يحل اليوم الخميس ذكرى وفاة الفنان طلعت زين، الذي رحل عن عالمنا في 14 أغسطس عام 2011، بعد صراع طويل مع مرض سرطان الجهاز التنفسي، انتهى بأزمة قلبية حادة أودت بحياته.
اشتهر طلعت زين كأحد الأصوات الفريدة التي برزت في الساحة الفنية، خاصة في تقديم الأغاني الأجنبية داخل الأعمال السينمائية المصرية، وهو ما جعله يتمتع بمكانة خاصة لدى جمهور محبي الموسيقى الغربية. وقد نال تقديرًا كبيرًا من كبار الموسيقيين، وعلى رأسهم الموسيقار عمر خيرت، الذي اختاره ليشارك المطربة أنغام في أداء أوبريت "100 سنة سينما" خلال افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في لحظة احتفالية خالدة بتاريخ الفن المصري.
ولد طلعت زين عام 1955 في مدينة الإسكندرية، وسط أسرة تعشق الغناء والموسيقى، فكان طبيعيًا أن تتفتح موهبته في هذا الجو الفني. تأثر منذ صغره بالأنماط الموسيقية الغربية، وكان من رواد حفلات الفرق المتخصصة في هذا اللون، مثل "بلاك كوتس" و"بتى شاه"، حيث ربطته بأعضائها علاقات صداقة متينة.
بدأ خطواته الأولى في عالم الغناء مع فرقة "الدريمرز"، التي أنشأها طلاب من كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية. لاحقًا، انضم إلى فرقة "بتى شاه" بعد انسحاب بعض أعضائها، وقدم معهم أولى عروضه من خلال أداء إحدى أغنيات الأسطورة جيمس براون. وعندما انتقلت الفرقة إلى القاهرة بعد انتهاء موسم الصيف، واصل زين الغناء معها في فندق شيراتون القاهرة، وهو مكان لم يكن يتيح فرصًا إلا للفرق الأجنبية ذات المستوى الرفيع، ما يعكس قدراته الصوتية ومهاراته كمطرب محترف. ومع نهاية عام 1982، قرر الانفصال عن الفرقة للانطلاق في مسار فني منفرد.
في السينما، كان لطلعت زين حضور خاص، وشارك في فيلم "أفريكانو" عام 2001، إلى جانب أحمد السقا ومنى زكي، ومن تأليف محمد أمين وإخراج عمرو عرفة. تدور أحداث الفيلم حول شاب يتلقى خبراً مفاجئاً من محامي عمه الذي يملك محمية طبيعية في جنوب إفريقيا، ويبلغه أن الميراث قد قُسم بينه وبين شقيقته، وابنة عمه. يذهب إلى هناك لاكتشاف عالم جديد، ويجد نفسه في مواجهة طمع أحد الأثرياء، قبل أن تتطور الأحداث في إطار رومانسي ومغامرات مشوقة.
رحل طلعت زين، لكنه ترك خلفه إرثًا فنيًا لا يُنسى، صوته ما زال حيًا في ذاكرة محبيه، وأعماله تظل شاهدة على موهبة لم تكن عادية، بل حالة فنية متميزة صنعت لنفسها مكانًا فريدًا في تاريخ الغناء المصري المعاصر.