الثلاثاء 12 اغسطس 2025

عرب وعالم

"لوموند": قمة ترامب وبوتين في ألاسكا تأتي بعد مرور 3 سنوات على اندلاع حرب روسيا وأوكرانيا

  • 12-8-2025 | 13:21

بوتين وترامب

طباعة
  • دار الهلال

تناولت صحيفة "لوموند" الفرنسية اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، المقرر عقده يوم الجمعة، 15 أغسطس، في ولاية ألاسكا الأمريكية، باعتباره حدثًا دبلوماسيًا بالغ الحساسية.

وتأتي هذه القمة بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات ونصف على بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، في وقت لا تزال فيه تداعيات الحرب تهز الأمن الأوروبي والدولي.

ووصفت الصحيفة القمة بأنها "ذات مخاطر عالية"، متسائلة عن النتائج المحتملة التي قد تتمخض عنها، وسط شكوك كبيرة من قبل كييف وحلفائها الأوروبيين، الذين لديهم كل الأسباب لعدم الثقة، سواء في نوايا موسكو أو في جدية واشنطن بالتعامل مع الملف الأوكراني.

ورأت "لوموند" أن بوتين لديه أسباب قوية للترحيب بانعقاد هذه القمة، فهي الأولى له مع رئيس أمريكي منذ عام 2018، وتمنحه فرصة للخروج من العزلة الدولية التي فرضتها عليه مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بتهم تتعلق بجرائم حرب. كما أن مجرد عقد القمة يعزز من صورته كزعيم على قدم المساواة مع رئيس الولايات المتحدة، رغم تورطه في واحدة من أعقد الأزمات الجيوسياسية المعاصرة.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه القمة، بالنسبة لبوتين، قد تمثل فرصة لتعزيز نفوذه في أوكرانيا بوسائل دبلوماسية بعدما فشل في تحقيق أهدافه عبر الحرب. إذ أن إعلان وقف إطلاق النار، الذي يسعى إليه ترامب، قد يمنح الكرملين موطئ قدم تفاوضي جديد يسمح له بفرض نوع من الهيمنة الجزئية على أوكرانيا.

وعلى الجانب الآخر، يبدو الأوروبيون، رغم تهميشهم في التحركات الأمريكية الروسية، أكثر قلقًا من أي وقت مضى، خاصة وأنهم الجهة التي تتحمل الجزء الأكبر من كلفة دعم أوكرانيا ماديًا وعسكريًا. وقد ازدادت الشكوك الأوروبية عقب تصريحات نائب الرئيس الأمريكي جيه. دي. فانس، الذي أعلن أن الولايات المتحدة لا يمكنها الاستمرار في تمويل الدفاع الأوكراني من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين.

في هذا السياق، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القادة الأوروبيين إلى تقديم الدعم، فور الإعلان عن قمة ألاسكا. واستجابت العواصم الأوروبية الكبرى بتجديد التأكيد على ضرورة مشاركة أوكرانيا في أي تسوية، ووضع خطوط حمراء واضحة، في مقدمتها احترام الحدود الدولية، وضرورة توفير ضمانات أمنية حقيقية لكييف لمنع تكرار العدوان الروسي.

ورغم عدم توجيه دعوة رسمية للأوروبيين للمشاركة في القمة، إلا أن الصحيفة أكدت أنهم ليسوا مستبعدين تمامًا من العملية، إذ أجرت إدارة ترامب مشاورات مع بعض القادة الأوروبيين، كما التقى فانس ممثلين عنهم. ويُذكر أن ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب، قد عقد لقاءً خامسًا مع بوتين يوم 6 أغسطس، ما أثار موجة من التساؤلات والارتباك السياسي، خاصة في ظل تكتم شديد على تفاصيل الاجتماع.

وأكدت الصحيفة أن التحركات الدبلوماسية لا تزال نشطة، وأن الأيام المقبلة ستكون حاسمة. فقد لاحظ بوتين حجم الضغوط التي تمارسها واشنطن على الهند بشأن مشتريات النفط الروسي، وهو لا يرغب في خسارة العلاقة المتنامية مع ترامب.

ولهذا، أبدى مرونة ملحوظة خلال لقائه مع ويتكوف، متجنبًا الحديث عن مطالبه القصوى مثل "اجتثاث النازية" ونزع سلاح أوكرانيا، واكتفى بمناقشة ملفات إقليمية أقل حساسية.

واختتمت "لوموند" تقريرها بتحذير واضح: إذا انخدعت واشنطن بمظاهر الليونة الروسية، فإن الأوروبيين، أو على الأقل بعض أصواتهم المؤثرة، ليسوا على استعداد لتقديم تنازلات مجانية. واعتبرت أن أمامهم ثلاثة أيام فقط لإقناع الولايات المتحدة بأن السبيل الوحيد لجرّ بوتين إلى مفاوضات جادة هو الحزم والتصعيد المنظم، مؤكدة أن التوقيت حاسم، وأن فخ ألاسكا قد يُحوّل إلى فرصة دبلوماسية إذا ما استُثمر بشكل صحيح.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة