كشف المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية الفرنسي (Insee) عن مفاجأة حملت صدمة مدوية، بعدما أعلن عدد الوفيات في البلاد قد يتجاوز عدد الولادات خلال عام 2025، وهو ما سيكون سابقة في تاريخ البلاد منذ عام 1944.
وأوضح المعهد أنه، رغم عدم تقديمه توقعات دقيقة، فإن تسجيل ما يُعرف بـ"الرصيد الطبيعي السلبي"، أي تفوق عدد الوفيات على عدد الولادات، بات سيناريو ممكنًا خلال العام الجاري.
ويُطلق بعض الخبراء على هذه الظاهرة تعبير "الصفر الطبيعي"، في إشارة إلى اختفاء النمو السكاني الناتج عن الفارق بين الولادات والوفيات.
و أظهرت البيانات المتعلقة بالفترة الممتدة على 12 شهرًا حتى نهاية مايو الماضي أن عدد الوفيات تخطى عدد الولادات لأول مرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، إذ تم تسجيل نحو 651 ألف حالة وفاة مقابل 650 ألف ولادة، وفقًا لما كشفه الخبير الاقتصادي فرانسوا جيرولف من مركز الأبحاث (OFCE).
ووصفت شلوه تافان، رئيسة قسم الدراسات الديموغرافية في المعهد الوطني للإحصاء، هذا التطور بـ"السابقة"، موضحة أن هذه المرحلة كانت متوقعة من قبل المختصين في علم السكان، لكنها حدثت أبكر مما كان متوقعًا.
وكانت تقديرات سابقة للمعهد، صدرت أواخر عام 2021، تتوقع حدوث هذا التحول الديموغرافي في أفق عام 2035، غير أن العامل الرئيسي الذي عجل بحدوثه هو التراجع الحاد في عدد الولادات، والذي جاء أدنى من التوقعات.
وفي هذا السياق، قالت وزيرة التضامن الفرنسية، كاثرين فوتران، في منشور على منصة "إكس" إن "هذا التحول الديموغرافي عميق، ومن واجبنا حماية نموذجنا الاجتماعي."
وأكدت الحكومة الفرنسية سعيها إلى دعم الولادة من خلال مواجهة العقم وتحديث نظام الإجازات العائلية، حيث يُدرس حاليًا إقرار "إجازة ولادة جديدة" يمكن أن يستفيد منها الأبوان بالتناوب، مع تعويض مالي أعلى من إجازة الوالدية الحالية، التي تُعوض بمبلغ 456 يورو شهريًا.