الأحد 10 اغسطس 2025

ثقافة

"اليونسكو": ترميم موقع دير أبو مينا الأثري تم بالتعاون مع الشركاء في مصر

  • 9-8-2025 | 16:42

دير أبو مينا الأثري

طباعة

أكدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، أن ترميم موقع دير أبو مينا جرى بتعاون بين مكتب المنظمة في القاهرة والشركاء الوطنيين في مصر، بعد أن اشتهر في العصر الحديث كأحد أكثر مواقع التراث العالمي تعرضا للخطر على مستوى العالم. موضحة أن لجنة التراث العالمي التابعة للمنظمة أعلنت في يوليو الماضي عن إزالته من القائمة، منهية فترة 24 عاما من التعافي، بعد سنوات من الدعم الفني والدعوة الدؤوبة والمبادرات التعاونية العميقة التي قام بها المجلس الأعلى للآثار في مصر ووزارة السياحة والآثار والمجتمعات المحلية والخبراء الوطنيين والدوليين.

وذكرت "اليونسكو" في بيان أن دير أبو مينا يقع غرب دلتا مصر وكان أحد أهم مواقع الحج المسيحي في أواخر العصر القديم وأوائل العصر البيزنطي، وتأسس في القرن الرابع الميلادي وتطور حول قبر القديس مينا، وقد جذب آلاف الحجاج من جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط، وعلى مر القرون تطور المجمع ليصبح مدينة مقدسة شاسعة تضم كنائس متعددة وكاتدرائية كبيرة وبيت معمودية وورش عمل وأماكن إقامة للمسافرين، وأُدرج الموقع الذي يحظى بالتبجيل لأهميته الروحية وجماله المعماري، على قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 1979 كمثال بارز على العمارة المسيحية المبكرة وثقافة الحج.

وأضافت أنه في أواخر القرن العشرين، تسبب التطور الزراعي الحديث في ارتفاع كبير في منسوب المياه الجوفية ، وتحولت الرمال الواقية التي حافظت على كنائس أبو مينا الجوفية وصهاريجها وسردابها لقرون إلى تربة مستنقعية، مما أضعف أسس هذا الموقع الحساس، وفي عام 2001 أدرجت "اليونسكو" الدير على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر في دعوة عالمية للتحرك، ونتيجة لذلك طُبقت تدابير طارئة بما في ذلك إعادة ردم الرمال وإنشاء أنظمة تصريف مؤقتة، مشيرة إلى أنه في عام 2018 شهدت رحلة التعافي خطوةً حاسمةً عقب قرارات الدورة الحادية والأربعين للجنة التراث العالمي التي عقدت في كراكوف عام 2017 وتوصيات بعثات اليونسكو السابقة في عامي 2005 و2012.

وأوضحت أنه بحلول عام 2021 حشد مكتب "اليونسكو" في القاهرة فريقا من خبراء الحفاظ على البيئة والمهندسين وعلماء المياه لمعالجة التهديد الأكثر إلحاحا في أبو مينا وهو المياه الجوفية غير المنضبطة بالتعاون مع السلطات الوطنية والشركاء الفنيين، وأشرف الفريق على تركيب نظام تصريف وضخ يعمل بالطاقة الشمسية، وهو حل مبتكر ومستدام بيئيا، وقد خفضت هذه التقنية تدريجيا منسوب المياه الجوفية، مما أدى إلى استقرار التضاريس وتمكين جهود الحفاظ عليها بشكل أكثر أمانا.

وأشارت إلى أنه بين عامي 2022 و2024، خضع موقع أبو مينا لعدة تطويرات جوهرية، منها تركيب لافتات تفسيرية على مستوى الموقع لتوجيه الزوار ومشاركة الأهمية الروحية والتاريخية للموقع، وإطلاق برنامج لبناء القدرات متخصصين محليين في مجال التراث على الحفظ وإدارة المخاطر والرصد، وعقد مشاورات شاملة مع قيادة الكنيسة والسلطات الوطنية والمجتمعات المحلية توجت بخطة للحفظ والإدارة مدعومة من "اليونسكو" وممولة من صندوق التراث العالمي.

وأوضحت اليونسكو أن بعثة رصد تفاعلية مشتركة بين المنظمة والمجلس الدولي للآثار زارت في أوائل عام 2025 موقع أبو مينا لتقييم نتائج هذه الجهود، حيث رصدت موقعا محسنا بشكل كبير فقد استقرت المياه الجوفية وظلت إجراءات الحفظ قائمة ولم تعد المباني التراثية معرضة لخطر الانهيار، مؤكدة أن القيمة العالمية الاستثنائية لدير "أبو مينا" لم تعد في خطر داهم.

الاكثر قراءة