داخل بيت صغير في قرية دلجا في دير مواس بالمنيا، جمع الأب ناصر محمد شمل أطفاله الستة حول مائدة عليها خبز شمسي طازج، أعدته زوجة الأب الثانية، بينما الأم -الزوجة الأولى- تراقبهم خائفة، لكن دقائق قليلة كانت كافية لتحويل المائدة إلى فخ للموت، بعدما تحوّل الخبز إلى وسيلة قتل جماعي، والزوجة الثانية، التي دخلت البيت عروس ستغادره كقاتلة، بعد أن غلبها الشيطان وزيّن لها طريق الجريمة.
بدأت مأساة دلجا عندما تناول الأطفال الستة ووالدهم الخبز المر، حيث سرعان ما ظهرت عليهم أعراض الإعياء، التي تمثلت في آلام حادة في البطن، وقيء متواصل، ذهب بهم الأب إلى المستشفى، لكن الأطباء اكتشفوا أن مرضًا غامضًا تسلل إلى أجسدهم.
قصة مقتل أطفال دلجا الـ6 ووالدهم بالسم
توفي الأصغر أولًا، ثم تبعه أشقاؤه واحدًا تلو الآخر، حتى وصلت قائمة الضحايا إلى ستة أطفال، لحق بهم الأب بعد أيام.
الراحلون هم: أحمد ناصر "5 سنوات"، عمر ناصر "7 سنوات"، محمد ناصر "11 سنة"، ريم ناصر "10 سنوات"، رحمة ناصر "12 سنة"، وفرحة ناصر "14 سنة"، ثم الأب ناصر محمد "48 عامًا".
سبعة توابيت خرجت من بيت واحد في أقل من أسبوعين، لتغرق القرية في صدمة لم تعرف لها مثيلًا، ويطلق الناس على ما جرى اسم "الموت الغامض".
من الغيرة إلى الجريمة
التحقيقات كشفت اللغز سريعًا، فالمتهم لم يكن غريبًا، وإنما أقرب الناس إلى البيت.. الزوجة الثانية، خلال التحقيقات، انهارت واعترفت: "الغيرة عمتني.. خفت يطلقني.. والشيطان أغواني".
قبل 4 أشهر، أعاد الزوج زوجته الأولى إلى عصمته بعد فترة من الانفصال. عودة الأم إلى البيت أشعلت الغيرة في قلب الزوجة الثانية، التي رأت في ذلك تهديدًا لمكانتها، وظنت أن الزوج سيهجرها ويعود لحياته القديمة، خاصة عندما اجتمع بالصغار مع أمهم، فوضعت مرسومها الشيطاني للكيد للأم.
تقول في اعترافاتها: "مشاعري غلبتني.. حسيت إن زوجي خلاص مبقاش ليا.. مكنتش أقصد أموّت الولاد ولا زوجي.. كنت بحاول أكيدها لكن متوقعتش يموتوا".
وجبة الموت
دسّت المتهمة السم بالطعام، مستعينة بمبيد حشري، خلطته بالدقيق، وخبزت أرغفة "عيش شمسي"، وأرسلتها إلى منزل الأم وأولادها ورفقتهم الأب، وما إن تناول الجميع الخبز حتى بدأت رحلة الألم.
وسط الكارثة، نجت الزوجة الأولى "أم هاشم"، 40 عامًا، من الوجبة المسمومة، بعد أن تناولت قطعة صغيرة من الخبز، لكنها توقفت فجأة. تقول: "الطعم كان مرّ وغريب.. حسيت إن فيه حاجة مش طبيعية".
الزوجة الثانية صارت في نظر أبناء قريتها "المرأة التي غلبت الشيطان"، بعدما باعت إنسانيتها للغيرة، وقدمت إلى زوجها وأبناء "ضرتها" وجبة الموت.