الإثنين 28 يوليو 2025

تحقيقات

حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة.. تزايد المجاعة والمساعدات المصرية تواجه العرقلة

  • 27-7-2025 | 16:34

غزة

طباعة

شهدت الساعات الـ24 الماضية تطورات متسارعة في المشهد الإنساني بقطاع غزة، حيث دفعت مصر بعشرات الشاحنات المحمّلة بأطنان من المساعدات الغذائية، في إطار جهودها المستمرة لتخفيف المعاناة عن سكان القطاع.

وفي المقابل، حاول الاحتلال الإسرائيلي تجميل صورته من خلال إعلان ما وصفه بـ"وقفة تكتيكية" للعمليات العسكرية في بعض المناطق، بزعم تسهيل دخول المساعدات الإنسانية، إلا أن حركة "حماس" اتهمت الاحتلال بالسعي إلى فرض "خطة لإدارة التجويع".

العدوان على غزة

في اليوم الـ659 من حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، وصل إلى المستشفيات 88 شهيدًا، بجانب 374 مصابًا، بينما ما يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.

وبذلك، ترتفع حصيلة ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية، المستمرة على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 59,821 شهيدًا و144,851 مصابًا، حسب وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.

وتتواصل تلك المجازر على الرغم من أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أعلن عن ما أسماه "وقفة تكتيكية" يومية في العمليات القتالية في مناطق مختارة من قطاع غزة، بزعم تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين.

ويمتد هذا الوقف من الساعة 10:00 صباحًا وحتى 20:00 مساءً، وذلك في المناطق التي لا ينفذ فيها جيش الاحتلال عمليات عسكرية، وهي: المواصي، ودير البلح، ومدينة غزة.

وعلى صعيد وفيات الجوع، سجّلت مستشفيات القطاع ست حالات وفاة جديدة، بينها طفلان، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، وذلك خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية إلى 133 حالة، من بينها 87 طفلًا.

وفي محاولة لمواجهة هذه الأزمة، تحركت شاحنات المساعدات، اليوم، من أمام معبر رفح من الجانب المصري، في اتجاه قطاع غزة، محملة بكميات كبيرة من المواد الغذائية والطحين، والمواد الأساسية لتأهيل البنية التحتية، في إطار جهود مصر المتواصلة لتخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع، حسب ما أفادت به قناة "القاهرة الإخبارية".

ووفقًا للقناة، فإن الشاحنات التي تحمل أطنانًا من المساعدات الإنسانية، اتجهت فور تحركها إلى معبر كرم أبو سالم، تمهيدًا لدخولها إلى القطاع الفلسطيني.

وفي سياق ذلك، أعلن الهلال الأحمر المصري عن إطلاق قافلة "زاد العزة.. من مصر إلى غزة"، التي تضم شاحنات مساعدات في اتجاه جنوب القطاع، عبر معبر كرم أبو سالم، وذلك كآلية وطنية لتنسيق المساعدات إلى غزة.

وفي بيان، أوضح أن هذه القافلة تضم أكثر من 100 شاحنة تحمل ما يزيد على 1200 طن من المواد الغذائية، ونحو 840 طنًا من الدقيق، و450 طنًا من السلال الغذائية المتنوعة، في إطار الجهود المصرية لتقديم الدعم الغذائي لأهالي القطاع.

ورغم هذه التحركات المصرية، فإن إلى الآن -بحسب إعلام فلسطيني- لم يدخل قطاع غزة أي شاحنات أو قوافل للمساعدات، فيما يبدو أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعرقل دخولها.

ويحصل ذلك على الرغم من إعلان جيش الاحتلال أنه فتح ما وصفه بـ"ممرات إنسانية" لتأمين مرور قوافل المساعدات التابعة للأمم المتحدة بداية من اليوم الأحد.

 

خطة لإدارة التجويع

في غضون ذلك، أكدت حركة حماس، اليوم، أن وصول الغذاء والدواء وتدفق المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بشكل عاجل حق طبيعي، لوقف الكارثة الإنسانية التي فرضها الاحتلال.

وبيّنت أن لجوء الاحتلال "المجرم" إلى إنزال بعض من المساعدات جوًا، فوق مناطق من قطاع غزة، ليس إلاّ خطوة شكلية ومخادعة لذر الرماد في العيون، تهدف إلى تبييض صورته أمام العالم، وفق قولها.

وأوضحت كذلك أن هذه محاولة للالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني برفع الحصار، ومطالبات المجتمع الدولي والشعوب الحرة بوقف سياسة التجويع التي تديرها حكومة مجرم الحرب نتنياهو الإرهابية، على حد قولها.

وأشارت إلى أنّ خطة الاحتلال لعمليات الإنزال الجوي والتحكم بما يُسمّى بالممرات الإنسانية، تمثّل سياسة مكشوفة لإدارة التجويع، لا لإنهائه، ولتثبيت وقائع ميدانية قسرية تحت نيران القصف والجوع، وهي تُعرّض حياة المدنيين للخطر، وتهين كرامتهم، بدل أن توفّر لهم الحماية والإغاثة الشاملة، حسب تعبيرها.

وأكدت أن الطريق الوحيد لإنهاء جريمة التجويع الوحشية في قطاع غزة، هو وقف العدوان وكسر الحصار الإجرامي المفروض عليه، وفتح المعابر البرية بشكل كامل ودائم أمام المساعدات الإنسانية، وضمان تدفقها وإيصالها إلى المواطنين، وفق الآليات المعتمدة لدى الأمم المتحدة، على حد قولها.

وأضافت أن خطوات حكومة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو لفرض واقعٍ وآلياتٍ لا إنسانية للتحكم بالمساعدات وإدارة التجويع، والتي تسببت بارتقاء أكثر من ألفٍ وجرح نحو 6 آلافٍ من المدنيين؛ تمثّل جرائم حرب موصوفة، على حد وصفها.

وشددت على أهمية استمرار الضغوط الدولية الرسمية والشعبية لكسر الحصار ووقف جريمة التجويع والإبادة الوحشية، وعدم الانسياق وراء الدعاية المضللة لحكومة الاحتلال الفاشي، حسب وصفها.

ومن طرفه، أكد مكتب الإعلام الحكومي بغزة، أن القطاع يواجه كارثة إنسانية حقيقية مع استمرار الحصار الخانق وإغلاق المعابر ومنع تدفق المساعدات وحليب الأطفال منذ 148 يومًا بشكل متواصل.

وشدد على أن قطاع غزة يحتاج يوميًا إلى 600 شاحنة إغاثية تشمل حليب الأطفال والمساعدات الإنسانية والوقود لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان.

ونوّه إلى أنه على الرغم من تداول أرقام عن نية إدخال عشرات الشاحنات، فإن هذه الخطوة -إن نُفذت- تبقى محدودة ولا تكفي لكسر المجاعة.

وذَكّر أن 250,000 علبة حليب شهريًا مطلوبة لإنقاذ الأطفال الرُّضّع من سياسة الجوع وسوء التغذية التي غزت أجسادهم الضعيفة طيلة المرحلة القاسية الماضية.

وقال إن الحل الجذري والعاجل هو كسر الحصار فورًا، وفتح المعابر دون شروط، وضمان تدفق حليب الأطفال والمساعدات والوقود بشكل دائم وكامل، بعيدًا عن الحلول الترقيعية أو الجزئية المؤقتة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة