الثلاثاء 12 اغسطس 2025

مقالات

ظلال من ذهب:رحلة الرمزية وتطورها في القصص القصيرة لنجيب محفوظ من همس الجنون وحتى أصداء السيرة الذاتية

  • 12-8-2025 | 14:55
طباعة

لكي نفهم القيمة في شخصية نجيب محفوظ وأدبه ورؤيته، يقول عبد المحسن بدر في الرؤية والأداة عن نجيب محفوظ أثناء نشره لمجموعته الأولى همس الجنون «اختار نجيب قصص مجموعة همس الجنون من قصص نشرها  في الفترة ما بين سنة 1937إلى سنة 1945  ومعنى ذلك أنه تجاوز في اختياره للقصص المجموعة فترة بداية نشره لقصصه والممتدة من سنة 1934 إلى منتصف سنة 1937 وقد أعاد المؤلف نشر قصصه بنصها دون تعديل إلا ما سبق أن أشرنا إليه من نشره لقصة الشر المعبود مرتين بعد تعديلها واختياره للقصة المعدلة لنشرها في همس الجنون  بعنوان من مذكرات شاب.. وإذا كان نجيب لم يقم بتعديل مباشر للقصص التي نشرها في همس الجنون .. فإن اختياره لبعض قصصه لنشرها وإغفاله للبعض الآخر يتضمن حكما بالتفوق وأفضلية القصص المنشورة في مجموعة همس الجنون على القصص التي أهملها المؤلف ولم ينشرها»، يشير الدكتور بدر هنا إلى تلك الأفضلية والقدرة على الاختيار التي تمتع بها نجيب في ميزانه لقيمة العمل الأدبي خاصة في القصة القصيرة مبكرا جدا.

كثير  هم من كتبوا عن نجيب محفوظ وبعد عقد ونصف من رحيله ، مازال لم يتوقف عن إلهام الكتاب والنقاد في العالم كله، ولازلنا نعيد النظر لاستكشاف القيمة الحقيقية له لأعماله، وعلى الرغم من نوبل التي حصل عليها في إشارة لعمليه أولاد حارتنا والثلاثية إلا أن أعماله في القصة القصيرة مازالت تمنحنا عطرها  السامي، خاصة في أعماله الأخيرة التي امتازت بالتكثيف الشديد والرؤيا الباذخة،  ليس ذلك فقط، يقدم نجيب مفهوما مختلفا لمصر وهنا أحيلكم لعمل رائد عن أعمال نجيب وأهميته المعرفية،  وهو كتاب الأكاديمي الكبير حسين حمودة عن متصل الزمان /المكان في روايات نجيب محفوظ (2007)

إن نجيب محفوظ لا يقدم رواية أو قصة قصيرة فقط، بل هو يقدم معرفة دقيقة عن أحوال مصر منذ الأربعينيات حتى التسعينيات، نوع من المعرفة الخالصة التي لن نجدها في أضخم كتب التاريخ عن تلك الفترة، ومن هنا قد يستحق نجيب محفوظ عملا ضخما جديدا عن تلك المعرفة ذات الطبيعة التاريخية والسياسية والاجتماعية لتصوراته عن كيفية إعادة البناء .

يمكن القول بأن أعمال محفوظ تمتاز وخاصة القصص القصيرة، بقدرتها على الجمع بين الواقعية والرمزية (بتنوعاتهما القابلة لمزيد من التصنيف الأكاديمي حتى هذه اللحظة) لتصوير الواقع المصري بتعقيداته الاجتماعية والسياسية والإنسانية. تُعتبر الرمزية أداة أساسية في قصص محفوظ القصيرة، حيث استخدمها ليس فقط لتعميق المعاني، بل للتعبير عن قضايا وجودية واجتماعية وسياسية ودينية بطريقة غير مباشرة، مما مكّنه من تجاوز الرقابة والتوجه إلى جمهور أوسع. لقد حاولت هنا تتبع تطور الرمزية في قصص نجيب محفوظ القصيرة، من خلال تحليل مراحل إبداعه المختلفة، والسياقات التي شكلت هذا التطور، مع التركيز على أمثلة من أعماله مثل “حكاية بلا بداية ولا نهاية”، “زعبلاوي”، و”الطريق”، ولكن ما طبيعة العوامل التي أثرت على نجيب محفوظ لكي تظهر تنويعات عديدة في استخدامه للرمزية في أعماله القصصية والروائية؟

تأثرت الرمزية وتطوراتها في قصص محفوظ بعدة عوامل، كانت هذه العوامل أيضا جذورا  تمسك بها محفوظ بها في أعماله، حتى لو اعتبرناها مؤثرات أيضا كالتالي:

1.  السياق الاجتماعي والسياسي، أو التغيرات في مصر المحروسة، من الاستعمار والملكية إلى الثورة  والجمهورية إلى ما بعد الناصرية، حيث اختار اتجاها لا علاقة لها بالمتغيرات السياسية والاجتماعية في النهاية، كمرحلة عزلة وتصوف ورؤى، شكل هذا التنوع الزمني والسياسي والاجتماعي  رؤيته الأدبية.

2.  الثقافة المصرية، فقد استلهم محفوظ من التراث الصوفي والشعبي، مما أضفى على رموزه طابعًا محليًا.

3.  التأثيرات الأدبية العالمية، كظاهرتي الحداثة ومابعد الحداثة في أدبه، فقد تأثر محفوظ بكتاب مثل كافكا ودوستويفسكي وكذلك أعمال الرواية الفرنسية في القرن الثامن عشر والتاسع عشر ، مما دفع الرمزية في قصصه نحو التجريد.

4.  التطور الشخصي، فمع تقدمه في العمر، أصبحت اهتمامات محفوظ أكثر فلسفية وروحانية.

تحولات محفوظ بين الواقعية والرمزية  يتنوعاتهما

يعد نجيب محفوظ (1911-2006) رائد الرواية العربية والمصريةـ وأحد أبرز الروائيين العرب الذين مزجوا بين الواقعية الاجتماعية والرمزية الفلسفية. بدأ مسيرته الأدبية بكتابات تاريخية فرعونية (مثل "كفاح طيبة")، ثم انتقل إلى الواقعية الاجتماعية في "الثلاثية" و"زقاق المدق" ومنها انتقل إلى الواقعية السياسية "ثرثرة فوق النيل" و"ميرامار" و"الكرنك"، وبين هذا وذاك خاض غمار الرمزية في أعمال مثل "أولاد حارتنا" و"الحرافيش". لكن تطور الرمزية في قصصه القصيرة ظلّ مجالًا أقلّ بحثًا مقارنة برواياته، رغم أنها تشكل مختبرًا حيًا لتجربته الفكرية والفنية.

1. الرمزية في المرحلة الواقعية (الثلاثينيات والأربعينيات)

ففي بدايات مسيرته الأدبية، ركز نجيب محفوظ على الواقعية الاجتماعية، حيث كانت قصصه القصيرة تعكس حياة الطبقة الوسطى والشعبية في القاهرة. خلال هذه المرحلة، كانت الرمزية لديه بسيطة ومرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالواقع الملموس. على سبيل المثال، في قصص مجموعته المبكرة “همس الجنون” (1938)، استخدم محفوظ الرموز لتصوير الصراعات الاجتماعية والنفسية دون الغوص في التجريد العميق.

والمثال الأبرز هنا هو قصة “همس الجنون” في هذه القصة، يظهر الجنون كرمز للاغتراب والضغوط الاجتماعية التي يعاني منها الفرد في المجتمع المصري. الشخصيات تعيش في ظل تناقضات اجتماعية حادة، حيث تُمثل حالاتهم النفسية صراعًا بين الأمل واليأس. الرمزية هنا ليست معقدة، بل تعمل كمرآة تعكس الواقع بدلاً من إعادة تشكيله. الجنون ليس مجرد حالة نفسية، بل رمز لعجز الفرد عن التكيف مع مجتمع متغير.

في هذه المرحلة، كانت الرمزية لدى محفوظ وظيفية، تهدف إلى تعزيز الطابع الواقعي للقصة. الأماكن مثل الحارات القاهرية، والشخصيات مثل البائع المتجول أو الموظف البسيط، كانت رموزًا للحياة اليومية المصرية، لكنها لم تتجاوز الواقع إلى مستوى التجريد الفلسفي.

ويمكن ملاحظة البذور الأولى  للرمزية  التي كانت أداة لفتح مرآة الواقع على اتساعها وظهر ذلك جليا في   مجموعات مثل "همس الجنون" (1938) و"دنيا الله" (1963)، من خلال:

-   تضمين المفارقات الفلسفية  ، كما في قصة "هذيان" حيث يكتشف الزوج أن زوجته تهذي باسم حبيبها السابق فيقرر التوقف عن علاجها،  لكنها تموت، هذا الموت الذي دفعه للانتحار لتنتهي القصة بشكل تراجيدي يعكس صراعًا رمزيًا بين الحب والغيرة .

-   الأسماء الدالة  ، مثل "عبد الله" و"هنية" في قصة "حارة العشاق" (1971)، حيث ترمز الأولى إلى العبد الباحث عن المعنى، والثانية إلى السعادة الزائلة .

-   الفضاءات الرمزية ، الحارة في "دنيا الله" تمثّل العالم بصراعاته، بينما يُستخدم الأرشيف في "حارة العشاق" كرمز للذاكرة الإنسانية المكبوتة .

2 -   المرحلة الانتقالية: الرمزية الدينية والفلسفية  (1960-1970)

مع بداية الخمسينيات، وبعد ثورة يوليو 1952،  إلى الحد الذي جعله يتوقف عن الكتابة عدة سنوات لكي (يرى مايحدث)، تغيرت رؤية محفوظ الأدبية بشكل ملحوظ. تأثر بالتغيرات السياسية والاجتماعية في مصر، بدأ يميل إلى الرمزية ذات الطابع الفلسفي والوجودي. أصبحت قصصه القصيرة تحمل أبعادًا رمزية أعمق، تعبر عن قضايا إنسانية كبرى مثل البحث عن المعنى، الإيمان، والصراع بين المادية والروحانية

مع صدور "أولاد حارتنا" (1959) – التي منعت ثم نُشرت مسلسلة في الأهرام - تحوّلت رمزية محفوظ إلى استعارة تاريخ الأنبياء (أدهم/آدم، جبل/موسى، رفاعة/المسيح على سبيل المثال) لطرح أسئلة عن العدل والسلطة.

لكن في القصص القصيرة، اتخذت الرمزية منحىً أكثر تركيزًا، وعلى سبيل المثال  شخصية الزعبلاوي  : في قصة "دنيا الله" (1961)،  حيث تُعدّ قصة “زعبلاوي” واحدة من أبرز الأمثلة على هذا التحول. تدور القصة حول رجل يبحث عن الشيخ زعبلاوي، الذي يُمثل رمزًا للروحانية والحقيقة الإلهية. الرحلة بحثًا عن زعبلاوي تعكس رحلة الإنسان نحو المعرفة والإيمان في عالم مادي. الأماكن في القصة، مثل الحانات والحارات، ليست مجرد خلفيات واقعية، بل رموز لمراحل الرحلة الروحية. زعبلاوي نفسه شخصية رمزية، قد تكون موجودة أو غير موجودة، مما يعكس الغموض المحيط بالبحث عن الحقيقة. يمثّل هذا الشخص الغامض (بالمناسبة هذه الشخصية  تعيد الظهور في روايته الخالدة  "الطريق") رمزًا للمطلق المقدس أو الحقيقة المطلقة التي يبحث عنها البشر دون جدوى، بينما نجد الصراع بين العقل والإيمان  : في "حارة العشاق"، يظهر الشيخ مروان (رمز الخطاب الديني) والأستاذ عنتر (رمز العقلانية) في حوارات تكشف أزمة الإنسان الحديث بين الشك والإيمان .

في هذه المرحلة، بدأ محفوظ يستخدم الرمزية لاستكشاف قضايا وجودية، مع الاحتفاظ بالإطار الاجتماعي المصري. الرموز أصبحت أكثر تجريدًا، لكنها ظلت متجذرة في الثقافة المحلية، مما أعطى قصصه طابعًا عالميًا ومحليًا في آن واحد.

* المرحلة الناضجة: الرمزية الوجودية ( 1960-1970)  

وفي هذه المرحلة، تحوّلت قصص محفوظ إلى استكشاف أسئلة الوجود، حيث أصبحت هناك كثافة في الرمزية السياسية والاجتماعية (الستينيات والسبعينيات)

خلال الستينيات والسبعينيات، تأثرت كتابات محفوظ بالتغيرات السياسية في مصر، مثل سياسات الاشتراكية الناصرية وما تلاها من خيبات أمل. أصبحت الرمزية في قصصه أداة لنقد السلطة والمجتمع، مع التركيز على الصراعات بين الفرد والنظام. استخدم محفوظ الرموز للتعبير عن الإحباط الجماعي والشعور بالاغتراب. وفي هذه الفترة، طوّر محفوظ أسلوبًا رمزيًا يمزج بين النقد الاجتماعي والتأمل الفلسفي. الرموز لم تعد مجرد انعكاس للواقع، بل أصبحت وسيلة للتعبير عن الأزمات السياسية والاجتماعية بطريقة غير مباشرة، مما سمح له بتجنب الرقابة.

وأهم النماذج في ذلك رواية “الطريق" في هذه الرواية يُمثل الطريق نفسه رمزًا للحياة أو الرحلة الإنسانية، حيث تتقاطع الاختيارات الفردية مع الضغوط الاجتماعية. الشخصيات في القصة تواجه صراعات داخلية وخارجية، ترمز إلى التوتر بين الحرية الفردية والقيود الاجتماعية. الأماكن، مثل المقهى أو الشارع، تحمل دلالات رمزية تعبر عن حالة التشتت والضياع في مجتمع يمر بتحولات جذرية.

وفي هذه المرحلة استخدم محفوظ استخدم مثلا نموذج الحكايات الدائرية  كما في "الحرافيش" (1977) - رغم أنها رواية - فإن بنيتها القصصية المتعددة الأجيال تؤثر على قصصه اللاحقة، حيث تُعاد الأحداث بنهايات مفتوحة، كرمز لدوران الحياة دون معنى واضح .

4. الرمزية الصوفية والوجودية (الثمانينيات وما بعدها)

في المرحلة المتأخرة من حياته، اتجه محفوظ نحو الرمزية ذات الطابع الصوفي والوجودي، متأثرًا بالفلسفات الشرقية والغربية. أصبحت قصصه القصيرة تحمل طابعًا تأمليًا أكثر، مع التركيز على أسئلة الوجود، الموت، والحرية.

مثال: قصة “حكاية بلا بداية ولا نهاية” تُعد هذه القصة نموذجًا للرمزية الصوفية، حيث تستعرض فكرة الزمن الدائري والحياة بلا بداية أو نهاية. الشخصيات والأحداث في القصة تحمل دلالات رمزية تشير إلى دورة الحياة والموت، مع إسقاطات فلسفية تتناول العلاقة بين الإنسان والكون. استخدام محفوظ للرموز في هذه المرحلة يعكس تأمله العميق في الطبيعة البشرية والمصير.

وتميزت تلك المرحلة بالتالي:

-   الانزياح السردي: في "أحلام فترة النقاهة" (2004)، تتحول الأحلام إلى رموز  للاوعي الجمعي، كما في حلم "البَهو المترامي" الذي يرمز إلى العدمية والضياع الوجودي .

-  التكثيف اللغوي: في "أصداء السيرة الذاتية"، تُختزل القصص إلى بضع أسطر تحمل رمزية مكثفة، مثل قصة "رثاء" حيث تصبح "الجميلة ذات الضفيرة السوداء" رمزًا للموت أو النوم، بنهاية مفارقة تترك القارئ في حيرة .

وبشكل عام اعتمد محفوظ عدة أدوات لبناء عالمه الرمزي:

•.   المفارقة السردية كما في قصة "رثاء"  من مجموعة "دنيا الله" (1962)حيث يهرب الطفل من الموت إلى غرفته، ليجد الموت ينتظره هناك في صورة "الجميلة" .

* الحوار الفلسفي  كالجدل بين الشيخ مروان وعنتر في "حارة العشاق" من مجموعة دنيا الله (1962) حول مصدر الحقيقة (القلب أم العقل) .

•الانزياح الزمني  في "حكاية بلا بداية ولا نهاية" (1971)، يُحاكي العنوان بنية القصص التي تبدأ من منتصف الأحداث، رمزًا لعدم اكتمال المعرفة الإنسانية .

* اللغة التلغرافية  في "أصداء السيرة الذاتية" (1995)، يُختزل السرد إلى جمل قصيرة موحية، مثل: "وضقت بالمطاردة فلذت بحجرتي"، حيث تحمل كلمة "المطاردة" رمزية الاضطهاد الوجودي.

  5 - تأثير الرمزية المحفوظية في الأدب العربي  

أيضا لا يمكن التقليل من شأن تأثير أساليب ولغة محفوظ في الرواية العربية بشكل عام، فقد أحدثت قصص محفوظ الرمزية تحولًا في:

-  تحرير القصة القصيرة  من الواقعية المباشرة إلى فضاءات التأويل، كما في أعمال صنع الله إبراهيم.

-  الانزياح نحو الوجودية  كما ظهر في قصص يوسف إدريس المتأخرة مثل "البيضاء".

-   الرمزية الدينية النقدية  التي توسع فيها كتاب مثل جمال الغيطاني في "الزيني بركات" .

  الرمزية كمفتاح لعالم محفوظ

تُظهر الرمزية في القصص القصيرة لنجيب محفوظ تطورًا ملحوظًا، من الأوصاف الواقعية البسيطة في الثلاثينيات إلى الرمزية الفلسفية والصوفية في المراحل المتأخرة. قصص مثل “زعبلاوي” و”الطريق” و”حكاية بلا بداية ولا نهاية” تُبرز قدرته على استخدام الرمزية للتعبير عن قضايا إنسانية عميقة. من خلال الرموز، استطاع محفوظ أن يجمع بين الواقع المصري والأسئلة الكونية، مما جعل أعماله خالدة وعالمية. تطور الرمزية في قصصه يعكس ليس فقط نموه ككاتب، بل أيضًا التغيرات في المجتمع المصري والعالم العربي.

كما يمكن القول بأن  الرمزية في قصص نجيب محفوظ لم تكن مجرد تقنية أدبية، بل كانت رؤية فلسفية لعالم متشابك. من  >همس الجنون و"دنيا الله" وحتى الوصول إلى "أحلام فترة النقاهة"، لقد رسم محفوظ مسارًا من الرمزية الاجتماعية إلى الوجودية، مستخدمًا الحارة والبطل العادي والأحلام كمرايا تعكس أسئلة الإنسان عن العدل والله والمعنى. ربما تكمن عظمة محفوظ في أنه - كما قال جورج طرابيشي - جعل من الرمز "نافذة تطل على المطلق من خلال اليومي".

الاكثر قراءة