الأربعاء 23 يوليو 2025

سيدتي

بعد الثانوية العامة.. كيف تهيئين ابنك نفسيًا لبداية مشواره الجامعي؟| خاص

  • 22-7-2025 | 12:50

الدكتورة سمية أحمد يوسف أستاذ علم النفس بكلية الآداب

طباعة
  • فاطمة الحسيني

مع اجتياز ابنك مرحلة الثانوية العامة بكل ما تحمله من ضغوط وتوتر، يقف على أعتاب تجربة جديدة تحمل تحديات من نوع مختلف، وهي الاستعداد النفسي لدخول الجامعة، وفي هذه المرحلة، يصبح دور الوالدين، محوريًا في دعم الطالب أو الطالبة، وتمهيد الطريق لهما لخوض تلك التجربة بنجاح واستقرار، ومن هنا نستعرض في السطور التالية أهم النصائح التي تساعد في تهيئة ابنك نفسياً في تلك المرحلة.

من جهتها، قالت الدكتورة سمية أحمد يوسف أستاذ علم النفس بكلية الآداب، في تصريح خاص لـ "بوابة دار الهلال"، إن طالب الثانوية العامة يخرج من هذه المرحلة مرهقًا نفسيًا بعد شهور طويلة من القلق والتوتر، حتى بعد انتهاء الامتحانات، لا يزول هذا التوتر سريعًا، حيث يبدأ فترة ضبابية لا يكون فيها قادرًا على التفكير بوضوح أو اتخاذ قرارات سليمة، وما إن تظهر النتيجة، ويبدأ الشعور بالهدوء النسبي، حتى تبدأ مرحلة التخطيط لمستقبله الجامعي، وهنا يبدأ الاستعداد النفسي الحقيقي، ولذلك على الوالدين ضرورة اتباع النصائح الآتية لدعم الأبناء، والتي منها ما يلي:

-يجب التوضيح للطالب أن المرحلة الجامعية تختلف كليًا عن المدرسة، سواء من حيث طبيعة المواد التي سيقوم بدراستها، أو من حيث الدور الذي سيقوم به، فالمطلوب منه في الجامعة هو قدر أكبر من التحمل والمسؤولية.

-من المهم أن يفهم الطالب أو الطالبة، أن طرق التحصيل العلمي في الجامعة مختلفة، وكذلك العلاقات داخل الحرم الجامعي تختلف عن العلاقات في المدرسة، فالتعامل مع الدكتور ليس كما كان الحال مع المدرس، كما أن الزملاء والزميلات في سيكونون من خلفيات متنوعة، وقد تكون المرة الأولى التي يختبر فيها الطالب بيئة مختلطة إن كان قادمًا من مدرسة غير مختلطة.

-لابد من ضرورة إعداد الأبناء نفسيًا للبيئة الجديدة، والتأكيد لهم أن هذه مرحلة تحتاج إلى وضوح في الأهداف، وأنه من الأفضل أن يختار الطالب بنفسه التخصص الذي يرغب فيه، لأن النجاح الحقيقي يكون في المجال الذي يحبه الإنسان ويختاره برغبته.

-يجب إخبار الأم ابنها أو ابنتها أن المرحلة الجامعية تعني مسؤولية كاملة، فالدراسة لم تعد مقتصرة على تلقي المعلومات، بل أصبحت تعتمد على البحث وتجميع المادة العلمية من مصادر متعددة، كما يجب توعيتهم بأن علاقاتهم بزملائهم يجب أن تقوم على حدود واضحة، وبخاصة إذا كانت الجامعة مختلطة.

-يجب أن ندرب أبناءنا على أن يكونوا مسؤولين، فهم الآن لم يعودوا أطفالًا، و لم يعد من المنطقي أن تصطحب الأم ابنها إلى الجامعة كما كانت تفعل إلى المدرسة، بل عليه أن يعتمد على نفسه، وأن يشعر بأنه أصبح رجلاً، أو أنها أصبحت فتاة ناضجة قادرة على تحمل مسؤولية تحركاتها.

-من الضروري أن تعكس الأم لطفلها أنها تثق به، وأنه يستطيع التصرف بشكل مسؤول، وهذه الثقة تمنحه الشعور بالأمان وتدفعه للتصرف بحذر ونضج في البيئة الجامعية.

-على الأم أن تضع حدودًا واضحة لابنتها في كيفية التعامل مع الزملاء الذكور، وتوضح لها الإطار الأخلاقي الذي يجب أن تسير عليه في علاقاتها داخل الجامعة، وكذلك الأمر بالنسبة للولد، حتى لا يشعر بالارتباك أو يتعرض لمواقف محرجة، بل يكون واعيًا لطبيعة التعامل المحترم داخل الحرم الجامعي.

- من المهم أن تساعد الأم ابنها أو ابنتها على وضع أهداف واضحة، لأنها هي المسئولة عن توجيه سلوك الطالب الجامعي، وتحديد مدى نجاحه في هذه المرحلة.

واختتمت مؤكدة على أنه كلما شعر ابنك أو ابنتك أن هناك ثقة حقيقية من الأسرة، وكلما شعر بالأمان داخل البيت، وبأن لديه أمًا أو أبًا يسمعانه دون أحكام قاسية أو نقد دائم، كلما كانت فرصته في النجاح الجامعي أكبر، مع إدراكهم ان الحوار الصادق والدعم النفسي الدائم هما أساس عبور هذه المرحلة بسلام.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة