السبت 9 اغسطس 2025

ثقافة

حكاية شارع باب البحر.. عبق التاريخ وذاكرة الحرف في قلب القاهرة

  • 9-8-2025 | 02:32

شارع باب البحر

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

تضم القاهرة، عاصمة مصر لأكثر من ألف عام، عددًا كبيرًا من الشوارع والميادين التاريخية التي يعود تاريخها إلى قرون وتعد هذه الأماكن مقصدًا للعديد من السياح، لما تحمله من طابع جمالي وأهمية ثقافية وتاريخية، مما يجعلها من أبرز معالم القاهرة السياحية والتاريخية.

هذه الشوارع التاريخية ليست مجرد معابر، بل تحكي حكايات ملوك ومفكرين وفنانين، ويقصدها الزوار من داخل مصر وخارجها للاستمتاع بجمالها وعبقها التراثي، فهي من أبرز معالم القاهرة، تجمع بين سحر الماضي ونبض الحاضر، وتشكل عنصرًا أساسيا في خريطة السياحة الثقافية للمدينة، ومنها شارع باب البحر.

يمتد شارع باب البحر كواحد من أعرق شوارع القاهرة، في قلب مصر القديمة، ويبدأ من ميدان باب الشعرية وينتهي عند شارع كلوت بك، ويتقاطع مع شارع الفجالة، ليحكي عبر أزقته وحجارته تاريخًا طويلاً من التحولات المعمارية والاجتماعية والاقتصادية.

اسم من زمن النيل

سُمي الشارع بهذا الاسم نسبةً إلى باب البحر، أحد أبواب القاهرة القديمة الذي كان يفتح على النيل، عندما كانت مياه النهر تمر عبر ما يُعرف اليوم بميدان رمسيس،  وقد ظلت آثار هذا الباب قائمة حتى عام 1847، قبل أن يأمر محمد علي باشا بهدمه تمامًا.

باب في سور صلاح الدين

يُعد باب البحر واحدًا من بابين تاريخيين بُنيا ضمن السور الشمالي للقاهرة في العصر الأيوبي، تحديدًا في عام 1174، على يد القائد بهاء الدين قراقوش، وزير صلاح الدين الأيوبي، وكان الهدف من تشييدهما تأمين العاصمة وتحقيق السيطرة الدفاعية الكاملة، بالتوازي مع باب الشعرية الذي لا يزال يحمل اسمه حتى اليوم.

مسجد وزاوية عتيقة

ومن أبرز معالم الشارع مسجد سيدي محمد البحر، المعروف قديمًا بـ"زاوية القصري"، نسبة إلى العالم المالكي الشيخ محمد بن موسى القصري المغربي، الذي قدم إلى القاهرة وتفرّغ للعلم والعبادة حتى وافته المنية في هذه الزاوية.

شارع الحرف والتجارة

عرف شارع باب البحر بكونه مركزًا تجاريًا نشطًا، خاصة في مجال تصنيع وبيع الحلويات وخاماتها، ولا يزال إلى اليوم مقصدًا رئيسيًا لأصحاب هذه المهنة، كما اشتهر قديمًا بحرفة الخشّابين، نظرًا لكثرة الورش والحرفيين المتخصصين في النجارة داخل الشارع.

سوق الغلال ومصدر الخبز

ولم تكن تجارته مقتصرة على الحلوى والأخشاب فحسب، فقد كان الشارع يضم سوقًا للغلال، يوفّر الحبوب للطواحين، التي بدورها تمدّ الأفران بالدقيق، ليصل في النهاية إلى الناس على هيئة خبز يومي كان الشارع جزءًا أصيلًا من رحلة إنتاجه.

الاكثر قراءة