التي تقوم بها الحكومة والاستثمار والقدرة التنافسية، هي أفضل رد".
وللضغط من أجل ما يعتبره ترامب شروطًا أفضل مع الشركاء التجاريين وسبلًا لتقليص العجز التجاري الأمريكي الضخم، تفاوضت إدارته على صفقات تجارية قبل الموعد النهائي في الأول من أغسطس، وهو الموعد الذي من المقرر أن ترتفع فيه الرسوم الجمركية على معظم الواردات الأمريكية مجددًا.
وردا على سؤال عن احتمالات التوصل إلى اتفاق مع كندا، التي تستعد، كالاتحاد الأوروبي، لاتخاذ إجراءات مضادة في حال فشل المحادثات مع الولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق، قال ترامب "من السابق لأوانه الجزم بذلك".
ويأتي تعليقه مع تصريح رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، الذي قال أن التوصل إلى اتفاقٍ يُناسب العمال الكنديين ليس مطروحًا على الطاولة بعد.