الأحد 17 اغسطس 2025

تحقيقات

تمهيدًا لعملية عسكرية واسعة.. إسرائيل تساوي أحياء سكنية بالأرض في مدينة غزة

  • 16-8-2025 | 14:28

دبابات

طباعة

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تصعيد عدوانه على مدينة غزة، شمال القطاع، خصوصًا في حي الزيتون، أحد أكبر أحيائها، تمهيدًا لعملية عسكرية واسعة تهدف إلى احتلال القطاع، وسط مؤشرات على أن العملية قد بدأت بالفعل، وذلك في إطار حرب الإبادة الإسرائيلية التي تقترب من دخول عامها الثاني.

العملية بدأت فعلًا

وشن جيش الاحتلال، اليوم السبت، قصفًا مدفعيًا وجويًا على مدينة غزة، موقعًا قتلى وجرحى، ضمن تصعيده المستمر منذ 11 أغسطس الجاري.

وكان إعلام عبري قد أفاد، أمس، بأن الجيش يتجهز لتسريع «العملية العسكرية» التي ترمي لاحتلال مدينة غزة، بموجب توجيهات القيادة السياسية.

غير أن تقريرًا صادرًا عن المركز الفلسطيني للإعلام، قال إن كل المؤشرات على الأرض تؤكد أن الاحتلال بدأ فعليًا مرحلة الإطباق على المدينة، بعيدًا عن بياناته الرسمية التي تزعم أن العملية لم تنطلق بعد، متجاهلًا الآثار الكارثية لهذه العملية العدوانية.

فيما أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعمل منذ ستة أيام على تسوية حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة بالأرض، مدمّرة نحو 400 منزل عبر تفجيرها بروبوتات مفخخة وقصفها بالطائرات الحربية.

وأوضح «المرصد» أن ذلك يأتي ضمن هجوم عسكري واسع النطاق يستهدف تدمير محافظة غزة على غرار ما جرى في محافظات رفح، وخان يونس، وشمال القطاع، والقضاء على سكانها وتهجير من ينجو منهم قسرًا، في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها ضد الفلسطينيين في القطاع.

وأضاف أنّ الهجوم العسكري على حي الزيتون، الذي بدأ في 11 أغسطس الجاري، يأتي في إطار خطة معلنة من إسرائيل لفرض سيطرتها الكاملة وغير القانونية على مدينة غزة، وتهجير سكانها مع النازحين إليها من شمال القطاع، والذين يقدَّر عددهم بنحو مليون نسمة، إلى مناطق معزولة ومحدودة المساحة جنوبي قطاع غزة.

ووفقًا لما أفاد به، فإن قوات الاحتلال تستخدم طائرات مسيّرة من نوع «كواد كوبتر» لحصار المربعات السكنية في حي الزيتون وإجبار السكان على المغادرة تحت تهديد السلاح، فيما تتقدّم آلياتها العسكرية تحت غطاء ناري.

وأكد أنّ تدمير نحو نصف منازل حي الزيتون لم يُبرَّر بأي ضرورة عسكرية، إذ لم تُسجَّل اشتباكات مسلحة في المنطقة خلال الفترة الأخيرة، فيما جرى استخدام وسائل تفجير آلية وروبوتات مفخخة بشكل واسع ومنهجي بعد إخلاء المنازل من سكانها، ما يؤكد أن الغاية من العملية ليست تحقيق هدف عسكري مشروع، بل استهداف مقومات الحياة الفلسطينية ودفع السكان نحو التهجير القسري.

وشدّد على أنّ ما يجري في حي الزيتون، أكبر أحياء مدينة غزة مساحة، يندرج ضمن سياسة إسرائيلية منهجية تهدف إلى استكمال جريمة الإبادة الجماعية ومحو المدن الفلسطينية من خلال التدمير الشامل للمنازل والبنية التحتية وإزالة مقومات الحياة الأساسية.

جرس إنذار

وحذّر المرصد الأورومتوسطي من أنّ استكمال الاحتلال عدوانه وتوسعه لإحكام السيطرة العسكرية التامة على محافظة غزة ينذر بارتكاب مذابح جماعية غير مسبوقة بحق المدنيين، ويقضي نهائيًا على ما تبقى من جهود الاستجابة الإنسانية المتهالكة أصلًا.

وأكد أن هذا التصعيد، في حال تنفيذه، سيكرّس فصلًا غير مسبوق من الإبادة الجماعية الإسرائيلية، تُرتكب على مرأى من المجتمع الدولي الذي يواصل توفير الغطاء السياسي والمالي والعسكري لمرتكبيها.

وشدد على أنّ هذا يجعل المجازر القادمة أفعالًا معلنة سلفًا، لا باعتبارها تطورات ميدانية مفاجئة، بل نتيجة محسوبة لسياسة رسمية وعلنية، يتحمّل المجتمع الدولي مسئوليتها الكاملة بصمته وتخاذله، وتواطؤ العديد من الدول بشكل مباشر.

كان جيش الاحتلال قد أفاد أمس بأن قوات لواء الناحال واللواء 7 تحت قيادة الفرقة 99 بدأت العمل في الأيام الأخيرة في منطقة حي الزيتون، في المدينة، زاعمًا أنها تعمل لكشف العبوات الناسفة، وتدمير البنى التحتية العسكرية فوق الأرض وتحتها، لا بدء عملية احتلال غزة.

خطة احتلال القطاع

والجمعة قبل الماضية، صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية «الكابينت» على خطة تقضي باحتلال كامل قطاع غزة.

وتزعم إسرائيل أنها تسعى من وراء هذه الخطة إلى تفكيك حركة حماس، ووقف نفوذها العسكري والإداري في القطاع، واستعادة الأسرى المحتجزين، وإنشاء منطقة عازلة داخل قطاع غزة، وإحكام السيطرة الأمنية، ثم إنشاء إدارة محلية مدنية جديدة في القطاع ليست خاضعة لسيطرة حماس أو السلطة الفلسطينية.

يأتي ذلك ضمن حرب الإبادة الإسرائيلية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، وأسفرت عن مقتل أكثر من 216 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، حسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.