أفاد تقرير اقتصادي متخصص بتواصل الإقبال على الذهب كملاذ آمن بسبب التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط لاسيما البحر الأحمر إلى جانب استمرار الحرب في أوكرانيا والعقوبات الأوروبية الجديدة على روسيا.
وقال التقرير الصادر عن شركة "دار السبائك" الكويتية، اليوم، إن التداولات الأسبوعية للذهب شهدت ارتفاعا يوميا بنسبة 0.40%، بينما سجلت خسارة أسبوعية طفيفة بلغت نسبتها 0.17% لينهي تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى 3350 دولارا للأونصة، بعد ثلاثة أسابيع متتالية من تحقيقه مكاسب، مقارنة بـ 3356 دولارا للأونصة في الأسبوع قبل الماضي.
وأشار إلى أن الشائعات التي انتشرت حول رغبة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في عزل رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي)، جيروم باول؛ أثارت حالة من التوتر المؤقت في الأسواق قبل أن يتم نفيها لاحقا.
وأكد أن نفي تلك الشائعات لم يمنع ترامب من الاستمرار في توجيه انتقادات حادة إلى باول بسبب عدم استجابته لتخفيض أسعار الفائدة الامريكية من جهة وسياسات الفيدرالي الأمريكي من جهة أخرى؛ مما ساعد على زيادة التقلبات السوقية الأمر الذي أدى إلى رفع جاذبية الذهب كأداة تحوط وسط توقعات باستمرار ارتفاع التضخم.
وذكر التقرير أن عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، كريستوفر والر، رأى أن خفض أسعار الفائدة قد يكون مناسبا في وقت لاحق من العام، مؤكدا أهمية مراقبة البيانات قبل اتخاذ أي قرار.
وفي المقابل، رأى أعضاء مجلس محافظي الفيدرالي الأمريكي أن الإبقاء على السياسة النقدية الحالية يعتبر الخيار الأنسب وسط الظروف الاقتصادية الراهنة؛ مما يجعل الذهب خيارا قويا للتحوط في حال استمرار ارتفاع التضخم، وفقا لتقرير "دار السبائك".
وأوضح التقرير أن المعدن الأصفر تلقى دعما من انخفاض مؤشر الدولار بنسبة 0.25% ليصل إلى 98 نقطة؛ متأثرا بجملة عوامل شملت تصريحات حذرة من أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى جانب بيانات اقتصادية أمريكية أظهرت استمرار القوة في إنفاق المستهلكين؛ مما عزز التوقعات ببقاء أسعار الفائدة دون تغيير في الوقت الراهن.
وذكر أن الأسواق العالمية مازالت تتابع عن كثب تحركات السياسات النقدية للبنوك المركزية إذ يترقب المستثمرون كلمة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الثلاثاء المقبل وقرار البنك المركزي الأوروبي بشأن أسعار الفائدة الخميس المقبل أيضا.
ولفت إلى صدور بيانات أمريكية مهمة هذا الأسبوع تشمل مبيعات المنازل ومؤشرات مديري المشتريات وطلبات السلع المعمرة والتي من شأنها أن تشكل تأثيرا مباشرا على حركة الأسواق.
وأوضح تقرير "دار السبائك" أن عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات تراجعت إلى 4.421%؛ مما زاد من جاذبية الذهب وسط انخفاض العائدات على الأصول المنافسة.
كما دفع إعلان الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة الماضية، عن الاتفاق على ما وصفها بأنها "واحدة من أقوى حزم العقوبات" ضد روسيا والتي تستهدف قطاعات البنوك والطاقة والصناعة العسكرية إلى استمرار الإقبال على الذهب كملاذ آمن.
وقالت مسئولة الشئون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إن العقوبات الجديدة تستهدف خفض ميزانية روسيا الحربية وملاحقة 105 سفن إضافية تابعة لما سمته "أسطول الظل"، والحد من وصول البنوك الروسية إلى التمويل؛ فيما تأتي هذه العقوبات ردا على رفض الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الموافقة على وقف إطلاق نار غير مشروط في أوكرانيا.
وفيما يتعلق بسوق الذهب في الكويت، أشار التقرير إلى أن التذبذبات العالمية انعكست على أسعار المعادن ومن بينها المعدن الأصفر حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 حوالي 32.960 دينار وعيار 22 حوالي 30.210 دينار؛ بينما سجل سعر كيلو الفضة 419 دينارا.