الرشيدي:
قرار «جواتيمالا» غير مؤثر ولا يغير الحقيقة
اللاوندي:
على الدول الرافضة لقرار «ترامب» نقل سفاراتها للقدس عاصمة فلسطين
سياسي
فلسطيني: ضغوط أمريكية وإسرائيلية على الدول للبدء في نقل سفاراتها
أكد
سياسيون أن إعلان دولة «جواتيمالا» نقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس،
موقف غير مؤثر ومتوقع في ظل الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية
وإسرائيل لدعم موقفهم الذي تعارضه دول العالم أجمع بشأن اعتبار المدينة المحتلة
عاصمة لإسرائيل، موضحين أن التحرك الدبلوماسي العربي والإسلامي يجب أن يستمر لدعم
القضية وعدم اتخاذ دول أخرى من الدول الرافضة لقرار الأمم المتحدة هذه الخطوة بشأن
القدس.
كان
رئيس «جواتيمالا» جيمي موراليس قد أعلن عزم بلاده نقل سفارتها في إسرائيل من تل
أبيب إلى القدس وذلك بعد أسبوع تقريباً من تصويت حكومته الرافض لقرار الجمعية
العامة للأمم المتحدة بشأن حماية وضعية القدس وإبطال أية قرارات من شأنها تغيير
طابعها.
لن
يغير الواقع
قال الدكتور أيمن الرقب،
أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والقيادي بحركة «فتح»، إن إعلان «جواتيمالا»
نقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس لا يغير من الواقع في شيء، مضيفاً أن
هناك قرار صادر من الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية الثلثين بإبطال أي قرار
أو خطوة من شأنها تغيير طابع القدس وتركيبتها السكانية، وليس لأي تحرك أي تأثير
قانوني.
وأضاف في تصريح لـ«الهلال اليوم» أن القرار
طالب الدول بعدم نقل هيئاتهم الدبلوماسية إلى القدس على غرار الموقف الأمريكي،
والقرار الصادر في 6 ديسمبر الجاري باعتبار المدينة المحتلة عاصمة لإسرائيل،
موضحاً أن الدول الرافضة لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة والممتنعة عن التصويت
محتمل اتخاذها تلك الخطوة.
وأوضح الرقب أن الولايات المتحدة الأمريكية
وإسرائيل تمارس ضغوطاً على هذه الدول للبدء في نقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس
لتقوية موقفهما، قائلاً إن الصراع وصل لمنحنيات أخرى بابتزاز المعارضين للموقفين
الأمريكي، والإسرائيلي بسلاح المساعدات المالية سواء للأمم المتحدة بعزمها تخفيض
ميزانية العام المقبل بمبلغ 286 مليون دولار أو الدول الصغرى التي تتلقى مساعدات
أمريكية ولا تستطيع الاستغناء عنها.
وأشار إلى أن الدول العربية والإسلامية من
خلال منظمتي جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي يجب أن تبحث خطوات
تالية للضغط على الجمعية العامة للأمم المتحدة لتنفيذ قراراتها بشأن القدس وربما
طرح معاقبة «جواتيمالا» لمخالفتها قرار الجمعية، مضيفاً أن هذا يحتاج حراك
دبلوماسي مشترك وبحث آليات الضغط.
استجابت
لتهديدات «ترامب»
فيما
قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن الدول الـ128 المؤيدة لقرار
الجمعية العامة للأمم المتحدة عليها أن تعلن نيتها نقل سفاراتها إلى القدس الشرقية
باعتبارها عاصمة دولة فلسطين كما أقرت المواثيق، والقوانين الدولية لأن الدول
الرافضة للقرار يمكنها أن تتبع نفس النهج الأمريكي وتعلن نقل بعثاتها الدبلوماسية
إلى القدس.
وأوضح
«اللاوندي» إن الولايات المتحدة الأمريكية تتبع سياسة التهديد والوعيد، والتوظيف
السياسي للمعونة الاقتصادية للدول، وهذا ظهر في تصريحات الرئيس الأمريكي «دونالد
ترامب»، والمندوبة الدائمة الأمريكية بالأمم المتحدة «نيكي هالي»، مضيفاً أن
أمريكا تستغل الدول الضعيفة التي تعاني من أزمات اقتصادية لدعم موقفها.
وأضاف
في تصريح لـ«الهلال اليوم» أن «جواتيمالا» واحدة من هذه الدول التي لا تريد توتر
علاقاتها مع أمريكا واستجابت لتهديدات «ترامب» واعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل
وأعلنت عزمها نقل سفارتها إليها تماشياً مع وجهة النظر الأمريكية، مضيفاً أنه يجب
اتخاذ خطوات من الجانب العربي لكي لا نجد دول أخرى تؤيد بشكل معصوب العين السياسات
الأمريكية في الشرق الأوسط.
وأشار
خبير العلاقات الدولية أن الولايات المتحدة أعلنت مراراً أنها لن تعتمد الميزانية
السابقة للأمم المتحدة وأنها ستخفض دعمها المالي لها لأنها معرضة لازمات اقتصادية
وتخفيض دعم الأمم المتحدة جزء من سياستها أكثر من كونه معاقبة لموقف الجمعية
العامة على قرارها الأخير بشأن القدس.
موقف بلا تأثير كبير
فيما
قال السفير جلال الرشيدي، عضو وفد مصر الدائم في الأمم المتحدة سابقاً، لـ«الهلال
اليوم» أن الدول التسع الرافضة تقف في مقابل 128 دولة مؤيدة لقرار الجمعية العامة
للأمم المتحدة بشأن الحفاظ على الوضع القانوني للقدس ولذلك فهم في موقف أضعف حتى
وإن رحبت أمريكا وإسرائيل بهذه الدولة لكن ذلك لا يغير حقيقة أنها ليس ذات تأثير
أو دور كبير في العالم.
وأوضح الرشيدي أن تقليل
الولايات المتحدة للميزانية المقدمة إلى الأمم المتحدة بواقع 286 مليون دولار
للعام المقبل أمر متوقع، مضيفاً أنها ربما تفكر في تخفيض مستوى تمثيلها داخل الأمم
المتحدة بدلاً من «نيكي هيلي» إلى مستوى وزير مفوض أو سكرتير أول، بعد الصفعة التي
تلقتها أمريكا من الأمم المتحدة، وخاصة أنها انسحبت من قبل من اليونسكو وتبحث
إسرائيل حالياً الموقف ذاته إلا أنها ستحرص على الوجود في هذه المنظمات في الوقت
نفسه.