في إطار تعزيز البحث العلمي وتطوير المناهج الدراسية بالرواق الأزهري، عقد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، اليوم، اجتماعًا موسعًا بحضور فضيلة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة، ولفيف من قيادات الأزهر الشريف وأعضاء من هيئة كبار العلماء، إضافة إلى عدد من أساتذة جامعة الأزهر، يأتي هذا الاجتماع في ضوء توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذي يهدف إلى تحسين جودة التعليم وتطوير الرواق الأزهري، وتلبية احتياجات الدَّارسين.
هذا وقد ناقش الاجتماع العديد من المحاور المهمة؛ كان أبرزها: كيفية تطوير المقررات الدراسية في السلم التعليمي الخاص برواق العلوم الشرعية والعربية، كما تم التطرق إلى أهمية الكتب التراثية، حيث تم التأكيد على ضرورة تحقيق التوازن بين الأصالة والمعاصرة.
وخلال الاجتماع تم الاتفاق على تشكيل خمس لجان فرعية متخصصة في مجالات العقيدة والفقه والتفسير وعلوم الحديث ولجنة اللغة العربية، وستعمل هذه اللجان على تطوير المناهج الدراسية بما يتناسب مع احتياجات الدَّارسين ومتطلبات البحث العلمي، وتضمين القضايا الفقهية والفكرية المعاصرة.
وخلال الاجتماع، نقل الدكتور محمد الضويني تحيات فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف للحاضرين جميعًا، مؤكدًا دعمه لمثل هذه المبادرات، موضحًا أن الأزهر الشريف يسعى دائمًا إلى تقديم أفضل ما لديه من علوم ومعارف، ونسعى من خلال هذه اللجان إلى تطوير المناهج بما يتناسب مع القيم الإسلامية والمبادئ العلمية الحديثة، وتحقيق رسالة الأزهر الشريف التي تحمل لواء الوسطية والاعتدال على وجهها الصحيح، مؤصلةً ومؤسسةً على المنهج الوسطي الذي يقوم على فهم صحيح لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لافتًا إلى إن الرواق الأزهري يمثل تجربة مهمة وفريدة تلبي احتياجات الدارسين ومختلف فئات المجتمع، كما شدد وكيل الأزهر على ضرورة انتهاء اللجنة من عملها في أسرع وقت، وذلك تمهيدًا لتضمين هذه المقررات في مطبوعات الأزهر الشريف.
جدير بالذكر أن الرواق الأزهري أحد أهم المشروعات التي وجه فضيلة الإمام الأكبر بإعادة إحياءها لتخدم قطاعًا عريضًا من الجمهور من مختلف الفئات وتسعى إلى نشر العلوم الشرعية والعربية، وتعزيز ثقافة حفظ القرآن الكريم وتدبر تعاليمه، وتعكس التوجه العام للأزهر الشريف في تحقيق التوازن بين التراث والمعاصرة، ومن خلال هذه الجهود، يسعى الأزهر إلى تعزيز مكانته كمنارة للعلم ومصدر للإلهام في العالم الإسلامي.