الأربعاء 23 يوليو 2025

تحقيقات

مفاوضات وقف إطلاق النار.. حماس تقف حائرة بين ناري الجوع والموت وإنهاء الإبادة

  • 22-7-2025 | 14:40

قطاع غزة

طباعة
  • محمود غانم

تتواصل في العاصمة القطرية، الدوحة، منذ 16 يومًا، مفاوضات غير مباشرة بين حركة "حماس" وإسرائيل، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط تعقيدات شديدة تعرقل إحراز تقدم ملموس.

ويأتي هذا الجمود في المباحثات على حساب أرواح الفلسطينيين، الذين يدفعون الثمن يوميًا، بين من يُقتلون في الغارات الإسرائيلية ومن يهلكهم الجوع والعطش، بفعل الحصار ونقص الإمدادات الأساسية، ما يزيد من الضغوط على حركة حماس في إطار العملية التفاوضية.

حماس: نعمل على إنهاء المعاناة

وفي بيان صادر عنها، أمس الاثنين، أكدت حركة حماس، أنها تبذل كل جهودها وطاقاتها لإنهاء معاناة الفلسطينيين المتفاقمة في قطاع غزة، في الوقت الذي يمعن فيه "العدو الصهيوني" في حرب الإبادة الجماعية ضدّهم، حسب قولها.

وشددت حماس على أن هذا الأمر يشكل أولوية قصوى لقياديها في تحرّكهم المتواصل مع الوسطاء، والدول، وكافة الجهات المعنية، من أجل وقف المجاعة ووقف هذه "الحرب الإجرامية".

وتدرك حماس "محاولات الابتزاز الإسرائيلي" من خلال ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين "لانتزاع مواقف لم يستطع الاحتلال فرضها عبر طاولة المفاوضات"، حسب ما جاء في البيان.

وتمضي الحركة "بمسؤولية وعقلانية" وبأقصى سرعة ممكنة في استكمال المشاورات مع الفصائل الفلسطينية للوصول إلى "اتفاق مشرّف" يؤدي إلى "وقف العدوان، وإنهاء الإبادة الجماعية، وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في الإعمار، ورفع الحصار، وضمان حياة كريمة لأهل غزة"، وفق ذات البيان.

وإلى جانب المجازر الإسرائيلية المتواصلة ليلًا ونهارًا بحق الفلسطينيين في غزة، يواجه الأهالي خطر الموت جوعًا، نتيجة منع الاحتلال الإسرائيلي دخول الإمدادات الإنسانية والغذائية بشكل كامل إلى القطاع.

في ظل العجز الدولي عن كسر الحصار الإسرائيلي، واستمرار تسجيل وفيات جراء الجوع بين فلسطينيي غزة، بات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يضمن تدفّق المساعدات الإنسانية، بارقة الأمل الوحيدة لإنقاذ الجوعى في القطاع.

إلى أين وصلت المفاوضات؟

حسب تقارير إعلامية، فإن اتفاق تهدئة في قطاع غزة، قد يُبرم هذا الأسبوع إذا وافقت "حماس" على الطرح المقدَّم لها من قبل الوسطاء.

ولكن حماس في الأخير لا تريد اتفاقًا يجلب الهدوء للقطاع بضعة أسابيع، ثم تعود إسرائيل لاستئناف الحرب من جديد، كما حصل في اتفاق يناير الماضي، بل تريد اتفاقًا ينهي الحرب بشكل دائم.

وفي مقابل ذلك، أكدت مصادر مطلعة على مفاوضات – وفق تقارير إعلامية – أن إسرائيل هي من تعرقل التوصل إلى اتفاق في غزة، نظرًا لأنها ترفض تقديم خرائط واضحة لانسحاب قواتها من القطاع، وهو ما تطالب به الحركة كجزء من أي اتفاق.

كما أن موقف إسرائيل من إنهاء الحرب يظل موضع شك، لا سيما بعد أن كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تصريحاته التي تربط وقف الحرب بنزع سلاح حركة حماس، وهو شرط مرفوض من قِبل الحركة الفلسطينية شكلًا ومضمونًا، ويُنظر إليه على أنه مطلب تعجيزي.

في غضون ذلك، أكد البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يريد وقف القتل في غزة، وأن إنهاء الحرب أولوية بالنسبة له.

ويرى الرئيس ترامب، أن الحرب في غزة طالت، وأن القتال أصبح أكثر دموية خلال الأيام الأخيرة، حسب البيت الأبيض، الذي أكد أن الحرب على غزة أصبحت وحشية للغاية في ظل تزايد أعداد القتلى خلال الأيام الأخيرة.

وزعم أن ترامب يريد التفاوض من أجل وقف إطلاق النار، والإفراج عن "الرهائن" الإسرائيليين، كما أنه يريد دخول المساعدات لغزة بطريقة آمنة.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربًا مدمّرة ضد قطاع غزة، خلّفت أكثر من 200 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، حسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة