نشر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء مقالاً تحليليًا هامًا بقلم المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، تحت عنوان "استراتيجيات التحول الطاقي.. طموحات.. مبادرات.. تحديات"، وذلك في افتتاحية العدد الخامس من مجلته الفصلية المتخصصة "سياسات مناخية"، في إطار جهوده المستمرة لرفع الوعي المجتمعي وتوسيع دوائر المعرفة بقضايا التنمية والمناخ والطاقة.
وأكد وزير البترول، خلال مقاله، أن التحول في مجال الطاقة لم يعد ترفًا بل ضرورة استراتيجية، فرضتها الأزمات المتعاقبة في قطاع الطاقة عالميًا، حيث يجب أن توازن السياسات بين أمن الإمدادات، والتكلفة المناسبة، والحفاظ على البيئة، وهو ما يُعرف بـ"معضلة الطاقة الثلاثية" التي تواجه معظم دول العالم.
خارطة طريق وطنية للطاقة والتحول التدريجي
وأوضح "بدوي" أن وزارة البترول والثروة المعدنية وضعت استراتيجية عمل شاملة من 6 محاور، تهدف إلى دعم أمن الطاقة وتعزيز الانتقال التدريجي نحو نموذج أكثر كفاءة واستدامة، تشمل:
تكثيف أعمال الاستكشاف والإنتاج لتلبية الطلب المحلي على الوقود بتكلفة مناسبة.
تعظيم الاستفادة من البنية التحتية لتكرير البترول والبتروكيماويات، وخاصة من خلال مشروعات الوقود الأخضر والهيدروجين.
تطوير قطاع التعدين لدعم تحول الطاقة بالمعادن الحيوية اللازمة للصناعات الخضراء.
التوسع في استخدام الطاقة المتجددة بالتعاون مع وزارة الكهرباء، لتحقيق هدف الوصول إلى 42% من مزيج الطاقة بحلول 2030.
رفع كفاءة الطاقة وخفض الانبعاثات، وتنفيذ أكثر من 350 مشروعًا وفّر نحو 138 مليون دولار.
تعزيز التكامل الإقليمي لمصر كمركز إقليمي للطاقة والتحول الأخضر.
وأشار الوزير إلى أن مصر تسير بخطى ثابتة في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين منخفض الكربون، والتي تم إطلاقها في أغسطس 2024، وتهدف إلى توطين هذه الصناعة الواعدة وتوفير أكثر من 100 ألف فرصة عمل.
وسلط الضوء على مشروع "دمياط للأمونيا الخضراء" كنموذج عملي لهذا التوجه، حيث يجرى تنفيذه بالشراكة بين شركات مصرية ونرويجية، بتمويل يقارب 910 ملايين دولار.
كما أشار إلى مشروع إنتاج وقود الطائرات المستدام من زيت الطعام المستخدم، والإيثانول الحيوي، كمشروعات تمثل مستقبل قطاع الطاقة المصري في ظل التحول الأخضر.
وأوضح "بدوي" أن وزارة البترول شاركت في إعداد مشروع قانون محفز لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، يتضمن حوافز ضريبية ونقدية، إلى جانب الموافقة الموحدة (الرخصة الذهبية)، كما ساهمت الوزارة في تأسيس المجلس الوطني للهيدروجين الأخضر الذي يترأسه رئيس مجلس الوزراء، بهدف تنسيق الجهود الوطنية في هذا الملف.
وفي ختام مقاله، أكد وزير البترول أن مصر تدرك التحديات التي تواجه دول الجنوب في عملية التحول الطاقي، من حيث ارتفاع التكاليف، وضعف التمويل، والحاجة لنقل التكنولوجيا وبناء القدرات، داعيًا إلى نهج دولي واقعي وعادل لا يُقصي حقوق الشعوب النامية في الوصول إلى طاقة آمنة ونظيفة دون أعباء مالية إضافية.
وأكد أن التحول الطاقي لا يعني التخلي عن المصادر التقليدية، بل تطويرها وإدارتها بكفاءة أعلى بما يضمن التوازن بين الأهداف البيئية والتنموية، مشيرًا إلى أن مصر مستمرة في العمل مع شركائها الدوليين لتحقيق هذا التحول على أرض الواقع.