يوافق اليوم 27 أغسطس ذكرى ميلاد الفنان القدير سيد الصاوي، الذي وُلد عام 1947 في محافظة الشرقية، وارتبط اسمه بعشرات الأعمال التي حفرت لنفسها مكانًا في ذاكرة الجمهور المصري والعربي، وعلى الرغم من أن دراسته الجامعية كانت بعيدة عن مجال التمثيل، حيث تخرج في كلية التجارة عام 1976، فإن شغفه بالفن كان أقوى من أي مسار آخر، ليقرر أن يسلك طريق الإبداع المسرحي والدرامي، ويترك خلفه تاريخًا ممتدًا من العطاء.
البداية.. من هيئة المسرح إلى السفر لأوروبا
بدأ الصاوي مسيرته الفنية عام 1968 من خلال التحاقه بـ هيئة المسرح، حيث صقل موهبته على خشبة المسرح المصري، وشارك في عدد من العروض التي لفتت الأنظار إلى قدراته التمثيلية، لم يتوقف عند حدود التجربة المحلية، بل سافر إلى اليونان وإيطاليا، وهناك خاض تجارب فنية متنوعة أثرت خبرته ومنحته أدوات جديدة في الأداء والالتزام المسرحي، قبل أن يعود إلى القاهرة ويكمل مشواره مع التلفزيون والإذاعة.
أعمال درامية لا تُنسى
على مدار أكثر من نصف قرن، قدم الفنان سيد الصاوي ما يقرب من 68 عملًا، تنوعت ما بين السينما والمسرح والدراما التلفزيونية، من أبرز محطاته مشاركته مع الفنان الكبير محمد صبحي في مسلسل "رحلة المليون"، الذي يعد واحدًا من أنجح المسلسلات في ثمانينيات القرن الماضي.
كما شارك في أعمال درامية شهيرة مثل "ليلة وشربات" و"أوراق مصرية"، التي جسد فيها شخصيات تركت أثرًا مميزًا في وجدان الجمهور.
لم يكن المسرح بالنسبة للصاوي مجرد محطة عابرة، بل كان الساحة التي أظهر فيها قدراته الكاملة كممثل يجيد الأداء الحي والتفاعل مع الجمهور، تألق في عروض مثل "صعلوك يربح مليون" و"مولد سيدي الرعب"، وهي أعمال عكست طابعه الكوميدي والدرامي في آن واحد، لتثبت أن المسرح ظل بالنسبة له المدرسة الأولى والبيت الدائم.
رحلة عطاء حتى 2021
منذ بدايته في أواخر الستينيات وحتى آخر أعماله عام 2021، ظل الصاوي حاضرًا في الساحة الفنية، يشارك في أدوار قد تكون صغيرة أحيانًا، لكنها كانت تحمل دائمًا ثقل الخبرة وصدق الأداء. هذا الالتزام المستمر جعله فنانًا يحظى بالاحترام داخل الوسط الفني وبين الجمهور.