الإثنين 18 اغسطس 2025

مقال رئيس التحرير

المعاملة بالمثل.. دبلوماسية القوة

  • 18-8-2025 | 14:21
طباعة

صاحب  الحق قوي، والحق قوي بذاته، يفسر ذلك ويشرحه الموقف المصري الثابت والراسخ تجاه رفض التهجير والوقوف حجر عثرة أمام مخطط دولة الاحتلال الشيطاني، والقابض على المبادئ لا يتزعزع عن موقفه، ومصر لا تحيد أبدًا عن ثوابتها وإن كانت تدير سياستها بشرف إلا أن القوة هي التي تحكم ذلك.


لا تخاف مصر في الحق لومة لائم متربص كذاب أشر، والدبلوماسية المصرية تدافع بشراسة عن ثوابت الدولة المصرية، ترد بقوة منقطعة النظير ومن أرض صلبة، تدرك دورها جيدًا ولسانها مصري مبين ينطلق من قوة الحق.


على كل الجبهات الاستراتيجية تلتحم الدبلوماسية المصرية بقوة لا تهادن ولا تفرط في الحقوق، ولا تلين في الحفاظ على الثوابت، مدعومة من قيادة سياسية قوية، ورؤية مصرية ثاقبة محورها الحفاظ على الأمن القومي المصري.


على مدار الأشهر والأسابيع الماضية تقف الدبلوماسية المصرية بجسارة بالمرصاد لكل من تسول نفسه أو يحاول الاقتراب من مصر، ترد بالحجة القوية الداحضة وتستبق بإعلان المواقف الراسخة، مدركة حجم مصر وثقلها على المستويين الإقليمي والدولي.


المعاملة بالمثل مبدأ رسخته وزارة الخارجية، ووزيرها الهمام د. بدر عبد العاطي خلال التعامل مع الأزمات في الفترة الأخيرة.. مصر ترد بالمثل ولا تسمح لأي دولة أو جهة أو جماعة مجرد التفكير في الاقتراب من الثوابت والحقوق المصرية.


تقف الدبلوماسية المصرية كالأسد الجسور في وجه المتنطعين والمتآمرين على كل الجبهات، بيانات قوية ولغة حاسمة وحازمة وإن كانت في الوقت نفسه لا تخالف القواعد الدبلوماسية وأصول التعامل الدبلوماسي المتعارف عليها بين الدول وفق أعراف القانون الدولي، لكنها لا تهادن ولا تسالم، تقصف ولا تبالي، ولا تضع نصب عينيها سوى المصالح المصرية والحفاظ على الأمن القومي المصري.


الخارجية المصرية لا تعرف الصوت المرتعش ولا الأيدي الخائفة، تتعامل بقوة وحسم وترد الصاع صاعين، والمتتبع لبيانات وزارة الخارجية والرد على الأكاذيب والترهات خاصة فيما يتعلق بدولة الاحتلال الإسرائيلي والموقف المصري من دعم القضية الفلسطينية سيجد أن القوة هي السمة الغالبة في مواجهة أكاذيب دولة الاحتلال.


تدرك الخارجية المصرية أن لغة القوة هي اللغة الوحيدة التي تفهمها دولة الاحتلال  لذلك كان الرد المصري حاسما على أوهام " إسرائيل الكبرى" وأكدت في ردها أن مثل هذا يعكس إثارة لعدم الاستقرار والإصرار على التصعيد ويتعارض مع تطلعات الأطراف الإقليمية والدولية المحبة للسلام الراغبة في تحقيق الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة.


تقف مصر بكل قوة حجر عثرة أمام مخطط الشيطان الإسرائيلي، وترفض بكل قوة مؤامرة التهجير، وتجهض كل محاولة لتمرير هذه الجريمة النكراء، وفى بيان حاسم وبلهجة القوة جددت مصر في بيان للخارجية  رفضها القاطع لأي مخططات إسرائيلية لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه التاريخية سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، وتحت أية ذرائع أو مسوغات أو مسميات سواء كان التهجير قسرا أو طوعا من خلال سياسات التجويع ومصادرة الأراضي والاستيطان وجعل الحياة مستحيلة على الأرض الفلسطينية. 


وأكدت مجددًا بلسان القوة أنها لن تقبل بالتهجير ولن تشارك به باعتباره ظلما تاريخيا لا مبرر أخلاقيا أو قانونيا له ولن تسمح به باعتباره سيؤدي حتما إلى تصفية القضية الفلسطينية. 


ومن أمام معبر رفح وعلى نهج دبلوماسية القوة وخلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الفلسطيني أكد مجددا وزير الخارجية د. بدر عبد العاطي  الرفض المصري القاطع لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وأن مصر لا يمكن أن تشارك في أي ظلم تاريخي على الشعب الفلسطيني، وجدد التأكيد على رفض التصريحات الإسرائيلية حول ما يسمى "إسرائيل الكبرى".


دبلوماسية القوة التي تنتهجها الخارجية المصرية تنطلق من أرضية ثابتة محورها الحق المبين في إطار الحفاظ على الثوابت المصرية والأمن القومي المصري.

الاكثر قراءة