رايموند دوغلاس برادبري، المعروف باسم راي برادبري، لم يكن مجرد كاتب روايات، بل كان صوتًا أدبيًا حذر من مستقبلٍ قد تندثر فيه الإنسانية تحت وطأة التكنولوجيا، بدأ حياته بموارد محدودة، لكنه علّم نفسه بنفسه، مدفوعًا بشغفه بالقراءة، حتى أصبح من أبرز كتّاب أمريكا في القرن العشرين.
أشهر أعماله فهرنهايت 451 (1953)، رواية ديستوبية تتناول مجتمعًا يحظر فيه امتلاك الكتب، وتحرق فيه المعرفة بالنار، لم يكن برادبري يتنبأ بالمستقبل، بل كان يحذر منه، مؤمنًا بأن التكنولوجيا قد تُستخدم كأداة للسيطرة، وأن الإنسان يجب أن يبقى في قلب كل سرد
كتب برادبري في مجالات متعددة: الفانتازيا، الرعب، الغموض، والخيال العلمي، وترك بصمة أدبية في أعمال مثل التواريخ المريخية (1950)، الرجل المصور (1951)، ونبيذ الهندباء (1957)، نثره كان شعريًا، إنسانيًا، يضع العلاقات والدفء البشري في قلب العوالم المستقبلية التي رسمها.
امتدت مساهماته إلى السينما والتلفزيون، حيث كتب سيناريوهات لأعمال مثل موبي ديك، والشجرة الهالويينية، وحصل على جوائز مرموقة منها جائزة بوليتزر الخاصة عام 2007، والميدالية الوطنية للفنون، ووسام الفنون والآداب الفرنسي، ونجمة على ممر الشهرة في هوليوود.
عند وفاته في 5 يونيو 2012، عن عمر ناهز 91 عامًا، وصفته صحيفة نيويورك تايمز بأنه "الكاتب الأكثر مسؤولية عن إدخال الخيال العلمي الحديث إلى التيار الأدبي"، وهو وصف يليق برجلٍ جعل من الأدب وسيلة للتأمل، لا للهروب.