بعد 147 يومًا من الحصار الكامل الذي فرضته قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي تسبب في مجاعة وأوضاع إنسانية كارثية أودت بحياة العشرات، وفي ظل تحذيرات من دخول القطاع مرحلة "الموت الجماعي"، بدأت صباح اليوم الأحد شاحنات المساعدات المحمّلة بأطنان من المواد الغذائية في التدفق من مصر إلى الفلسطينيين في القطاع.
المساعدات إلى غزة
تحركت شاحنات المساعدات، اليوم، من أمام معبر رفح من الجانب المصري، في اتجاه قطاع غزة، محملة بكميات كبيرة من المواد الغذائية والطحين، والمواد الأساسية لتأهيل البنية التحتية، في إطار جهود مصر المتواصلة لتخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع، حسب ما أفادت به قناة "القاهرة الإخبارية".
ووفقًا للقناة، فإن الشاحنات التي تحمل أطنانًا من المساعدات الإنسانية، اتجهت فور تحركها إلى معبر كرم أبو سالم، تمهيدًا لدخولها إلى القطاع الفلسطيني.
ومن المنتظر أن تشهد الساعات القادمة وصول هذه المساعدات إلى الفلسطينيين في غزة، مما يسهم في تخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك، بسبب سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي.
وبُعيد ذلك، أعلن الهلال الأحمر المصري عن إطلاق قافلة "زاد العزة.. من مصر إلى غزة"، التي تضم شاحنات مساعدات في اتجاه جنوب القطاع، عبر معبر كرم أبو سالم، وذلك كآلية وطنية لتنسيق المساعدات إلى غزة.
وفي بيان، أوضح أن هذه القافلة تضم أكثر من 100 شاحنة تحمل ما يزيد عن 1200 طن من المواد الغذائية، ونحو 840 طنًا من الدقيق، و450 طنًا من السلال الغذائية المتنوعة، في إطار الجهود المصرية لتقديم الدعم الغذائي لأهالي القطاع.
وبلغ حجم المساعدات الإغاثية التي تم إدخالها إلى غزة، منذ بدء الأزمة في أكتوبر 2023، أكثر من 35 ألف شاحنة تحمل أكثر من 500 ألف طن من المساعدات التي تنوعت بين الغذاء، والماء، والمستلزمات الطبية والأدوية، والمواد الإغاثية والإيوائية، ومستلزمات النظافة الشخصية، وألبان وحفاضات أطفال، إلى جانب سيارات الإسعاف، وشاحنات الوقود، وفقًا لـ"الهلال الأحمر".
أزمة إنسانية غير مسبوقة
يتزامن ذلك مع تأكيد فلسطين أن الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة بلغت مستويات غير مسبوقة، وتجاوزت في حدتها الفضيحة الحقيقية لما تبقى من الإنسانية.
"مظاهر المجاعة كما بدت هذا اليوم في جنوب قطاع غزة فاقت جميع التوقعات ودقت ناقوس الخطر الشديد الذي بات يهدد حياة أكثر من 2 مليون فلسطيني يعيشون في القطاع"، وفق ما أضافت.
وأكدت أن ردود الفعل الدولية على الأزمة الإنسانية لم ترتقِ حتى الآن إلى مستوى الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين في القطاع، خاصة على أبواب مراكز توزيع المساعدات (الإسرائيلية-الأمريكية)، وهو ما يتم إثباته وتوثيقه يوميًا عبر العديد من شهود العيان، على سمع وبصر المجتمع الدولي.
كانت مستشفيات قطاع غزة قد سجلت خلال الساعات الأخيرة 5 حالات وفاة جديدة بسبب المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية إلى 127 حالة وفاة، من بينهم 85 طفلًا.
هدنة إنسانية
في الأثناء، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، عن ما أسماه "وقفة تكتيكية" يومية في العمليات القتالية في مناطق مختارة من قطاع غزة، بزعم تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين.
ويمتد هذا الوقف من الساعة 10:00 صباحًا وحتى 20:00 مساءً، وذلك في المناطق التي لا ينفذ فيها جيش الاحتلال عمليات عسكرية، وهي: المواصي، ودير البلح، ومدينة غزة.
ويأتي هذا الإعلان بعد ضغوط واتهامات دولية لإسرائيل بشن حرب تجويع ضد الفلسطينيين في القطاع، جراء إغلاقها المعابر والمنافذ الحدودية بشكل كامل منذ مطلع مارس الماضي.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربًا مدمّرة ضد قطاع غزة، خلّفت أكثر من 200 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، حسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.