الخميس 14 اغسطس 2025

ثقافة

ذكرى وفاة صلاح عبد الصبور.. رائد القصيدة الحرة وأحد فرسان المسرح الشعري الحديث

  • 14-8-2025 | 13:07

صلاح عبدالصبور

طباعة
  • أ ش أ

تحل علينا اليوم الخميس ذكرى رحيل الشاعر المصري الكبير صلاح عبد الصبور، رائد القصيدة الحرة وركن من أركان المسرح الشعري، وهو الذي غاب عن عالمنا في الثالث عشر من أغسطس عام 1981.

وُلد عبد الصبور في 3 مايو 1931 بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، وتلقى تعليمه في المدارس الحكومية، ثم التحق بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليًا) لدراسة اللغة العربية، حيث تتلمذ على يد الشيخ أمين الخولي، الذي ضمه إلى جماعة "الأمناء" ثم إلى "الجمعية الأدبية"، وهما كيانان لعبا دورًا بارزًا في إثراء الإبداع الأدبي والنقدي في مصر.
بعد تخرجه، عمل مدرسًا بوزارة التربية والتعليم، لكنه استقال ليتفرغ للعمل الصحفي، فبدأ محررًا في مجلة "روز اليوسف" ثم بجريدة "الأهرام"، وفي عام 1961، التحق بمجلس إدارة الدار المصرية للتأليف والترجمة والنشر وتدرج في مناصبها، كما عمل مستشارًا ثقافيًا بالسفارة المصرية في الهند، ثم تولى رئاسة الهيئة المصرية العامة للكتاب.
وبدأت موهبته الشعرية في الظهور منذ دراسته الثانوية، حيث نشر قصائده في مجلة "الثقافة القاهرية" ومجلة "الآداب" البيروتية، وقد اهتم بالفلسفة والتاريخ والأساطير، وقرأ في العلوم الإنسانية الحديثة كعلم النفس والاجتماع والأنثروبولوجيا.
واستلهم صلاح عبد الصبور إبداعه من مصادر متعددة، بدءًا من شعر الصعاليك وشعر الحكمة العربي، مرورًا بأفكار أعلام التصوف مثل الحلاج وبشر الحافي، وصولًا إلى الشعر الرمزي الفرنسي والألماني، والشعر الفلسفي الإنجليزي، إضافة إلى الفلسفات والثقافات الهندية التي تأثر بها خلال عمله هناك.
كان ديوانه الأول "الناس في بلادي" الصادر عام 1957 محطة فارقة في مسيرة الشعر العربي الحديث، حيث قدّم صياغات مبتكرة تمزج بين الصور المدهشة والمفردات اليومية المألوفة، مع مزيج من السخرية والمأساة، ورؤية سياسية وفلسفية ذات بعد اجتماعي ناقد.
وعلى مدار حياته، أصدر عدة دواوين، أبرزها: "أقول لكم" (1961)، "أحلام الفارس القديم" (1964)، "تأملات في زمن جريح" (1970)، "شجر الليل" (1973)، و"الإبحار في الذاكرة" (1977).
كما كتب مسرحيات شعرية منها: "مأساة الحلاج" (1964)، "مسافر ليل" (1968)، "الأميرة تنتظر" (1969)، "ليلى والمجنون" (1971)، و"بعد أن يموت الملك" (1975).
حصل عبد الصبور على جائزة الدولة التشجيعية ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1965، كما نال جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1981، ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، إضافة إلى الدكتوراه الفخرية في الأدب من جامعة المنيا عام 1982، وأطلقت مدينة الإسكندرية اسمه على مهرجانها للشعر الدولي.
عاش صلاح عبد الصبور للكلمة ومات بالكلمة، حين تعرّض لهجوم نقدي قاسٍ من أحد أصدقائه، لم يحتمل قلبه قسوة العبارات، فأصيب بأزمة قلبية فارق على إثرها الحياة. 
لم يتجاوز مشوار صلاح عبدالصبور ورحلته مع الكلمة خمسين عامًا، كانت كافية ليخلّد اسمه رائدًا للقصيدة الحرة وفارسًا من فرسان المسرح الشعري بعد شوقي وعزيز أباظة والشرقاوي وباكثير، ولو امتد به العمر لفتح أمام الشعر العربي آفاقًا أرحب، لكنه سيظل حاضرًا في ذاكرة الأدب.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة