جهود مستمرة تبذلها مصر في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، حيث تكثف المباحثات مع كل الأطراف، بعد موافقة حركة حماس على أحدث مقترح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث استضافت القاهرة خلال الساعات الماضية اجتماعات لوفود التفاوض من أجل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، استنادًا إلى المقترح الأمريكي الذي طرحه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في يونيو الماضي.
ويفضي المقترح الحالي الذي تقدمت به مصر وقطر إلى هدنة في غزة لمدة 60 يومًا، وتسليم المحتجزين على دفعتين.
ويزور وفد من حماس، برئاسة كبير مفاوضي الحركة، خليل الحية، القاهرة منذ الأسبوع الماضي، للقاء الوسطاء والتوصل إلى اتفاق جديد، كما زار رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مصر، أمس الاثنين، والتقاه الرئيس عبد الفتاح السييسي
بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
ينص المقترح الجديد الذي تقدم به الوسطاء في مصر وقطر، على أن تُطلق حركة حماس سراح حوالي نصف الرهائن الإسرائيليين الخمسين المتبقين - والذين يُعتقد أن 20 منهم على قيد الحياة - على دفعتين خلال هدنة أولية مدتها 60 يومًا، يتم خلالها إجراء مفاوضات بشأن وقف إطلاق نار دائم.
وأكدت مصادر مصرية، أن المقترح يتضمن إعادة انتشار القوات الإسرائيلية لمناطق محاذية للحدود لتسهيل حركة دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وفقا لما نقلته "القاهرة الإخبارية"، ووقف مؤقت للعمليات العسكرية لمدة 60 يومًا، سيتم خلالها تبادل عدد من الأسرى الفلسطينيين مقابل نصف عدد المحتجزين الإسرائيليين، على أن تتضمن عملية التبادل إطلاق 10 محتجزين أحياء ونصف عدد الجثامين البالغ عددهم 36 بواقع 18 جثمانًا.
وأشارت المصادر إلى أن المقترح يتضمن أيضًا إعادة تموضع القوات الإسرائيلية لإتاحة المجال لدخول المساعدات بشكل يلبي احتياجات قطاع غزة، والبدء من اليوم الأول في مناقشة الموضوعات المتعلقة بالصفقة الشاملة أو الوقف الدائم.
ولفتت المصادر المصرية، إلى أن حركة حماس الفلسطينية تعتبرالمقترح أفضل الخيارات المتاحة لحماية سكان قطاع غزة، وبداية الطريق للحل الشامل وحماية سكان القطاع من التصعيد العسكري.
أفادت مصادر مصرية في تصريحات خاصة لـ"القاهرة الإخبارية"، اليوم الاثنين، بأنه تم تسليم المقترح الذي قدمه الوسطاء وتوافقت عليه حركة حماس إلى الجانب الإسرائيلي، في انتظار الرد الرسمي من تل أبيب خلال الساعات المقبلة.
رد إسرائيل
ولم يتضح بعد رد إسرائيل، حيث صرّح مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي بأنه لن يقبل أي اتفاق إلا إذا "أُطلق سراح جميع الأسرى دفعة واحدة".
وصرّح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، بأن الجيش يمرّ بمنعطف حاسم في الحرب التي استمرت 22 شهرًا، مع التركيز على تكثيف الضربات ضد حماس في مدينة غزة.
فيما يواصل الاحتلال تجهيز خطة احتلال مدينة غزة، حيث أفاد شهود عيان في مدينة غزة بأن الدبابات الإسرائيلية، مدعومة بغارات جوية ومدفعية، تقدّمت بشكل مفاجئ إلى حيّ الصبرة الجنوبي، وحاصرت مدارس وعيادة تديرها الأمم المتحدة تؤوي مئات النازحين.
في وقت لاحق من هذا الأسبوع، من المتوقع أن يُقرّ مجلس الوزراء الإسرائيلي خطة الجيش لاحتلال مدينة غزة.
وأعلن نتنياهو عن نية إسرائيل توسيع هجومها واجتياح غزة بأكملها - بما في ذلك المناطق التي لجأ إليها معظم سكانها الفلسطينيين البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة.
صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن الحرب لن تنتهي إلا بإطلاق سراح جميع الرهائن ونزع سلاح حماس، وكذلك أن تكون غزة منزوعة السلاح، وأن تبقى تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية، وأن تديرها إدارة غير مرتبطة بحماس أو السلطة الفلسطينية.
وفي المقابل دعت حماس إلى اتفاق شامل يتم بموجبه تبادل الرهائن الذين تحتجزهم بالسجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى إنهاء الحرب والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة، مؤكدة أنها لن تنزع سلاحها إلا بعد إقامة دولة فلسطينية مستقلة.