الأحد 3 اغسطس 2025

سيدتي

بعد مقتل فتاة على يد والدها.. 5 أنماط شخصية قد تدفع الأب للعنف الأسري| خاص

  • 2-8-2025 | 11:05

الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي

طباعة
  • فاطمة الحسيني

بعد أن أثارت حادثة مقتل فتاة على يد والدها في محافظة الشرقية صدمة واسعة، وذلك لرفضها استكمال خطوبتها ورغبتها في مواصلة تعليمها، ما دفع الأب لضربها بخرطوم أنبوبة غاز حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، نتساءل عن أهم الدوافع النفسية التي قد تدفع أبًا لارتكاب مثل هذه الجريمة البشعة بحق ابنته، ومدى تأثير قضايا العنف الأسري على الأبناء.

ومن جهته، أوضح الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن هناك مجموعة من العوامل النفسية والشخصيات المرضية التي قد تفسر مثل هذا السلوك العدواني، حيث يوجد خمسة أنماط شخصية قد تدفع الأب للعنف الأسري، ومنها ما يلي:

-يكون الدافع في بعض الحالات، مجرد تهور لحظي نتيجة الغضب أو الانفعال الشديد، وهو ما نراه لدى الشخص الانفعالي الذي يتصرف بعنف وتهور، ثم يندم لاحقًا ويعتذر ويقدم الهدايا وكأن شيئًا لم يحدث، وهذا النوع يتصرف بسرعة، يصرخ ويضرب ويحطم، ثم يعود ليطلب الغفران بتودد زائف.

- الشخصية النرجسية، التي لا تتحمل الاعتراض أو الرفض، وتعتبر أي خروج عن أوامرها إهانة لكرامتها، فترد بعنف لإثبات السيطرة، خاصة إذا كان الأب قد تعهد أمام الآخرين بشيء، فيرفض أن تتراجع ابنته عن الخطوبة لأنها بذلك تسبب له الحرج، من وجهة نظره.

-تعاطي المخدرات قد يكون سببًا آخر في تلك الحالات، حيث يفقد الشخص قدرته على التحكم في سلوكياته، وقد يتحول إلى إنسان غير مدرك لعواقب أفعاله، مما يدفعه لاستخدام العنف المفرط دون تفكير.

- وجود اضطرابات عضوية في المخ قد تؤثر على مراكز الانفعال والضبط السلوكي، فضلًا عن الدوافع الذكورية الجامحة، حيث يرى بعض الرجال أن كلمتهم لا ترد، وأنهم أصحاب السلطة المطلقة داخل المنزل، معتبرين اعتراض الفتاة على قرارهم خروجًا غير مقبول على الأعراف.

-في بعض الحالات، قد تكون هناك اضطرابات عقلية حقيقية أو مرض نفسي حاد، تجعل الشخص يبالغ في رد فعله تجاه موقف عادي، ويستخدم العنف غير المبرر دون وعي كامل بما يفعل.

وأضاف استشاري الطب النفسي، أن للعنف الأسري تأثير سلبي على بقية أفراد البيت، خاصة الأطفال والمراهقين، والنتائج قد تكون كارثية نفسيًا وسلوكيًا، وتختلف وفقا للمرحلة العمرية، فالطفل الذي لم يتجاوز 14 عامًا، والذي لا يزال شخصيته في طور التكوين، قد يؤدي صدمة رؤيته أو تعامله بعنف إلى تحوله لشخصية انطوائية، أو انفجارية مع الاخرين، وعدوانية وبلطجية في المستقبل، بينما المراهق الأكبر قد يحدث لديه خلل في تشكيل آرائه حول الأسرة والمجتمع بصورة مشوهه.

واختتم مؤكدا على أن شخصية الانسان تتكون نتيجة ثلاث عوامل رئيسية، وهي الوراثة بنسبة 10 إلى 15%، والتربية خلال مرحلة الطفولة من سن 4 إلى 14 بنسبة 70 إلى 80%، والخبرات الحياتية بنسبة 10 ل 15%، وهي التي تظهر مدى خطورة البيئة التي يتربى فيها الطفل عندما تتخللها مظاهر العنف الأسري أو الجريمة.

الاكثر قراءة