أظهرت بيانات حديثة اليوم الجمعة أن اقتصاد منطقة اليورو ظل صامدًا في وجه حالة عدم اليقين السائدة الناجمة عن حرب تجارية عالمية، حتى مع تباطؤ صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي في تهدئة توقعات السوق بعدم إجراء المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة.
وأبقى البنك المركزي الأوروبي، أسعار الفائدة دون تغيير أمس، وعزز تقييمه المتفائل لاقتصاد منطقة اليورو توقعات المستثمرين باقتراب انتهاء دورة التيسير النقدي التي استمرت عامًا كاملًا، والتي خفضت سعر الفائدة الرئيسي للبنك إلى النصف من 4% إلى 2%، وفقا لمنصة "ياهو فايننس".
ومما يدعم بعض هذا التفاؤل، أظهرت بيانات الإقراض أسرع وتيرة نمو في عامين، بينما توقع استطلاع رئيسي للبنك المركزي الأوروبي نموًا اقتصاديًا أسرع، إلى جانب وصول التضخم إلى الهدف.
في غضون ذلك، أظهر استطلاع منفصل لمعهد إيفو للأبحاث الاقتصادية في ألمانيا الارتفاع السابع على التوالي؛ مما يشير إلى أن أكبر اقتصاد في الكتلة لا يزال صامدًا رغم التوترات التجارية التي تعيق الصادرات واستثمارات الشركات.
كما تدعم هذه الأرقام تصريحات رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد بأن أداء الكتلة ربما يكون "أفضل قليلاً" من المتوقع في الربع الأخير.
ودفعت البيانات الجديدة، إلى جانب تعليقات لاجارد، المستثمرين إلى مواصلة خفض رهاناتهم على المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة.
وتتوقع الأسواق الآن احتمالًا بنسبة 50% فقط لخفض آخر هذا العام، وهو تراجع كبير عن وقت سابق من هذا الأسبوع عندما تم احتساب خفض آخر بالكامل.
ومع ذلك، بدا أن صانعي السياسات يتبنون وجهة نظر أكثر حذرًا من المستثمرين الماليين.
وقال رئيس البنك المركزي الفرنسي فرانسوا فيليروي دي جالهاو: "لا تزال مخاطر النمو تميل نحو الانخفاض، مع بقاء حالة عدم اليقين مرتفعة للغاية"، مضيفا "أكثر من أي وقت مضى، وفي ظل بيئة متقلبة، تُعد البراجماتية المرنة في ضوء البيانات والتوقعات أمرًا بالغ الأهمية".