الأربعاء 30 يوليو 2025

تحقيقات

الذكاء الاصطناعي يتجاوز البشر.. نقلة نوعية أم خطر يهدد البشرية؟

  • 23-7-2025 | 20:30

الذكاء الاصطناعي يتجاوز البشر.. نقلة نوعية أم خطر يهدد البشرية

طباعة
  • دار الهلال

خلال السنوات القليلة الماضية، تخطّت أنظمة الذكاء الاصطناعي حدود التوقعات، متفوّقة على البشر في مجالات معقّدة.

الذكاء الاصطناعي الخارق لن يكون مجرّد إنجاز تقني، بل محركًا اقتصاديًا مهمًا، وسلاحًا استراتيجيًا يُرجّح كفّة الدول التي تسيطر عليه. تدرك الحكومات والشركات الكبرى هذه الحقيقة، ولذلك نراها تنفق مبالغ طائلة للوصول إلى هذا النوع من الذكاء أولًا. وفي هذا السياق، تخطّط شركة "ميتا" لتطوير الذكاء الاصطناعي الفائق، كما أوضح مارك زوكربيرغ ذلك عبر منصة "ثريدز".

رؤية المستقبل للذكاء الخارق

يُعد مختبر Superintelligence Lab جزءًا من خطة بعيدة المدى لميتا تهدف إلى تشكيل التكنولوجيا المستقبلية للذكاء الاصطناعي. يعتمد نهج ميتا على جذب علماء بارزين من خلال توفير عروض مالية مغرية وأدوار ريادية، وهو ما يُبشّر بتحوّلات جذرية في مجالات متعددة. يُظهر هذا التطوّر حجم المنافسة العالية بين شركات التكنولوجيا الكبرى في سعيها لنقل مستوى الذكاء الاصطناعي إلى آفاق جديدة.

وتُعلن إحدى شركات الذكاء الاصطناعي عن تحقيق إنجاز تاريخي، وهو ولادة الذكاء الاصطناعي العام (A.G.I) أو ما يُعرف بالذكاء الاصطناعي الخارق، الذي سيكون قادرًا على أداء جميع المهام المعرفية التي يقوم بها الإنسان، وربما بشكل أكثر كفاءة.

ميتا تخطّط لتطوير ذكاء اصطناعي فائق يتجاوز قدرات العقل البشري

أعلنت شركة "ميتا بلاتفورمز" عن خطط لاستثمار مئات المليارات من الدولارات في البنية التحتية الحاسوبية، في إطار سعيها لتطوير الذكاء الاصطناعي الفائق، بحسب ما صرّح به الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ مساء الاثنين.

وأوضح زوكربيرغ عبر منصة "ثريدز" للتواصل الاجتماعي أن "ميتا" تعتزم بناء واحدة من أكثر الفرق كفاءة من حيث المواهب في هذا القطاع. كما أضاف أن الشركة تمتلك رأس المال اللازم لدعم هذه الخطط، وكشف عن خطط لإنشاء مراكز بيانات ضخمة لدعم هذا التوجّه.

ومن المتوقّع أن يبدأ تشغيل أحد هذه المراكز، ويدعى "بروميثيوس"، في عام 2026، بينما قد يستهلك مركز آخر يُعرف باسم "هيبريون" ما يصل إلى 5 غيغاوات من الطاقة، وهي كمية تكفي لتزويد أكثر من أربعة ملايين منزل أميركي متوسط بالاستهلاك، وفقًا للخبراء.

نفقات شركة "ميتا" في الذكاء الاصطناعي

كانت "ميتا" قد توقّعت سابقًا إنفاق أكثر من 70 مليار دولار على النفقات الرأسمالية هذا العام، وتشير تقارير إعلامية حديثة إلى أن الشركة تشعر بالإحباط من وتيرة تقدّمها في مجال الذكاء الاصطناعي.

وأجرت الشركة تعيينات بارزة في هذا المجال، من بينها ألكسندر وانغ، الشريك المؤسس لشركة "سكيل إيه آي"، الذي عُيّن مؤخرًا رئيسًا لقسم الذكاء الاصطناعي في "ميتا"، بالإضافة إلى استقطاب مطوّر رائد في الذكاء الاصطناعي من شركة "آبل"، يُقال إنه تلقّى عرضًا ماليًا كبيرًا.

وتُسابق "ميتا" الزمن لمنافسة شركتي "أوبن إيه آي" و"إكس إيه آي" التابعة لإيلون ماسك، في سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يشهد ازدهارًا متسارعًا.

سباق البشرية الأخير مع الذكاء الاصطناعي الخارخ

تتحضّر الولايات المتحدة لإطلاق أكبر مشروع ذكاء اصطناعي في العالم، باستثمار 500 مليار دولار، وسط وعود الرئيس دونالد ترامب بخلق وظائف وقيادة أميركية.

وقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الثلاثاء الماضي إلى جانب مؤسس «أوبن إيه آي» (مالكة شات جي بي تي) سام ألتمان، ورئيس «سوفت بنك»، ماسايوشي سون، ورئيس «أوراكل»، لاري إليسون، ليُعلنوا عن إطلاق أهم مشروع على الإطلاق: مشروع «ستارغيت» (تحالف النجوم)، وهو تحالفٌ استثنائي يهدف إلى تمويل أكبر بنية تحتية للذكاء الاصطناعي وبنائها في التاريخ في الولايات المتحدة، باستثمارات أولية تُقدّر بـ 100 مليار دولار، تتوسّع إلى 500 مليار خلال أربع سنوات، تدفعها الشركات المنخرطة.

وصف ترامب المشروع بأنه «ثورة أميركية ستخلق 100 ألف وظيفة فورًا»، مشيرًا إلى أن «المباني التي ستُشيَّد لهذا الغرض ستكون ضخمة وجميلة، كتلك التي اعتدت بناءها في عالم العقارات».

شركاء هذه الرحلة هم «إنفيديا» صانعة الرقاقات الذكية، و«أوراكل» عملاق قواعد البيانات، و«مايكروسوفت» بسحابتها الزرقاء (أزور)، وشركة الاستثمار الإماراتية المتخصصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب قيادة مالية من رئيس «سوفت بنك»، الذي يحمل عصا القيادة ببراعة.

كشف إليسون عن بدء تشييد مراكز بيانات عملاقة في تكساس، بينما تحدّث ألتمان عن إمكانية تسريع اكتشاف علاجات للأمراض المستعصية عبر الذكاء الاصطناعي. لكن الوعد الأكثر جرأة جاء من سون، الذي رأى أن الذكاء الاصطناعي العام (AGI) سيصبح حقيقةً قريبًا، يليه «ذكاء اصطناعي خارق قادر على حل مشكلات مستحيلة، لتبدأ معه حقبة ذهبية للبشرية».

يحمل الإعلان بُعدًا سياسيًا واضحًا، إذ ألغى ترامب مرسوم الرئيس السابق جو بايدن التنفيذي، الذي كان يُنظّم تطوير الذكاء الاصطناعي تحت شعار «الأمان والثقة»، ووصف الحزب الجمهوري مرسوم بايدن بأنه «يُعيق الابتكار ويكرّس أفكارًا يسارية متطرّفة».

بينما دافع بايدن خلال ولايته عن مشاريع بنية تحتية مماثلة، موقّعًا على اتفاقيات لإنشاء مراكز بيانات عملاقة مدعومة بالطاقة النظيفة.

واللافت فيما حدث، أنه لم تَمضِ ساعات على إعلان الرئيس ترامب عن مشروعه الضخم للذكاء الاصطناعي، حتى فاجأه حليفه غير المتوقع إيلون ماسك بتغريدة تشكيك عبر منصته «إكس»، قائلًا: «هم لا يملكون المال فعلاً».

الذكاء الاصطناعي الخارق (ASI)

يُعد مرحلة ارتقاء تالية للذكاء الاصطناعي العام، عندما يفوق الذكاء الاصطناعي ذكاء البشر بمراحل لا تُقاس، ويُصبح واعيًا وقادرًا على تطوير نفسه بلا حدود، وإعادة تشكيل الواقع وفقًا لقوانينه، ومن دون قدرة البشر على فهم ما الذي يحصل.

يُصوَّر الـ ASI في الخيال العلمي بمنزلة كيان يمتلك وعيًا أعلى من الجميع، وقادر على حل مشكلات معقّدة مثل تغيّر المناخ أو الأمراض المستعصية، لكنه قد يشكّل تهديدًا وجوديًا إذا خرج عن السيطرة.

ينقسم العلماء حول إمكانية تحقيقه: بعضهم يراه نهاية مشرقة للبشرية، وآخرون يرونه خطرًا يُنذر بفناء الجنس البشري، إذا لم يُضبط بأطر أخلاقية صارمة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة