قال الدكتور أحمد شوقي، الخبير الاقتصادي، إن الجنيه المصري حقق تحسنًا ملحوظًا في أدائه أمام الدولار الأمريكي بنسبة 6.5% خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مقارنة بأعلى مستوى سجله عند 51.73 جنيه في 9 أبريل من العام الماضي، وذلك في ظل حالة الاضطراب والتوترات الجيوسياسية التي دفعت بعض المستثمرين في الأموال الساخنة إلى الخروج من الأسواق الناشئة حفاظًا على قيمة استثماراتهم.
وأكد في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن مرونة سعر الصرف كانت من أبرز العوامل التي ساهمت في التعامل مع خروج هذه الاستثمارات واحتوائها، مما أدى إلى تراجع سعر الدولار أمام الجنيه إلى 48.37 جنيه للبيع، بتحسن قدره 3.35 جنيه.
وأشار شوقي إلى أن هناك مجموعة من العوامل التي تدعم تحسن موقف الجنيه المصري في الفترة الحالية، أبرزها مرونة سعر الصرف وقدرته على احتواء الاضطرابات الإقليمية، مع تقلبات لا تتجاوز 5% صعودًا أو هبوطًا، مما حافظ على ثقة المتعاملين في الاقتصاد المصري.
وتابع أن من ضمن العوامل هي ثقة العاملين بالخارج واستمرار تدفقات تحويلاتهم التي تجاوزت 32.8 مليار دولار خلال العام المالي 2024/2025، وأيضا انتعاش القطاع السياحي بارتفاع إيراداته إلى 12.5 مليار دولار، وكذلك زيادة الصادرات المصرية بنهاية الربع الثالث من العام المالي 2024/2025 لتصل إلى 29.7 مليار دولار مقابل 24.1 مليار دولار في نفس الفترة من العام الماضي، بنسبة نمو 23.3% وبزيادة قدرها 5.6 مليار دولار، وارتفاع أسعار الفائدة بما عزز موقف العملة في ظل الظروف الراهنة.

واستطرد إلى أن ارتفاع الاحتياطي النقدي الأجنبي ليتجاوز 49 مليار دولار، وهو أعلى مستوى تاريخي، إضافة إلى تحقيق صافي أصول النقد الأجنبي للجهاز المصرفي فائضًا بلغ 14.94 مليار دولار في يوليو الماضي.
وأوضح الخبير الاقتصادي أن هذه التدفقات لم تدعم الجنيه فحسب، بل أسهمت أيضًا في نمو الاحتياطي النقدي الأجنبي، ما يعزز قدرة الاقتصاد المصري على مواجهة التحديات.
وفيما يتعلق بالتوقعات المستقبلية، أكد شوقي أن المؤشرات الدولية تتوقع استمرار الأداء الإيجابي للعملة المحلية حتى نهاية العام، شريطة عدم حدوث توترات جديدة في المنطقة.
وأكد أن استمرار العمل على استدامة موارد النقد الأجنبي، من خلال دعم ملف الاستثمار المباشر، وتطوير الصناعة والزراعة، للحفاظ على استقرار العملة المحلية وتعزيز قوتها.