تمر اليوم الذكرى الـ81 على ميلاد الكاتب السينمائي والتليفزيوني محسن زايد، أحد أبرز صناع السيناريو والحوار في مصر، الذي وُلد في 23 أغسطس عام 1944، على الرغم من أن رصيده الفني يتجاوز 16 عملاً فقط بين السينما والدراما، إلا أن بصمته الخاصة كانت واضحة في كل عمل قدمه، إذ جمع بين التوثيق الاجتماعي والقدرة على تحويل الروايات الأدبية إلى أعمال سينمائية وتليفزيونية ناجحة
تحويل الأدب للسينما والتليفزيون
امتاز محسن زايد بقدرته على معالجة أعمال أدبية معقدة وتحويلها إلى أعمال فنية متقنة، من أبرزها فيلم "حمام الملاطيلي" الذي اقتبس فيه الرواية الشهيرة لإسماعيل ولي الدين، وأخرجه صلاح أبو سيف، وشارك في بطولته شمس البارودي ويوسف شعبان ومحمد العربي. تدور أحداث الفيلم حول الشاب أحمد القادم إلى القاهرة للبحث عن عمل بجانب الدراسة، وتتوالى الأحداث بينه وبين فتاة الليل نعيمة ورؤوف الرسام، حتى يضطر أحمد للعودة إلى بلدته نتيجة الظروف.
كما اقتبس زايد قصة فيلم "السقا مات" من قصة يوسف السباعي، وقدمها على الشاشة من إخراج صلاح أبو سيف وبطولة فريد شوقي وعزت العلايلي وشويكار. تدور الأحداث في حي الحسينية عام 1921 حول شوشة السقا وخوفه الشديد من الموت، وسط صراعاته العائلية ومحاولاته للحصول على المنصب الذي طالما حلم به.
شريك نجيب محفوظ
ارتبط اسم محسن زايد دائمًا بالأعمال الأدبية للكاتب العالمي نجيب محفوظ، وكان من القلائل القادرين على فهم فلسفته حول الوجود وتحويلها إلى أعمال درامية متقنة. من أبرز أعماله في هذا المجال فيلم "قلب الليل" الذي يحكي قصة جعفر وصراعه مع جده وزوجتيه، ونجح الفيلم في تقديم الصراع بين الحب والطموح والهوية الاجتماعية
كما حول زايد رواية "ليلة القبض على فاطمة" للكاتبة سكينة فؤاد إلى مسلسل تلفزيوني من بطولة فردوس عبد الحميد وهالة صدقي وفاروق الفيشاوي، مستعرضًا من خلاله دور المرأة في مواجهة السلطة والمجتمع
ولم يقتصر إنجاز زايد على السينما، بل قدم أيضًا مسلسل "حديث الصباح والمساء"، مستعرضًا تاريخ مصر الاجتماعي والسياسي من خلال حياة ثلاث شخصيات وأبنائهم وأحفادهم، مقدمًا رؤية متكاملة حول تأثير المصالح الاقتصادية والسياسية على العلاقات الإنسانية
الخلفية والدراسة العسكرية
تلقى محسن زايد دراسته في المعهد العالي للسينما بمصر، حيث بدأ في قسم المونتاج قبل أن ينتقل لقسم الإخراج ويتخرج منه. شارك في الخدمة العسكرية لمدة ست سنوات، وخاض حربي 1967 و1973، ما انعكس على كتاباته وموضوعاتها التي غالبًا ما تناولت الخلفية السياسية والاجتماعية
أبرز أعماله السينمائية والتليفزيونية
من أهم أعماله السينمائية: "فرحان ملازم آدم"، "المواطن مصري"، "أيوب"، "قهوة الموردي"، "إسكندرية... ليه؟"، "السقا مات" و"حمام الملاطيلي" و"قلب الليل".
وعلى صعيد التليفزيون قدم أعمالًا خالدة عن نجيب محفوظ مثل "بين القصرين"، "السيرة العاشورية"، "حديث الصباح والمساء"، "الحرافيش"، إضافة إلى "الحاوي"، "بنات أفكاري"، "يلة الدوغري" وأخيرًا "ليلة القبض على فاطمة"