الأربعاء 30 يوليو 2025

تحقيقات

"كلمات حاسمة".. خبراء: رسائل الرئيس السيسي ردت على كل دعاية التشكيك| خاص

  • 29-7-2025 | 14:48

الرئيس عبد الفتاح السيسي

طباعة

"ليس من الممكن أن نقوم بدور سلبي تجاه الفلسطينيين".. هكذا جدّد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي التأكيد على ثوابت مصر الراسخة تجاه القضية الفلسطينية، ليدحض بذلك كافة دعوات التشكيك في الدور المصري، التي أثيرت مؤخرًا، تحت نغمة أن "مصر تحول دون إدخال المساعدات للفلسطينيين، لا إسرائيل"، التي تباهت بذلك على العلن مرات ومرات.

وفي سياق الرد على ذلك، ذكّر السيد الرئيس السيسي بموقف مصر منذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، مؤكدًا أن موقف مصر كان واضحًا جدًا فيما يخص رفض تهجير الشعب الفلسطيني، حيث إن عملية التهجير ستؤدي إلى تفريغ فكرة حل الدولتين أو الحل السلمي أو إقامة الدولة الفلسطينية.

وشدّد على أن الدولة المصرية لم تتوقف عن الحديث عن ضرورة إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، مبرزًا أن مصر منذ بداية الأزمة حرصت على إدخال أكبر قدر من المساعدات.

وبشأن مزاعم أن مصر تحول دون إدخال المساعدات عبر معبر رفح، قال إن "معبر رفح يخص عبور الأفراد وتشغيله ليس من الجانب المصري فقط، ولكن من الجانب الآخر في القطاع من إدخال المساعدات والحركة.. وبالمناسبة، فيما يخص القطاع، هناك خمسة معابر متصلة مع القطاع، سواء من الأراضي الفلسطينية أو الأراضي المصرية.. من جانبنا هناك معبر رفح ومعبر كرم أبو سالم".

ورغم صعوبة الموقف في الأراضي الفلسطينية، أكّد الرئيس أن مصر من المستحيل أن تكون سلبية تجاه الأشقاء في فلسطين، بل على العكس من ذلك، إن دورها أشرف ما يكون، حيث إنها حريصة على إيجاد حلول لهذه القضية.

ووجّه الرئيس السيسي نداءً عالميًا لكل دول العالم، الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، والأشقاء في المنطقة، مؤكدًا أن "علينا بذل أقصى جهد لإنهاء الحرب وإدخال المساعدات".

وبالأخص، وجّه السيد الرئيس نداءً للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، داعيًا إياه إلى بذل كافة الجهود الممكنة لإنهاء الحرب في قطاع غزة.

جاءت تصريحات الرئيس في وقت حرج يمر به القطاع الفلسطيني، حيث تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع دخول المساعدات الإنسانية منذ نحو 150 يومًا، بالتزامن مع تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية في العاصمة القطرية الدوحة، ما ينذر بمزيد من نزيف الدماء والجوع في صفوف الفلسطينيين.

في غضون ذلك، أكد عدد من الخبراء أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي جاءت في توقيت بالغ الأهمية، إذ شكّلت ردًا مباشرًا على حملات الدعاية المغرضة التي سعت إلى تشويه الدور المصري في دعم الأشقاء الفلسطينيين، مؤكدين أن مصر قدمت في هذه الأزمة ما لم تُقدمه أي دولة أخرى.

وأشار الخبراء إلى أن الرئيس السيسي حمّل، بشكل صريح، الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية استمرار الحرب في قطاع غزة، من خلال دعوته للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى ضرورة التدخل والعمل الجاد لإنهاء هذه الحرب.


كلمة حاسمة 

وفي تعقيبه على ذلك، يقول الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي التي ألقاها بالأمس كانت «جامعة مانعة»، كاشفة للعديد من الحقائق، وجاءت في توقيت بالغ الأهمية، ارتبط بأمرين رئيسيين: أولهما، حملات ممنهجة تستهدف النيل من الدور المصري والتشكيك في مصداقيته تجاه القضية الفلسطينية، وثانيهما، إنفاذ المساعدات المصرية عبر معبر رفح رغم ما واجهته من ضغوط دولية وإسرائيلية ضخمة، لمواجهة تداعيات المجاعة في قطاع غزة.

وأضاف "سلامة" في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن الكلمة أكدت بوضوح على ثوابت الدولة المصرية، وعلى فهمها العميق لطبيعة الإقليم وتشابكات المشهد الدولي، مشيرًا إلى أن دعوة الرئيس لنظيره الأمريكي للتدخل من أجل وقف العدوان، تعكس إدراكًا دقيقًا لتوازنات القوى، وفهمًا بأن واشنطن هي الطرف الأكثر تأثيرًا على سلطات الاحتلال، وقادرة إن أرادت على وقف هذا العدوان.

وأوضح أن الرئيس السيسي جدّد، من خلال كلمته، الرفض الرسمي والشعبي المصري لأي مشروعات للتهجير، مؤكدًا أن مصر تتعامل مع القضية الفلسطينية من منطلقات وطنية وأمن قومي، وترفض بشكل قاطع أي محاولات لتصفية القضية، مشددًا على أن قبول مصر بمخططات التهجير – إن حدث – كان سيؤدي إلى تقويض مبدأ حل الدولتين الذي تتمسك به الدولة المصرية.

وتابع: «كلمة الرئيس جاءت حاسمة، لتؤكد أن مصر تتعامل مع القضية الفلسطينية بمصداقية وشرف، وأنها لا تساوم ولا تتاجر بهذه القضية، بل تقف بثبات دفاعًا عن الحقوق الفلسطينية المشروعة».

وبشأن التشكيك في الدور المصري، أوضح سلامة، أن هناك أطرافًا، في مقدمتها إسرائيل، تدرك جيدًا أن مصر هي الطرف الأهم في المعادلة، وأنها الوحيدة القادرة على كبح المخططات الإسرائيلية، لا سيما تلك المدعومة أمريكيًا والرامية إلى تهجير الفلسطينيين.

وأشار إلى أن حملات التشكيك تستهدف في جوهرها الضغط على مصر لأنها لم ترضخ، لا للضغوط ولا للإغراءات، ورفضت استقبال الفلسطينيين على أراضيها.

وأضاف أن هناك أطرافًا أخرى تسعى إلى استغلال الموقف لإحداث شرخ بين مصر والفلسطينيين، وعلى رأسها جماعة الإخوان، التي تسعى دومًا لتشويه الموقف المصري، وتأليب الرأي العام، وإثارة الانقسامات، معتبرة أن هذه اللحظة فرصة مناسبة لمحاولة العودة إلى المشهد من جديد.

واجهت الدعاية المغرضة

في الإطار ذاته، أكد الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي جاءت في توقيت "صائب للغاية"، حيث واجهت الحملة الدعائية المغرضة التي سعت إلى تشويه الجهود المصرية المبذولة لإنهاء الأزمة التي يرزح تحت وطأتها الأشقاء الفلسطينيون.

وأوضح "عاشور"، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن مصر كانت أكثر دولة كشفت الممارسات الإسرائيلية ضد المدنيين العزّل في قطاع غزة، وتجلى ذلك في زيارة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى القاهرة، وما أعقبها من موقف أممي اتسم بعداء واضح لإسرائيل، إلى جانب التظاهرات التي اجتاحت العديد من دول العالم رفضًا للعدوان الإسرائيلي.

وأشار إلى أن هذا الحراك أدى إلى تآكل "الصورة الذهنية" التي سعت إسرائيل إلى ترسيخها لعقود، وهو ما استدعى، بحسب قوله، ردًا انتقاميًا تمثل في التشكيك في الدور المصري وجهوده الداعمة للقضية الفلسطينية.

وأضاف أن تصريح الرئيس السيسي بأن "الرئيس الأمريكي قادر على وقف الحرب"، يحمل دقة بالغة، إذ إن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة القادرة على منع إسرائيل من مواصلة عدوانها، وبالتالي، فإن استمرار الحرب يعني ضمنيًا أن واشنطن شريك في جريمة الإبادة.

وتابع: "كذلك تتحمل الولايات المتحدة المسؤولية أمام المجتمع الدولي إزاء كل ما قد يترتب على هذا العدوان من تداعيات في قطاع غزة وسائر الأراضي الفلسطينية".

ولفت أستاذ العلاقات الدولية إلى أن هذه الرسالة جاءت متزامنة مع محاولات إسرائيل تفريغ ما تبقى من الأراضي الفلسطينية من سكانها، وربما التمهيد لإعلان ضم الضفة الغربية، مع الاستمرار في القتال بقطاع غزة، عقب رفض حركة حماس لشروط وقف إطلاق النار.

وفي ما يتعلق بفرص إنهاء الحرب في المدى القريب، أوضح "عاشور" أن إسرائيل تستغل رفض حماس لمقترح وقف إطلاق النار ذريعةً لمواصلة الحرب، مؤكدًا أن استمرار القتال يصب في مصلحة إسرائيل في الظروف الراهنة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة