تفصلنا أسابيع قليلة عن حلول ذكرى المولد النبوي الشريف، التي توافق تاريخ 12 من ربيع الأول من كل عام هجري، وهي مناسبة يحتفل بها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها.
موعد المولد النبوي
ووفقًا للحسابات الفلكية، فإن موعد المولد النبوي الشريف لعام 1447 هجريًا سيوافق يوم الخميس 4 سبتمبر 2025، وهو ما يوافق 12 من ربيع الأول.
ويحصل الموظفون في القطاعين العام والخاص على هذا اليوم عطلة رسمية، بموجب قرار يصدر عن رئيس الوزراء ووزير العمل، لتكون إجازة مدفوعة الأجر للعاملين في الوزارات والمصالح الحكومية، والهيئات العامة، ووحدات الإدارة المحلية، وشركات القطاع العام وقطاع الأعمال العام، إضافة إلى العاملين في القطاع الخاص.
الاحتفال بالمولد النبوي
وحول حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، أكدت دار الإفتاء المصرية أنه من أفضل الأعمال وأعظم القربات، لأنه تعبير عن الفرح والحب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو أصل من أصول الإيمان؛ إذ قال صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين» (رواه البخاري).
كما أوضحت الدار أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سنَّ شكر الله تعالى على ميلاده الشريف، فكان يصوم يوم الإثنين ويقول: «ذلك يوم وُلدتُ فيه» (رواه مسلم).
وبيَّنت الإفتاء أن الاحتفال بالمولد يشمل تجمع الناس على ذكره، والإنشاد في مدحه والثناء عليه، وقراءة سيرته العطرة، والتأسي به، وإطعام الطعام، والتصدق على الفقراء، والتوسعة على الأهل والأقارب، والبر بالجار والأصدقاء، إعلانًا للمحبة وفرحًا بظهوره وشكرًا لله تعالى على نعمته ببعثته.
وأكدت الدار أن جمهور العلماء نصوا على استحباب تعظيم يوم ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإظهار الشكر لله فيه، وذلك بالصيام، والإكثار من الذكر والدعاء، وقراءة القرآن، وسائر مظاهر العبادة.
تحذير من المخالفات
وفي فتوى منفصلة، شددت دار الإفتاء المصرية على ضرورة التفريق بين حكم الاحتفال بالمولد النبوي، وهو جائز شرعًا بدليل القرآن والسنة وعمل المسلمين سلفًا وخلفًا، وبين طريقة الاحتفال وسلوك المحتفلين، فكل ما وافق مبادئ الشرع الشريف لا حرج فيه، أما ما خالف الشرع كالأفعال الشركية أو استخدام الموسيقى والرقص المبتذل، فهو محرم.
وأضافت الإفتاء: "لا يجوز الخلط بين حكم الاحتفال ذاته وسلوك بعض المحتفلين المخالف للشرع، فهذا خلط أوقع كثيرين في التباس شديد".
وختمت الإفتاء بالتأكيد على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حذَّر الأمة من الضلال بقوله: «إن الله لا يجمع أمتي - أو قال: أمة محمد صلى الله عليه وسلم - على ضلالة» (رواه الترمذي).