تمر اليوم، 25 يوليو، الذكرى السادسة على رحيل الفنان الكبير فاروق الفيشاوي، أحد أبرز نجوم السينما والدراما المصرية في العقود الأخيرة، والذي رحل عن عالمنا عام 2019 بعد صراع مع المرض، لكنه ترك خلفه مسيرة فنية حافلة بالنجاحات والمواقف الإنسانية التي رسخت اسمه في قلوب جمهوره.
تميز الفيشاوي بحضوره القوي على الشاشة، وأدواره المتنوعة التي تنقّل فيها بين البطولة والبطولة الثانية دون أن يفقد بريقه، لكنه أيضًا كان حريصًا على مبادئه ومكانة زملائه، وهو ما ظهر جليًا في أحد أشهر المواقف التي ارتبطت بفيلم "المشبوه".
رفض صفع الزعيم في "المشبوه"
في أحد اللقاءات التلفزيونية النادرة، كشف الفيشاوي عن كواليس اعتذاره في البداية عن المشاركة في فيلم "المشبوه"، الذي عُرض عام 1981، وكان من إخراج سمير سيف، وبطولة عادل إمام، سعاد حسني، سعيد صالح، وكريم عبد العزيز في طفولته.
كان من المفترض أن يؤدي الفيشاوي دور ضابط شرطة، يتقاطع طريقه مع أحد الخارجين عن القانون، والذي يجسده الزعيم عادل إمام، وتدور بينهما مواجهة تنتهي بصفعة على وجه الأخير. وهو ما رفضه الفيشاوي قائلًا: "ماينفعش أضرب عادل إمام بالقلم، ده بطل شعبي، والناس مش هتقبل ده مني".
وبرغم اقتناعه الكامل بالدور، إلا أن احترامه لصورة الزعيم أمام جمهوره جعله يتراجع، إلى أن تدخّل المخرج سمير سيف وأقنعه بأهمية المشهد في السياق الدرامي، ليوافق الفيشاوي في النهاية على الدور.
تعاونات متعددة بين الفيشاوي وعادل إمام
لم يكن "المشبوه" هو أول تعاون بين الفيشاوي والزعيم، بل سبقه فيلم "غاوي مشاكل" عام 1980، والذي جمع بينهما إلى جانب الفنانة نورا، إسعاد يونس، ومحمد رضا، وكان من تأليف أحمد عبد الوهاب وإخراج محمد عبد العزيز.
كما اجتمعا مرة أخرى عام 1990 في فيلم "حنفي الأبهة"، أحد أبرز أفلام الحركة والكوميديا في تلك الفترة، وشارك في بطولته هدى رمزي، مصطفى متولي، رجاء الجداوي، مجدي وهبة، يوسف داوود، وكتب له السيناريو بسيوني عثمان، وأخرجه محمد عبد العزيز أيضًا.
ضيف شرف في "عوالم خفية" حبًا في الزعيم
في عام 2018، قدم فاروق الفيشاوي واحدًا من أصدق أدواره رغم ظهوره لعدة دقائق فقط، من خلال مشاركته كضيف شرف في مسلسل "عوالم خفية"، الذي عُرض في رمضان من بطولة عادل إمام، صلاح عبد الله، بشرى، أحمد وفيق، فتحي عبد الوهاب، وعدد من النجوم.
رغم حالته الصحية المتدهورة آنذاك، وافق الفيشاوي على الظهور احترامًا وتقديرًا لعلاقته القوية بالزعيم، مؤكدًا أن ظهوره لم يكن مجرد مجاملة بل امتداد لصداقة ومحبة عمرها سنوات طويلة.