رصد تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، تزايد الدعوات في إسرائيل المطالبة بوقف الحرب والمتشككة في أخلاقيات الجنود الإسرائيليين في الحرب .
وقالت الصحيفة- في تعليق أوردته اليوم /الثلاثاء/- إن دور إيلون رفعت ملصقا لصورة طفل من غزة هزيل لأول مرة في احتجاج مناهض للحرب الأسبوع الماضي لتنضم هذه المحامية البالغة من العمر 29 عاما إلى عشرات الإسرائيليين الآخرين وهم يقفون بصمت في حر الصيف في ساحة بتل أبيب حاملين الصور.
وقالت إيلون التي بدأت في المشاركة بالاحتجاجات لتحرير الرهائن قبل عدة أشهر، لكنها الآن تشعر بواجب تسليط الضوء على محنة سكان غزة: "ليس من الأخلاق تجاهل هذا"، مضيفة "عادة ما أوزع الملصقات فيبتسم الناس لي، أما هنا، فينظر الناس بعيدا عني".
وأضافت الصحيفة أنه في الأسابيع الأخيرة، دعا المزيد من الإسرائيليين- بمن فيهم شخصيات عامة بارزة- إلى إنهاء الحرب في غزة، منتقدين الوضع الإنساني المتردي في القطاع، مما يمثل تحولا في الخطاب العام، فغالبية المدراء السابقين بالجيش الإسرائيلي والموساد والشاباك والشرطة الإسرائيلية والذين طالبوا جميعا الحكومة الإسرائيلية إلى إنهاء الحرب على حماس، وقالوا "إن القضية أصبحت بلا جدوى".
وأشارت وول ستريت جورنال إلى أنه في حين تظهر استطلاعات الرأي في إسرائيل لأشهر أن غالبية الإسرائيليين يريدون إنهاء الحرب مقابل الرهائن، إلا أن الظروف المزرية في القطاع وتفاقم أزمة الغذاء تثير المزيد من المعارضة لأسباب أخلاقية، وتترك الدولة العبرية أكثر عزلة دولية من أي وقت مضى .
واستشهدت الصحيفة بتقارير أظهرت المزيد من سكان غزة يتحدثون عن معاناتهم في القطاع، وأصبحت صورالفلسطنيين الذين قتلوا في الحرب أكثر وضوحا في بعض الأماكن العامة مثل الاحتجاجات، فقد أثار أكثر من 1000 فنان إسرائيلي بارز ضجة عندما وقعوا على عريضة تدعو إلى إنهاء قتل الأطفال والمدنيين في غزة .
ولفتت الصحيفة إلى أن رؤساء الجامعات الكبرى في إسرائيل، طالبوا السلطات الإسرائيلية ببذل المزيد من الجهود للمساعدة في إدخال الإمدادات الغذائية الكافية إلى القطاع، حتى أن ديفيد جروسمان، وهو أشهر روائي إسرائيلي على قيد الحياة، ونائب مدير سابق لجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد)، وصف الحرب بالإبادة الجماعية، كما فعلت منظمتان إسرائيليتان لحقوق الإنسان لأول مرة .
من جانبهم يقول المحللون "إن تزايد استعداد الإسرائيليين للتشكيك في أخلاقيات الحرب مرتبط بطرح المزيد من الإسرائيليين أسئلة صعبة حول قدرة إسرائيل على تحقيق هدفها المتمثل في تدمير حماس وتحرير الرهائن بعد قرابة عامين من القتال، في حين أن حماس قد ضعفت بشكل كبير، إلا أنها لا تزال قادرة على شن حرب عصابات، ولا يزال 20 رهينة إسرائيليا أسيرا إلى جانب رفات 30 آخرين بينما لا تزال محادثات وقف إطلاق النار تقف في طريق مسدود، ويعتقد العديد من الإسرائيليين أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يطيل أمد الحرب من أجل بقائه السياسي".
ونسبت الصحيفة إلى إيال شير وهو مدير مهرجان إسرائيل، الذي ساعد في تنظيم العريضة التي وقعها أكثر من ألف فنان وموسيقي إسرائيلي في الأيام الأخيرة: "في ضوء ما يحدث، ثمة حاجة لجعل صوتنا مسموعا- فهو صوت القيم والتعاطف"، وهذه هي المرة الأولى التي تعرب فيها هذه المجموعة الكبيرة من الشخصيات الثقافية عن معارضتها للحرب .
وتعليقا على ذلك قال عيران هالبرين أستاذ علم النفس في الجامعة العبرية: "لقد انتقلنا من مرحلة لم نكن نشهد فيها أي شيء عما يحدث في غزة إلى خطاب عام - الناس يتحدثون عنه" حتى لو لم يتفقوا. "إنه تغيير بالغ الأهمية".
ومضت الصحيفة تقول إنه حتى وقت قريب، لم تكن هناك تقريبا أي لقطات صادمة لقتلى غزة أو تغطية لمعاناتهم على القنوات الإخبارية الإسرائيلية الرئيسية كما هو الحال على نطاق واسع في وسائل الإعلام الدولية حول العالم، ولقد بدأ هذا الوضع يتغير الآن، وبعد عرضها فقرة عن كيفية تغطية الجوع في غزة حول العالم .
وصدمت مذيعة الأخبار الإسرائيلية يونيت ليفي الكثيرين بقولها إن الآراء السلبية عن إسرائيل لم تكن بسبب فشل الدبلوماسية العامة، بل ما وصفته بـ "فشل أخلاقي".
وفي الأسابيع القليلة الماضية، نظمت مجموعات من المتظاهرين مظاهرات خارج استوديو القناة 12، وهي القناة الإخبارية الأكثر شعبية في إسرائيل والتي تعمل فيها ليفي، مطالبين إياها بتغطية معاناة غزة. والآن، يتولى المزيد من الصحفيين الرئيسيين تغطية أخبار الفلسطينيين في غزة، بل ويتخذون موقفا ضد الإجراءات الإسرائيلية.
وفي هذا السياق قالت أيالا بانيفسكي باحثة إعلامية في جامعة سيتي سانت جورج بلندن: "إنه زلزال مذهل مقارنة بما غطاه الإعلام سابقا، ولكنه أيضا حركة ضئيلةٌ جدا بالنظر إلى ما يحدث على الأرض والكيفية التي تغطى بها في أماكن أخرى".