تحل اليوم الخميس 28 أغسطس ذكرى رحيل الفنان القدير نبيل الدسوقي، الذي ارتبط اسمه في وجدان الجمهور بلقب "الخواجة صروف" في مسلسل رأفت الهجان، ورغم أنه لم يكن يومًا من نجوم الصف الأول، إلا أن حضوره الطاغي وصوته المميز وملامحه الهادئة جعلته يترك بصمة لا تُنسى في تاريخ الدراما المصرية.
تخرج الدسوقي في المعهد العالي للفنون المسرحية، وبدأ مسيرته من بوابة المسرح القومي، لكنه سرعان ما وجد طريقه إلى الشاشة الصغيرة والسينما، حيث قدّم عشرات الأدوار التي أثبتت أن الموهبة وحدها كافية لتصنع حضورًا قويًا حتى وإن لم يكن الفنان في الصفوف الأولى.
ورغم أن ملامحه الرقيقة كانت تؤهله لأدوار الأب الطيب أو الزوج المطيع، إلا أن الدسوقي كسر القاعدة بأدائه لشخصيات مركبة ومتنوعة، كان أبرزها شخصية "الخواجة صروف" التي لا يزال الجمهور يتذكرها حتى اليوم، كما تألق في أعمال أيقونية مثل "الشهد والدموع"، "ليالي الحلمية"، "أرابيسك"، "رحلة أبو العلا البشري"، "والراية البيضا".
في حياته الخاصة، عاش نبيل الدسوقي قصة حب هادئة بعيدًا عن أضواء الشهرة، حيث تزوج من سيدة من خارج الوسط الفني، وأنجب ولدًا أسماه هشام، وابنة تدعى نهى، وظل حريصًا على الفصل بين حياته العائلية والفنية حتى رحيله في عام 1995.
ظل نبيل الدسوقي فنانًا استثنائيًا، قدم الإنسان البسيط والحكيم والظالم والمقهور، وأجاد في جميعها بنفس البراعة، ليترك خلفه إرثًا فنيًا خالداً يجعل اسمه حاضرًا كلما ذُكرت الدراما المصرية.