الأحد 17 اغسطس 2025

عرب وعالم

حرائق الغابات تواصل التهام مساحات شاسعة في جنوب أوروبا وسط موجة حر قاسية

  • 16-8-2025 | 18:45

حرائق الغابات

طباعة
  • دار الهلال

تواصل فرق الإطفاء في إسبانيا والبرتغال واليونان وتركيا جهودها المضنية للسيطرة على حرائق الغابات التي تستعر منذ أسابيع، فيما تتوقع الأرصاد استمرار الأجواء الحارة والجافة، مما يعيق عمليات الإخماد ويزيد من خطر اندلاع حرائق جديدة.

وفي إسبانيا، أعلنت السلطات أن البلاد تكافح 14 حريقًا كبيرًا، بحسب ما نقلته شبكة يورونيوز الأوروبية عن المديرة العامة لخدمات الطوارئ فيرجينيا باركونيس.

وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عبر منصة "إكس": "اليوم سيكون يومًا صعبًا آخر، مع وجود خطر شديد لاندلاع حرائق جديدة".

وأسفرت الحرائق في إسبانيا حتى الآن عن مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم اثنان من رجال الإطفاء المتطوعين، حيث توفي الثاني متأثرًا بحروقه الشديدة في مستشفى بمدينة ليون يوم الخميس. وحذّرت وكالة الأرصاد الجوية الوطنية من "خطر حريق شديد" في معظم أنحاء البلاد، وخاصة في الشمال والغرب، حيث تشتعل أكبر الحرائق. وتُظهر التوقعات استمرار موجة الحر الحالية التي تجاوزت فيها درجات الحرارة 40 درجة مئوية، حتى يوم الإثنين. كما تسببت النيران في منطقة غاليسيا بإغلاق عدة طرق سريعة، إضافة إلى تعليق حركة القطارات عالية السرعة بين المنطقة والعاصمة مدريد.

وبحسب نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي التابع للاتحاد الأوروبي، فقد التهمت النيران هذا العام نحو 158,000 هكتار من الأراضي في إسبانيا، وهي مساحة توازي تقريبًا حجم منطقة لندن الكبرى.

وفي البرتغال، يشارك قرابة 4,000 رجل إطفاء في مكافحة سبعة حرائق رئيسية، مع تمديد حالة التأهب حتى يوم الأحد، نظرًا لاستمرار درجات الحرارة المرتفعة.

وفي منطقة جواردا، تعرقلت جهود الإطفاء بسبب نقص الموارد، بينما امتدت النيران إلى بلدات مجاورة مثل بينيل وترانكوسو. وفي قرية ألفيركا دا بيرا، اقتربت النيران من منازل مأهولة، ما دفع السكان لاستخدام وسائلهم الخاصة لإخماد الحريق. وفي تطور مأساوي، عُثر يوم السبت على جثة محترقة لرئيس بلدية سابق في فيلا فرانكا دو ديان، لتُسجّل بذلك أول وفاة في البرتغال هذا الصيف بسبب حرائق الغابات.

وطلبت الحكومة البرتغالية يوم الجمعة دعمًا من آلية الحماية المدنية الأوروبية، التي تتيح للدول الأعضاء طلب المساعدة في حالات الطوارئ.

وكانت إسبانيا قد فعّلت هذه الآلية قبل يوم واحد، للمرة الأولى في تاريخها، حيث تلقت طائرتين من طراز "كنادير" لإطفاء الحرائق.

وواصلت فرق الإطفاء في اليونان جهودها لاحتواء حريق هائل في جزيرة خيوس شرق بحر إيجه، والذي استمر لليوم الرابع على التوالي يوم الجمعة، مما أدى إلى تنفيذ عمليات إجلاء جديدة خلال الليل. ويأتي هذا الحريق بعد سلسلة من الحرائق الواسعة التي ضربت غرب اليونان في وقت سابق من الأسبوع، فيما أبقت فرق الإطفاء حالة التأهب القصوى قائمة في مناطق خارج أثينا وجنوب البلاد، حيث لا تزال الظروف الجوية الصعبة تزيد من خطر اشتعال حرائق جديدة.

وفي تركيا المجاورة، واصل رجال الإطفاء التصدي لعدة حرائق اندلعت في عدد من المحافظات. وبحلول السبت، أفادت السلطات أن معظم الحرائق باتت تحت السيطرة.

ويحذر العلماء من أن تغير المناخ يزيد من وتيرة وحدة موجات الحر والجفاف في أوروبا، مما يجعل المنطقة أكثر عرضة لحرائق الغابات المدمرة.

ويؤدي حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والغاز إلى إطلاق غازات تحبس الحرارة في الغلاف الجوي، وهي السبب الرئيسي لتغير المناخ، وفقًا لخبراء المناخ.

وتُظهر بيانات خدمة "كوبرنيكوس" لمراقبة المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي أن أوروبا شهدت ارتفاعًا في درجات الحرارة بمعدل يضاعف المتوسط العالمي منذ ثمانينيات القرن الماضي.

وبحسب نفس الوكالة، فإن عام 2024 هو الأكثر سخونة على الإطلاق، سواء على مستوى العالم أو في أوروبا، التي سجلت أيضًا ثاني أعلى عدد من أيام "الإجهاد الحراري" في تاريخها المسجل، ما يعكس تصاعد تأثيرات الأزمة المناخية على القارة.

الاكثر قراءة