لليوم الثاني على التوالي، تواصل دخول شاحنات المساعدات الإنسانية المصرية إلى قطاع غزة، في ظل استمرار الجهود المصرية لحل الأزمة الإنسانية في غزة، وإنهاء معاناة أهالي القطاع والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، مع حرب التجويع الإسرائيلية التي تطبقها.
المساعدات الإنسانية لغزة
وانطلقت اليوم شاحنات الفوج الثاني من المساعدات لغزة من أمام معبر رفح نحو كرم أبو سالم، محملة بكميات ضخمة من الدقيق، الذي يُعد السلعة الأكثر نقصًا في غزة حاليًا، بالإضافة إلى معدات مخصصة لترميم البنية التحتية بالقطاع، من المنتظر أن تفرغ الشاحنات المصرية حمولتها من المساعدات أمام معبر كرم أبو سالم.
وأفادت القاهرة الإخبارية، أن كل عبوة مساعدات مجهزة لتكفي أسرة من 7 أفراد لمدة 10 أيام، حيث يتولى الهلال الأحمر المصري تنسيق استلام المساعدات وتجهيزها للإنطلاق إلى غزة، فيما تواصل مصر جهودها المكثفة لمرور كثير من شاحنات المساعدات من معبر رفح إلى قطاع غزة.
ودخلت حتى الآن نحو 35 ألف شاحنة مساعدات إلى غزة منذ بداية الأزمة الإنسانية في القطاع، وتحمل تلك الشاحنات كميات كبيرة من الدقيق باعتباره السلعة الأكثر نقصا في غزة.
الاحتلال يغلق المنافذ
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي أغلقت المنافذ التي تربط قطاع غزة منذ يوم 2 مارس الماضي بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وعدم التوصل لاتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار، ليعاود الاحتلال حربه العسكرية على القطاع وانتهاك الهدنة بقصف جوي عنيف يوم 18 مارس الماضي وأعادت التوغل بريا بمناطق متفرقة بقطاع غزة كانت قد انسحبت منها.
كما منعت سلطات الاحتلال دخول شاحنات المساعدات الإنسانية والوقود ومستلزمات إيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم بسبب الحرب على غزة؛ ورفضت إدخال المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وإعادة الإعمار إلى قطاع غزة، وتمنع قوات الاحتلا دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.
وأمس الأحد، أعلن جيش الاحتلال عن "هدنة مؤقتة" لمدة عشر ساعات وعلق العمليات العسكرية بمناطق في قطاع غزة للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية؛ فيما يبذل الوسطاء في مصر وقطر والولايات المتحدة، جهودا للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل إطلاق الأسري والمحتجزين.
تحذيرات أممية
وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، اليوم الاثنين، إن واحدا من كل ثلاثة أشخاص في غزة لم يأكل منذ أيام، داعيا إلى إيصال المساعدات بشكل سريع وإرساء وقف دائم لإطلاق النار.
وأكد "فليتشر"، في بيان اليوم حول الأوضاع الإنسانية في القطاع، أن "غزة تعيش أزمة إنسانية أمام أعين العالم"، مشيرا إلى أن الذين يحاولون الحصول على المساعدات الغذائية يتعرضون لإطلاق النار، والأطفال "يذوبون" من الجوع.
وأوضح أن واحدا من كل ثلاثة أشخاص في غزة لم يتناولوا الطعام منذ أيام، مضيفًا: "لا ينبغي منع المساعدات أو تأخيرها أو توزيعها تحت وطأة الهجمات".
وشدد على أن قوافل المساعدات يجب أن تحصل على الإذن لعبور الحدود بسرعة، وشدد على ضرورة إنهاء استهداف الأشخاص خلال محاولتهم الحصول على المساعدات الغذائية.
وحسب أحدث حصيلة فلسطينية، بلغ عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية 134 فلسطينيا، بينهم 88 طفلا، منذ 7 أكتوبر 2023.