السبت 23 اغسطس 2025

القلعة للموسيقى والغناء يختتم سحر الليالى الصيفية بأنغام الطرب والإنشاد

مهرجان القلعة

23-8-2025 | 12:09

هدى إسماعيل
فى إطار تقليد أصيل يؤكد على تقدير العطاء ورد الجميل، شهدت فعاليات مهرجان القلعة للموسيقى والغناء قيام وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو بتكريم 12 شخصية إبداعية كانت لها بصمة واضحة فى إثراء الساحة الفنية بمصر والوطن العربى. التكريم لم يقتصر على رموز الفن فحسب، بل شمل أيضاً أسماء عملت خلف الكواليس وأسهمت فى إنجاح الدورات السابقة للمهرجان، ليأتى الاحتفاء بمثابة رسالة تقدير لكل من وضع حجراً فى صرح الإبداع. ضمت قائمة المكرمين كوكبة متنوعة، من بينهم الموسيقار الكبير هانى شنودة، وعازف العود حسين صابر، وعازف الإيقاع محسن الصواف، والنجم إيهاب توفيق، إلى جانب المهندس ياسر البهواشى رئيس الإدارة المركزية للشئون الهندسية، ومحمود عرفات مدير معهد الموسيقى العربية السابق، وضياء الدين قنديل مدير إدارة الخزينة والمدير التنفيذى لصندوق التكافل، كما شمل التكريم المهندس سامر ماضى القائم بأعمال مدير عام الإدارة العامة لنظم التطبيقات والدعم الفنى والمشرف الفنى على استوديو المونتاج، وخالد العايدى من إدارة الصوت والتجهيزات الفنية، وحسنى عبد المطلب مشرف كهرباء بالإدارة العامة للصيانة، بالإضافة إلى اسمى الراحلين محمد حسنى مدير عام الإعلام الأسبق، والمهندس أحمد على بكر مهندس الديكور بالإدارة المركزية للخدمات الفنية. بهذا المشهد، حمل المهرجان رسالة إنسانية تؤكد أن النجاح عمل جماعى، وأن بصمات كل فرد- سواء كان تحت الأضواء أو وراءها - تستحق أن تحفر فى ذاكرة الفن. قلعة تنشد.. وجمهور يتوحد مع الألحان بين صدى الألحان ورائحة التاريخ، توحد الجمهور فى عشق الفن وسحر المكان، ليشهد مهرجان القلعة الدولى للموسيقى والغناء تبايناً فى تجارب الجمهور، لكنها اجتمعت جميعاً على حب الفن وأجواء القلعة، وكان لـ«الكواكب»، هذه الجولة بين الجمهور ليعبروا عن أرائهم فى المهرجان. تقول سارة، خريجة حديثة: المكان هنا له هيبة، والموسيقى وسط أسوار القلعة تعطى إحساساً مختلفاً جداً، منذ سنوات وأنا أجمع أصدقائى لحضور الحفلات بين جدران التاريخ. أما يوسف، المحاسب الشاب، فكان دافعه الأساسى المشاركة فى حضور حفل الشيخ ياسين التهامى، حيث قال: أى مكان يكون فيه الشيخ ياسين التهامى أحضر فوراً، هو يحرص كل عام على المشاركة فى المهرجان، وهذا العام تميز بوجود تنوع كبير فى الفقرات يرضى جميع الأذواق. ومن جانبها تقول سناء ناصف، ربة منزل مقيمة بمنطقة السيدة عائشة: كل عام أحرص على اصطحاب أولادى لحضور الحفلات، فهى وسيلتهم الوحيدة للترفيه، العام الماضى كانت التذكرة بسعر بسيط، أما هذا العام فأصبحت 100 جنيه، وهو مبلغ كبير إلى حد ما، ومع ذلك نعتبر المهرجان تقليداً سنوياً لا يمكن التفريط فيه. وتعبر منى خالد عن انبهارها بأجواء التفاعل بين الفنانين والجمهور قائلة: أجمل ما فى المهرجان هو حالة الانسجام بين المطرب والجمهور، وكأننا روح واحدة تحت سماء القلعة. ويصف طارق، طالب جامعى، المهرجان من زاوية مختلفة: هنا فى القلعة لا نحضر حفلة موسيقية فقط، بل نعيش رحلة فنية وتاريخية معاً، نستمع فيها إلى الطرب الأصيل ونواكب كل ما هو جديد. أما ليلى فترى أن المهرجان نافذة لاكتشاف الطاقات الجديدة، قائلة: هنا يجتمع كبار الفنانين مع أصوات شابة واعدة، وهذه فرصة رائعة كى نتعرف على مواهب جديدة ونستمع إليها بأسعار فى متناول الجميع. ويختم خالد، المدرس، بانطباع عائلي: الأجواء هنا عائلية جداً، لذلك حرصت على إحضار زوجتى وأبنائى، كى يتعرفوا على الموسيقى الأصيلة فى مكان ساحر مثل القلعة. لم تكن ليالى المهرجان مجرد حفلات موسيقية عابرة، بل مساحة التقت فيها المشاعر بالأنغام، وجاءت شهادات الجمهور لتؤكد أن مهرجان القلعة الدولى للموسيقى والغناء بات أيقونة فنية تنتظرها الأسر والشباب كل عام. قلبى يحدثنى.. صوفية فى سماء القلعة وفى واحدة من أكثر الليالى تأثيراً، تألق الشيخ ياسين التهامى بإنشاد القصائد الصوفية والمديح النبوى، واستهل فقرته بقصيدة ابن الفارض الشهيرة «قلبى يحدثني» التى لاقت تفاعلاً واسعاً من الجمهور. وقبلها افتتح الفنان عمرو سليم وفرقته الأمسية بمختارات موسيقية لعمالقة التلحين، من بليغ حمدى ومحمد عبدالوهاب ومنير مراد وكمال الطويل وغيرهم، مقدماً بانوراما موسيقية جمعت بين الكلاسيكية والأغنية الشعبية المحببة للجمهور. لوحة فنية بإيقاعات مصرية أما الفنان سعيد الأرتيست فقد رسم لوحة استثنائية جمعت بين البهجة والفلكلور، بمشاركة 55 طالباً من فصول الإيقاع الشرقى بمركزَى تنمية المواهب فى القاهرة والإسكندرية، إلى جانب فرقة الإيقاعات الشرقية وفرقة توشكى، وبمشاركة المغنى النوبى شمس الأسوانى، ومجموعة الربابات لأولاد شاكر، وعازف الأرغول رضا، والمطربة نور الملقبة بـ«سفينة النور». وعزف الأرتيست مجموعة من التراكات المميزة للأطفال والشباب مثل «مجانيني»، «إحنا الشباب»، «مكسرات»، إلى جانب معزوفات جديدة منها «فرحة» و«جديد فى جديد»، فضلاً عن مؤلفات غنائية شهيرة مثل «الليلة يا سمرا»، «أنا بعشقك»، «يا حبيبتى يا مصر»، ممزوجة بلمسات من الفلكلور الشعبى الأصيل. ختام مهرجان جمع القلوب بالفن وبعد 9 أيام من الطرب والإنشاد والعروض الفلكلورية، يسدل اليوم السبت، 23 أغسطس، الستار على فعاليات مهرجان القلعة الدولى للموسيقى والغناء فى دورته الثالثة والثلاثين، التى نظمتها وزارة الثقافة ممثلة فى دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور علاء عبدالسلام، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة، ليظل المهرجان شاهداً على قدرة الفن على جمع القلوب فى أحضان التاريخ، وصناعة ذاكرة لا تنسى تحت سماء القلعة.