في واقعة مثيرة لفتت الأنظار داخل أروقة التعليم العالي، كادت أحلام الطالبة عائشة أحمد، إحدى طالبات مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا (STEM)، أن تتبخر بعد تعرض رغباتها الجامعية للتلاعب عبر موقع التنسيق الإلكتروني، قبل أن تتدخل وزارة التعليم العالي لتمنحها فرصة جديدة.
القصة بدأت حين لاحظت أسرة الطالبة أن رغبات ابنتهم في التنسيق قد تغيّرت على نحو لم تقم به، ليكتشفوا لاحقًا أن إحدى زميلاتها تمكنت من الوصول إلى الرقم السري الخاص بعائشة، واستخدمته في الدخول إلى الموقع وتعديل الرغبات.
الأب، وفي تصريحات صحفية، أكد أن مكتب التنسيق حصل منه على نسخة "PDF" من آخر تعديل أدخلته الأسرة، قبل وقوع التلاعب، مشيرًا إلى أن المكتب تعهد بإعادة ترتيب الرغبات وفق النسخة الرسمية المعتمدة، فضلًا عن تزويد الأسرة بكلمة مرور جديدة لمتابعة الإجراءات بشكل آمن.
التحرك لم يتوقف عند هذا الحد، إذ كلف مكتب الوزير أحد المسؤولين بالتواصل المباشر مع أسرة الطالبة أكثر من مرة خلال الساعات التالية للواقعة، لمتابعة تطورات الأزمة عن قرب، في خطوة وصفتها الأسرة بأنها "إنسانية ومنصفة".
فرصة جديدة
قرار الوزير أيمن عاشور بفتح باب التسجيل مجددًا أمام عائشة أعاد الأمل لأسرتها، بعد أن أصبحت قريبة من فقدان حقها في تنسيق الكليات.
وباتت الطالبة الآن تنتظر إعلان نتيجة التنسيق الخاصة بمدارس STEM، لمعرفة الكلية التي سترشح إليها بناءً على مجموعها بعد إعادة إدخال رغباتها.
واقعة خطيرة
وزارة التعليم العالي وصفت ما حدث بأنه "واقعة بالغة الخطورة"، موضحة أن الرقم السري يمثل الأداة الوحيدة للدخول على النظام الإلكتروني، وهو حق أصيل للطالب وولي أمره فقط، محذّرة في الوقت نفسه من مشاركته أو إفشائه لأي طرف آخر.
ورغم تحميل الطالبة مسؤولية إفشاء الرقم السري، فإن الوزارة منحتها فرصة جديدة، وهو قرار لاقى ترحيبًا واسعًا.
في المقابل، لم يقف ولي أمر الطالبة مكتوف الأيدي، حيث حرر محضرًا رسميًا ضد زميلتها التي قامت بالتلاعب، ومن المقرر أن تتولى النيابة العامة التحقيق في الواقعة ومحاسبة المخطئة.

تحذير للطلاب
ووجه مكتب التنسيق تحذيرًا لجميع طلاب الثانوية العامة والدبلومات الفنية والشهادات المعادلة ومدارس المتفوقين، بضرورة الحفاظ على الرقم السري وعدم تداوله، تجنبًا لتكرار مثل هذه الحوادث التي قد تعصف بمستقبل الطلاب الجامعي.