الإثنين 18 اغسطس 2025

أخبار

أمين البحوث الإسلامية: الثقافة روح حياة الأمم وحصنها في مواجهة التحديات

  • 18-8-2025 | 17:33

الدكتور محمد الجندي

طباعة
  • دار الهلا

أكد ألأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمد الجندي، أن الثقافة تمثل روح حياة الأمم، وطريق نهضتها وبنائها، وحصنها الحصين أمام التحديات الفكرية والوافدات الدخيلة.


وقال الجندي - في كلمته خلال حفل تكريم الفائزين في مسابقة "ثقافة بلادي" في موسمها الثاني، التي عقدها مجمع البحوث بالتعاون مع وزارات (الثقافة، والسياحة والآثار، والشباب والرياضة)، برعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وإشراف فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر - "إن "ثقافة بلادي" هي هُوية حية تسكن ضمائرنا وتحفظ ماضينا وتبني حاضرنا، وتفتح لنا أبواب المستقبل، وأنها الجذور الراسخة التي ربطتنا بتاريخ عريق وتجارب إنسانية ملهمة، وعلَّمتنا الصبرَ في المحن، والعزيمةَ في الأزمات، والإبداعَ في البناء".


وأضاف: أن "ثقافتنا الأصيلة كونت شخصيتنا المتزنة المنفتحة على العالَم، الصامدة أمام التحديات، الصانعة للحضارة حيثما وُجدت، وأنها ثقافة تحصِّن وعينا من أصحاب المعاول التي تهدم ولا تبني، وتؤمن أخلاقنا من الطروحات المنحرفة التي تقتحم عقول شبابنا انقضاضًا، وتنهش وعيهم دون جذور أو ثبات".


وشدد على أن ثقافة البلاد هي رسالة حية تُشكل وجدان الأجيال جيلا بعد جيل، وتربط بين الماضي والحاضر والمستقبل، وتحفظ بطولات الأجداد وقِيَمهم في زمنٍ كثرت فيه التحديات الثقافية والوافدات الغريبة التي تروجها بعض المنتديات والمواقع الإلكترونية دون أصالة أو عمق، منوها إلى أن "ثقافة بلادي" أضاءت أنوارها من مشكاة السراج المنير (ﷺ)، وجمعت بين الإيمان والعمل، وبين العراقة والتجديد، وبين المحلية في الانتماء والعالمية في الرسالة.


وتابع: "لقد علمتنا ثقافتنا أن الأمم لا تُقاس بما تملكه من ثروات مادية فقط؛ بل بما تمتلكه من قِيم وثقافة تصنع العقول وتبني الأخلاق وتوجّه السلوك.. وثقافة بلادنا ثرية؛ قوامها الدين المعتدل، والعلم النافع، والفنُّ الراقي، والتجرِبة الإنسانيَّة الواسعة"، مشددا على أن هذه الثقافة هي جدار حماية من الفيروسات الفكرية في عصر العولمة والانفتاح، كما أنها حِصنٌ للشباب من الذوبان، وجسرٌ للتواصل مع العالَم؛ إذ تأخذ من الآخر ما ينفع دون التفريط في الهُوية، وتُصدر للعالَم قِيَم التسامح والعدل والرحمة والعمل المشترك من أجل الإنسانية.


ونوه إلى أن حفل التكريم اليوم رسالة إلى العالَم بأن "ثقافة بلادي" ثقافة حياة، تبني ولا تهدم، توحد ولا تفرق، تُنير ولا تظلم، كما أن الأزهر الشريف كان، ولايزال، منارة العلم والحضارة منذ أكثر من 1000 عام، وحاضنة لتلاقي الثقافات؛ إذْ تخرج فيه طلابٌ مِنَ الشرق والغرب، فصاروا سفراء للحوار، ورُسلا للتسامح، وجنودًا لمحاربة الجهل والتطرف، مشيرا إلى أن الأزهر بالإضافة إلى كونه جامعةً عريقةً، فهو رسالة حضارية حملت نور العلم والوسطية إلى قلوب الدنيا كلها.


وقال الدكتور الجندي، موجها خطابه للشباب، "أيها الشباب، يا قرَّة العين وثمرة الفؤاد، إن جيلكم اليوم يواجه تحدياتٍ غير مسبوقة، وضغوطًا ثقافيَّة واجتماعيَّة ونفسيَّة في ظلِّ سباق محموم على الفرص، وتنافسيَّة شرسة، وتغيُّرات سلوكية وقيمية، وتأثير واسع لوسائل الإعلام الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي، بما تحمله من مضامين تحتاج إلى وعي ناضج بين الشغف والحذر، فكونوا فطنين حين تتلقفون معارف الآخرين، واحذروا الطروحات الفِكرية والمعرفية المجهولة التي قد ترسم هُويتكم، وتوجِّه حياتكم نحو سراب خادع".


واختتم الأمين لمجمع البحوث الإسلامية، كلمته، بالتأكيد على أن الأمّة، بفضل الله ثمَّ ثقافتها الأصيلة، تجاوزت عبر العصور مختلِف التحديات، وأن الأجيال الجديدة مدعوة لحمل هذه الثقافة، والوفاء لها، ونقلها للأجيال المقبِلة؛ حتى تبقى بلادنا دائما منارة للعِلم والإبداع، ورمزا للحضارة والإنسانية.

الاكثر قراءة