الإثنين 11 اغسطس 2025

تحقيقات

استشهاد الصحفي أنس الشريف.. جيش الاحتلال يغتال صوت غزة

  • 11-8-2025 | 10:28

أنس الشريف

طباعة
  • أماني محمد

استهدف جيش الاحتلال مساء أمس الأحد، خيمة للصحفيين قرب مستشفى الشفاء في مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد الصحفي أنس الشريف ومحمد قريقع، في استمرار للعدوان الإسرائيلي الغاشم الذي يستهدف الشعب الفلسطيني بكل أشكال القصف والتدمير، منذ أكثر من 22 شهرًا، واغتيال عشرات الصحفيين في القطاع، في جرائم مستمرة.

وأثار استشهاد الصحفي أنس الشريف حالة من الحزن ليس فقط في قطاع غزة، بل في أنحاء العالم العربي والعالم، حيث كان الشريف صوتًا لغزة ليس فقط خلال أشهر العدوان، بل وما قبلها، يغطى الأحداث على نطاق واسع من غزة، ليبرز صوته خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023، فكان مراسلا من قلب غزة لقناة الجزيرة، وكانت صفحته على "فيس بوك" بمثابة بث حي لما يعيشه القطاع من قتل وتدمير وقصف وحصار وتجويع.

لم يمنع العدوان الإسرائيلي الغاشم والحصار وحرب التجويع، أنس الشريف – ابن مخيم جباليا- من ممارسة عمله، ظل حتى اللحظات الأخيرة من حياته يعمل، برغم التجويع والقتل، واستشهاد والده في الأشهر الأولى للحرب وتدمير منزله، عاش يؤدي مهمته حتى اغتاله الاحتلال.

أنس الشريف

كان أنس الشريف أحد أشهر مراسلي الجزيرة في غزة منذ بداية الحرب، وُلد عام 1996 في مخيم جباليا شمال قطاع غزة وكان يقطن في مدينة جباليا، لأسرة من نزحت من عسقلان غرب القدس المحتلة، وتلقى تعليمه في مدارس وكالة «الأونروا» ومدارس وزارة التربية والتعليم الفلسطينية.

التحق بجامعة الأقصى عام 2014 ودرس تخصص الإذاعة والتلفزيون وتخرج فيها بحصوله على شهادة البكالوريوس عام 2018، ليعمل منذ ذلك الحين مراسلا للقطاع في عدة منصات، حيث بدأ عمله كمتطوع في شبكة الشمال الإعلامية، ثم انتقل للعمل مراسلا لقناة الجزيرة.

في 23 سبتمبر 2018، أُصيب بشظية عيار ناري في البطن خلال تغطيته مسيرة نظمت شرق تلة أبو صفية شمال شرقي جباليا، وتعرض للتهديد من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بسبب تغطيته لحرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة.

وفي 11 ديسمبر 2023، قصفت القوات الجوية الإسرائيلية منزل والده في مخيم جباليا؛ مما أدى إلى استشهاد والده، وحينها كتب أنس أنه لم يتمكن من الوصول إلى المنزل جراء القصف الإسرائيلى المكثف، قائلا: «لم نتمكن من دفن والدي بسبب القصف الإسرائيلي، واضطررنا لدفنه في إحدى الساحات".

وأكد أن العدو الإسرائيلي لا يريد للصورة أن تخرج، وأنه سيواصل تغطية جرائمه بحق الفلسطينيين رغم الحصار.

أدرج جيش الاحتلال الإسرائيلي أنس الشريف ضمن أهدافه الإعلامية، واتهمه بشكل متكرر بالانتماء إلى حركة حماس، في محاولة لتبرير استهدافه، فقال أنس الشريف: "شنّ المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حملة تهديد وتحريض ضدي بسبب عملي صحفيا مع قناة الجزيرة"، مؤكدا أنه "صحفي بلا انتماءات سياسية ومهمتي الوحيدة هي نقل الحقيقة من أرض الواقع كما هي دون تحيز".

وثّق الشريف على مدار الأشهر الماضية من الحرب، الوحشية الإسرائيلية باستهداف مدارس الأونروا والمستشفيات بما في ذلك استخدام القصف المتكرر والمتعمد على مناطق مكتظة بالمدنيين، ونقل صوت الأطفال والكبار من المجوعين في أنحاء القطاع، لنيقل معاناة حية من أنحاء غزة وسط القصف والمجاعة

استشهاد أنس الشريف

في الساعات الأخيرة من حياته، أكد أنس الشريف عبر حسابه الشخصي على فيس بوك، أن التغطية مستمرة ولن تتوقف مهما كانت الظروف، ومهما عظمت المخاطر والتهديدات، الصورة ستصل.

كما قال في آخر تدويناته قبل دقائق من استهدافه "لمن يهمه الأمر، ‏الاحتلال يلوح باجتياح غزة بجدية، ‏والمدينة تنزف منذ 22 شهرًا تحت نيران البر والبحر والجو، ‏شهداؤها بعشرات الآلاف وجرحاها بمئات الآلاف، ‏وإن لم يتوقف هذا الجنون، فلن يبقى من غزة سوى الركام، وستغيب صورة وصوت أهلها، وستسجّلكم ذاكرة التاريخ كشهود صامتين على جريمة إبادة لم يفعل أحد شيئًا لوقفها".

ليستهدف الاحتلال خيمة الصحفيين في غارة جوية على مجمع الشفاء الطبي، ما أدى لاسشهاد أنس الشريف مع الصحفي محمد قريقع والمصورين إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة، وسائق الطاقم محمد نوفل، بالإضافة إلى إصابة مراسل قناة الكوفية، الصحفي محمد صبح، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة